ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس. وبعد الإنجيل ألقى عظة قال خلالها: "مسيحي اليوم مدعو إلى تقديم شهادة صادقة في عالم يتطلب شجاعة روحية في مجابهة التجارب، في الأمانة في العمل، في النزاهة والصدق والصبر على التجارب، وغفران الإساءة، ومحبة من تصعب محبتهم، وصون اللسان عن الدينونة. المسيح يعرف من ثماره الظاهرة في حياتنا. إنسان اليوم، وفي لبنان بشكل خاص، مجرب في كل لحظة من حياته، مجرب بالإنقياد إلى التسلط، أو استغلال النفوذ، أو مخالفة القوانين، أو اغتياب البشر وتشويه سمعتهم في وسائل التواصل، أو الإستيلاء على المال العام، أو توسل الأحزاب أو التلطي خلف الجماعات، كما أنه مجرب بجمع المال واستعماله لغايات غير محمودة. كل هذه التجارب لا تقاوم إن لم يكن هيكل الإنسان مبنيا على أساس صلب هو الإيمان الذي يؤدي إلى النقاوة والنزاهة والتواضع والمحبة والرحمة ورفعة الأخلاق".
وأضاف: "تعال وانظر" دعوة لكل منا إلى حركة خروج من الذات. نحن نعيش في عالم يميل إلى الإنغلاق، وبناء أسوار من الخوف والقلق والأفكار المسبقة. لكن المسيح يجتذب الإنسان إلى فسحة أوسع، ورؤية جديدة. قد يعيش إنسان اليوم في حيرة أمام ما يحدث في العالم، أو أمام تجارب شخصية، أو شكوك داخلية، لكن المسيح يكشف له الحقيقة من خلال اللقاء به في عمق الصلاة. الرسول بولس يحث أبناءه الروحيين على الإقتداء به كما يقتدي هو بالمسيح. هذا ليس كلام كبرياء، بل إعلان أن المسيح يرى في حياة المبشرين به، وأن القداسة تنقل من حياة إلى حياة. كنيستنا تحيا بهذا التقليد الحي، فالآباء هم شهود المسيح في زمانهم، ونحن نقتدي بسيرهم لنتعلم كيف نعيش الإنجيل. القداسة ليست للماضي، إنما دعوة حاضرة لكل مسيحي كي يكون إنجيلا مقروءا حيث يعيش".
وختم: "لقد أرسل الرب أندراوس والرسل رفقته لتبشير العالم، وكان معظمهم اميين، فانطلقوا إلى أصقاع الأرض حاملين الدعوة، فانتشرت البشارة بفضل أمانتهم وصدقهم واندفاعهم، رغم الضيقات والإضطهادات والمخاطر التي قاسوها. لذا نحن مدعوون اليوم أن نقترب من الرب بصدق نثنائيل، ونشهد له بشجاعة الرسل، ونعيش معه دائما في الصلاة والأسرار، لكي نعاين السماء مفتوحة في حياتنا، ونصير نورا للعالم يشهد لمجد الله. كما أننا مدعوون أن نكون رسلا لوطننا، أمناء له، وأمناء على رسالته ودوره، صادقين في ولائنا له وحده، عاملين على الحفاظ على أرضه وتراثه وديمقراطيته وحريته ووحدته، وعلى احترام إنسانه وصون كرامته".