If I Had Legs I’d Kick You: ضغوط الأمومة
If I Had Legs I’d Kick You: ضغوط الأمومة
جانيت كاتسوليس - نيويورك تايمز
Saturday, 29-Nov-2025 06:54

روز بيرن مذهلة في دور أمّ مثقلة في هذه الدراما الحادّة والمُنهِكة. بعد مرور 5 دقائق بالكاد على بداية فيلم If I Had Legs I’d Kick You، ينهار العالم - أو على الأقل سقف غرفة الجلوس - فوق ليندا (روز بيرن)، الأم المرهَقة التي تعاني ابنتها من مرض غامض لا تنجح في مقاومته. في الظروف العادية، قد يكون هذا المشهد صادماً؛ لكن هذا الفيلم المدمّر عاطفياً كان قد شدّ أعصابنا إلى درجة أنّ الانهيار يصل بقوّة الانفجار.

وكما هو حال ذلك السقف، ليندا تنهار بدورها. العناية بطفلة ترفض الطعام وتعيش على أنبوب تغذية، تُصبح أكثر إرهاقاً بسبب الفندق الرخيص الذي انتقلتا إليه ريثما يُصلَح الثقب. وتزداد المهمّة صعوبة بسبب عمل ليندا كمعالِجة نفسية، وخصوصاً مع إحدى المريضات اللواتي تُثير أوهامهنّ حَول مولودتهنّ الجديدة القلق.

أينما نظرت ليندا تجد شخصاً غاضباً منها، ولا أحد يبدو قادراً على مساعدتها: لا زوجها تشارلز، وهو قائد سفينة في رحلة بحرية تمتد لأشهر (يؤدّي دوره كريستيان سلاتر الذي يظهر غالباً كصوت متذمّر عبر الهاتف)؛ ولا طبيبة ابنتها ذات الحضور المهدِّد (تؤدّي دورها كاتِبة ومخرجة الفيلم ماري برونستاين) التي توبّخ ليندا لغيابها عن جلسات العلاج العائلي وتُشكّك في كفاءتها؛ وبالتأكيد ليس معالِج ليندا الخاص (كونان أوبراين في أداء عدائي بامتياز) الذي يفعل كل شيء سوى أن يدحرج عينَيه صراحة تجاه معاناتها.

«لماذا لا تحبّني؟»، تسأل ليندا خلال إحدى الجلسات، ومن براعة أداء بيرن أنّ السؤال لا يبدو تذمّراً بل نفحة صادمة من الصدق. ومع توالي الانتكاسات وتدهور خيارات ليندا لتُصبح أكثر سوءاً ولا مسؤولية، تُحوِّل بيرن - تحت مراقبة شبه دائمة من كاميرا كريستوفر مسينا الهجومية - وجهها إلى ساحة معركة عاطفية. وبحلول اللحظة التي نراها فيها تصرخ داخل وسادة، نكون قد وصلنا معها إلى النقطة ذاتها.

مرهق ومختنق في لحظات كثيرة، If I Had Legs I’d Kick You صرخة يأس أمومي مخلوطة بفكاهة لاذعة. مشهد السيارة مع الهامستر الشرس يخفف ضغط الأحداث - إذ حتى الحيوانات الصغيرة لا تُحبّ ليندا - وكذلك ظهورها اللاحق في جلسة العلاج الجماعي، كشخصية شاحبة غير مهذّبة وسط حشد من المرضى المصقولين والمتأنّقين.

مع ذلك، قد يجد بعض المشاهدين إيقاع الفيلم المتواصل مرهقاً، بينما قد يشعر آخرون بأنّه شبيه جداً بواقعهم إلى حدّ الإزعاج. برونستاين (التي تشرح في الملاحظات الصحافية أنّ النص وُلد من صعوبات أمومتها الخاصة) انتظرت 17 عاماً لتعود بعد فيلمها الأول الممتع Yeast، وقد اتخذت هنا خيارات ذكية، إذ تُخفِّف الضغط عن بيرن بأداءات داعمة تهدّئ من سخونة الإيقاع.

دانييل ماكدونالد الرائعة، في دور أمّ شابة مقتنعة تماماً بأنّها ستؤذي مولودها، تُقدّم أداءً يدمّي القلب. لكنّ تفاعلات ليندا المسمومة مع جيمس (آيساب روكي)، موظف الفندق، تُضيف طبقات وتفاصيل إلى غضبها المكبوت.

جيمس، بطبيعته الهادئة، يجد نفسه منجذباً إلى هذه السيدة الوقحة التي ترفض مساعدته مراراً. اتصالٌ لا هو رومانسي ولا هو صداقة كاملة، لكنّه عابر وعشوائي كتلقيح حشرات أيار؛ وتسمح مبادرات جيمس الهادئة (إلى جانب أسلوب روكي التمثيلي المرهف) بأن نرى حجم الضرر الذي تُسبِّبه ليندا لنفسها.

قبل ظهور لقطة للمجرمة أندريا ييتس قاتلة أطفالها، أدركتُ أنّني أشاهد فيلماً رعبياً. تماماً مثل We Need to Talk About Kevin (2011) أو The Babadook (2014)، أو رواية دوريس ليسينغ المزعزعة The Fifth Child (1988)، يحوّل نص برونستاين قلق الأم إلى قوّة شبه خارقة.

تعود ليندا مراراً إلى شقتها المدمَّرة، تحدّق في الثقب الذي أصبح فجوة متحرّكة تبتلعها، بوابة نحو واقع أكثر سكينة من واقعها. هذه المشاهد، إلى جانب غيرها، تعتمد كثيراً على التصميم الصوتي المقلق لفيلبي ميسيدر وروي غارسيا، اللذَين يمزجان بمهارة بين هدير الفراغ وصفير الأجهزة الطبية وجلبة الأصوات التي تطالب باهتمام ليندا.

من بين تلك الأصوات صوت الطفلة (ديلاني كوين)، التي يظل وجهها مخفياً حتى النهاية، لكنّ حاجاتها تشكّل خطّاً أساسياً لا يتوقف في الفيلم. وحتى حين يمارس الفيلم بعض السخرية المقزّزة من إصرار ليندا المرعِب على تحرير طفلتها من أنبوب التغذية، فإنّه يؤكّد أنّها هي أيضاً مشدودة إليه مثل ابنتها. إنّه حبل لا فكاك منه، كالحبل السرّي ذاته.

theme::common.loader_icon