يشهد لبنان حالة استثنائية من الحماس والاستعداد مع اقتراب الزيارة المرتقبة للبابا لاوون الرابع عشر، إذ تتكاتف الجهات الرسمية والدينية والشعبية لضمان نجاح هذا الحدث التاريخي. فبروح الانفتاح والضيافة التي لطالما ميّزت هذا البلد، ترتفع وتيرة التحضيرات على مختلف المستويات اللوجستية والأمنية والروحية، في مشهد يعكس عمق العلاقة التي تجمع لبنان بالكرسي الرسولي وأهمية هذه الزيارة في ترسيخ قيم الحوار والسلام.
توازياً، وجّه "حزب الله" رسالة ترحيب إلى البابا لاوون الرابع عشر مرحّبًا بزيارته إلى لبنان، ومؤكدًا أهمية التنوع اللبناني كنموذج للعيش المشترك، ومستشهدًا بوصف البابا يوحنا بولس الثاني للبنان بأنه "أكثر من وطن، إنه رسالة". وشدد الحزب على دور احترام حقوق الإنسان في تحقيق السلام، معتبرًا أن النزاعات العالمية ناتجة عن إنكار حقوق الآخرين.
وتطرقت الرسالة إلى مأساة غزة وما تعرّض له الشعب الفلسطيني، وإلى معاناة اللبنانيين من الاحتلال والاعتداءات الإسرائيلية المدعومة دوليًا، معتبرة ما يحدث في غزة "جريمة إبادة" وما يحدث في لبنان "عدوانًا مرفوضًا". وأكد الحزب تمسكه بالعيش المشترك، والديمقراطية التوافقية، وحماية السيادة الوطنية، ورفض التدخلات الأجنبية.
وختم الحزب بالتعويل على مواقف البابا في مناهضة الظلم والعدوان، متمنيًا أن تحمل زيارته للبنان المحبة والسلام.
في سياق آخر، قال السفير الأميركي في لبنان، ميشال عيسى، أن "إسرائيل لا تحتاج إلى إذن من الولايات المتحدة للدفاع عن نفسها". وفي تصريح لصحيفة هآرتس، أضاف: "تُقيّم إسرائيل احتياجاتها الأمنية بنفسها، وستتخذ أي إجراءات تراها مناسبة لحماية مواطنيها، لا حاجة للحصول على إذن من الولايات المتحدة في هذا الشأن".
وقال عيسى: "الإدارة الأميركية على تواصل كامل مع الحكومة اللبنانية، وتحثها على تنفيذ القرار التاريخي بنزع سلاح حزب الله".
ورفض عيسى التعليق على احتمالية بدء عملية دبلوماسية بين إسرائيل ولبنان. وأضاف: "نزع سلاح حزب الله يؤمن مستقبل لبنان ويعيد للبنانيين دولتهم".
هذا وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأنّ التقديرات السياسية والأمنية لا تزال تشير لتعزيز "حزب الله" وجوده. كما لفتت إلى أنّ "التقديرات تؤكّد الاقتراب من تصعيد أكبر في لبنان".
إلى سوريا، حيث زار الرئيس أحمد الشرع، مدينة حلب، مع إحياء الذكرى السنوية الأولى للهجوم الخاطف الذي قادته فصائل المعارضة، وأدى في نهاية المطاف إلى إسقاط الرئيس السابق بشار الأسد في كانون الأول الماضي. وقال الشرع مخاطبا حشدا من مئات الأشخاص بعدما اعتلى درجات قلعة المدينة: "في مثل هذه اللحظات (من العام الماضي) ولدت حلب من جديد، ومع ولادتها ولدت سوريا بأكملها، وفي مثل هذه اللحظات كان يكتب تاريخ جديد لسوريا وللمنطقة برمّتها".
وأضاف الشرع "حُررت حلب وشق أمامنا طريق طويل، ببنائها وإعمارها، فإعمار حلب جزء رصين وضروري في بناء سوريا".
من جهته، قال وزير الإعلام السوري حمزة مصطفى إنه لا يمكن الحديث عن اتفاق سلام أو أي شيء آخر بدون عودة إسرائيل وانسحابها من المناطق التي احتلتها بعد الثامن من كانون الأول.
وأضاف الوزير السوري أن اعتداء إسرائيل في بيت جن هو استمرار لنهج إسرائيل بالتعدي على الأراضي السورية، وأن إسرائيل تحاول جر الحكومة السورية إلى مواجهات عبر استفزازاتها المتكررة.
وتابع: لا نخجل من قول إننا لسنا في موقع قوة بعد "التحرير" ونريد التركيز على النهوض ببلدنا.
أما في غزة، فأعلن الجيش الإسرائيلي، تصفية مشتبه بهما عبرا الخط الأصفر وشكلا تهديدا للجنود العاملين جنوب القطاع.
وقال الجيش في بيان: "في وقت سابق من اليوم (السبت)، حددت قوات الجيش الإسرائيلي اثنين من المشتبه بهم الذين عبروا الخط الأصفر، وقاموا بأنشطة مشبوهة على الأرض، واقتربوا من قوات الجيش الإسرائيلي العاملة في جنوب قطاع غزة، مما شكل تهديدا مباشرا لها". وتابع: "عقب تحديد الهوية، قامت القوات الجوية الإسرائيلية بالقضاء على المشتبه بهما لإزالة التهديد".
وأكمل: "في حادث آخر هذا الصباح (السبت)، حددت قوات الجيش الإسرائيلي إرهابيا عبر الخط الأصفر واقترب من القوات العاملة في جنوب قطاع غزة، مما شكل تهديدا مباشرا لهم". وأضاف: "عقب تحديد الهوية، قامت القوات بالقضاء على الإرهابي لإزالة التهديد".
دولياً، يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين في باريس نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وفق ما أعلن الإليزيه، علما أن وفدا من المفاوضين الأوكرانيين غادر إلى الولايات المتحدة لبحث الخطة الأميركية الهادفة إلى إنهاء الحرب مع روسيا.
كما أعلنت الإدارة الأميركية أن الرئيس دونالد ترامب أبدى قرارًا مفاجئًا يعتبر أنّ المجال الجوي فوق فنزويلا وحولها مغلق بالكامل اعتبارًا من اللحظة الراهنة، وفق ما جاء في بيان رسمي.
وجاء هذا الإجراء في إطار عمليات مكثّفة لمكافحة المخدرات تستهدف كارتيلات يُزعم أنها تستخدم الأجواء الفنزويلية للهجرة غير الشرعية والتهريب. كما أكّد ترامب في منشور على منصّته، موجّهًا نداءً إلى شركات الطيران والطيارين لتجنّب التحليق فوق المنطقة، معتبرًا أنّ القرار يسري “فورًا” على الجميع.
بدوره، كتب السيناتور الأميركي ليندساي غراهام، عبر حسابه على منصة "إكس": أقدّر وأحترم بشدة تصميم الرئيس ترامب على التعامل مع دول خلافة المخدرات التي تسكن ساحتنا الخلفية، وعلى رأسها فنزويلا".
وتابع: "إن التزام الرئيس ترامب القوي بإنهاء هذا الجنون في فنزويلا سيُنقذ أرواحاً أميركية لا تُحصى، وسيمنح شعب فنزويلا الجميل فرصة جديدة للحياة". وأردف: "سمعتُ أن تركيا وإيران تُعتبران من أجمل الأوقات في هذا الوقت من العام".وأضاف: لأكثر من عقد، سيطر مادورو على دولة إرهابية تُسمّم أميركا، وأقام تحالفات مع منظمات دولية مثل حزب الله، إنه زعيم غير شرعي، مُدان بالاتجار بالمخدرات في المحاكم الأميركية، ويُحافظ على سيطرته على فنزويلا عبر حكمٍ إرهابي".