تشلسي يُظهر قدراته بوجود بالمر أو بغيابه
تشلسي يُظهر قدراته بوجود بالمر أو بغيابه
سيمون جونسون
Thursday, 27-Nov-2025 07:16

لنعد إلى نيسان من العام الماضي، إلى الفترة التي كان تشلسي يستعد فيها لمواجهة أرسنال. كان المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينيو حينها المدير الفني، وكان الفريق يواجه احتمال اللعب أمام غريمه اللندني من دون نجمه الأبرز كول بالمر بسبب المرض.

اعتبر بوكيتينيو: "أنّها فرصة جيّدة لزملائه. لو كنتُ زميل كول بالمر في مركزه أو مركز مشابه، سأتحفّز للذهاب إلى هناك، وإثبات أنّ هذا هو تشيلسي، وليس نادي كول بالمر".

 

محاولة بوكيتينيو لتحفيز المجموعة لم تُجدِ نفعاً. تشلسي تلقّى هزيمة ساحقة 5-0 على ملعب "الإمارات"، واستمرّت التسمية الساخرة: "كول بالمر إف سي".

 

وعلى رغم من تراجع مستواه تحت قيادة خليفة بوكيتينيو، إنزو ماريسكا، في وقت سابق هذا العام، فإنّ اللقب بقي ملازماً له طوال الموسم. كان بالمر هو مصدر الإلهام الذي قاد تشلسي إلى الفوز بنهائي دوري المؤتمر ونهائي كأس العالم للأندية.

 

لكن مع اقتراب مواجهة جديدة أمام أرسنال يوم الأحد، يمتلك تشلسي اليوم إيماناً أكبر بكثير بقدرته على الفوز من دون بالمر، مقارنةً بما كان عليه قبل 19 شهراً.

لقد أثبت الفريق هذا لنفسه على مدار أسابيع. الطريقة التي فاز بها 3-0 على برشلونة في دوري أبطال أوروبا، شكّلت علامة تعجّب كبيرة على ما يقومون به.

 

فريق ماريسكا لعب من دون بالمر في 13 مباراة، أغلبها بسبب إصابة في الفخذ. أمّا احتمالات عودته أمام برشلونة، فأُلغيت الأسبوع الماضي بعد تعرّضه إلى كسر في إصبع قدمه الصغير اليسرى.

 

لو قيل لجماهير تشلسي قبل بداية الموسم، فضلاً عن ماريسكا نفسه، إنّ بالمر سيغيب عن هذا العدد الكبير من المباريات توالياً، لربما استُخدم تعبير أقوى بكثير من "قلة الحظ".

 

لكن يكفي النظر إلى الجدول البسيط لسجل الفريق في كل البطولات من دونه، منذ اضطرّ لمغادرة الملعب أمام مانشستر يونايتد في أيلول. الأرقام مثيرة للإعجاب. إحدى الهزيمتَين جاءت مع ملاحظة أنّ تشلسي لعب بعشرة لاعبين أمام برايتون وهو يتقدّم 1-0.

 

ما يلفت النظر أكثر هو غزارة الفريق الهجومية، إذ سجّل 30 هدفاً. بالمر كان هدّاف تشلسي في الموسمَين اللذَين لعبهما كاملَين مع النادي، فسجّل 25 هدفاً في 2023-2024 و18 هدفاً في 2024-2025. وسيكون ماريسكا سعيداً بأنّ هدف ليام ديليب الذي جعل النتيجة 3-0 أمام برشلونة يعني وجود 16 لاعباً مختلفاً (بما في ذلك الأهداف العكسية) سجّلوا في غياب بالمر خلال الشهرَين الماضيَين. القائمة طويلة.

 

ويبرز فيها البرازيلي إستيڤاو، تماماً كما فعل في أدائه أمام برشلونة. 5 أهداف حصيلة مميّزة. هذا الشاب (18 عاماً) لا يخشى المناسبات الكبرى، بل يستمتع بها. ويبث في المدرّجات نفس الشرارة التي أشعلها بالمر منذ وصوله من مانشستر سيتي في 2023.

 

الجانب المشجّع لتشلسي هو أنّ عدداً كبيراً من اللاعبين تحمّل مسؤولية صناعة الفارق. صحيح أنّ إبداع بالمر صعب التعويض، وحتى لو لم تكن صناعة الأهداف هي المعيار الوحيد لقياس ذلك، فإنّ من الجدير ذكره أنّ 13 لاعباً مختلفاً قدّموا تمريرة حاسمة واحدة على الأقل خلال الفترة نفسها.

 

على عكس بداية الموسم، يضمّ الفريق حالياً عدة لاعبين في حالة جيدة. بيدرو نيتو استجاب بشكل رائع للتحدّي الذي يمثله إستيڤاو على مركزه في التشكيلة الأساسية، وهي نقطة شدّد عليها ماريسكا عندما سُئل إن كان سيُصبح من الأصعب استبعاد البرازيلي بسبب مستواه. أجاب: "لا، بصراحة. لأنّه إن لم يلعب، فبيدرو نيتو سيلعب في مركزه. وبيدرو لاعب جيد. ونحن سعداء به".

 

على الجهة المقابلة، نجح الوافدان الجديدان أليخاندرو غارناتشو وجيمي غيتنز في تسجيل أو صناعة 9 أهداف خلال المباريات الـ13. وحتى مَن هم أقل حضوراً في التشكيلة، مثل أندريه سانتوس وتيريك جورج، فقد سجّل كل منهما 4 إسهامات.

 

لكنّ سحر إستيڤاو صعب تجاهله. برشلونة حاول احتواءه، لكنّ قدمَيه الراقصتَين أربكتاه. بدا المدافع باو كوبارسي كالسائح التائه في لندن، حائراً أي طريق يسلك، بينما كان الشاب يناوره قبل أن يطلق تسديدة فوق الحارس جوان غارسيا.

 

وبتسجيله، أصبح إستيڤاو ثالث لاعب فقط يُسجّل في أول 3 مباريات له في دوري الأبطال. كيليان مبابي وإرلينغ هالاند هما الآخران اللذان حققا هذا الإنجاز. مثل هذه الأرقام ترفع سقف التوقعات فوق كتفَيه الصغيرتَين. ماريسكا تعامل معه ببراعة حتى الآن، لكنّ مطالب الجماهير سترتفع أكثر.

 

سأل أحد الصحافيِّين ماريسكا إن كان هدف إستيڤاو ذكّره بليونيل ميسي. وبعد أن شبّهه بهدف البرازيلي أمام تشلسي بقميص بالميراس في كأس العالم للأندية، أجاب: "إستيڤاو يحتاج إلى الاسترخاء، الاستمتاع، واللعب. هو ولامين يامال، كلاهما في الـ18 من العمر، وإذا بدأتَ بالحديث عن ميسي ورونالدو، فهذه ضغوط كبيرة على صبية في مثل سنهم. عليهم أن يستمتعوا وأن يصلوا إلى التدريبات وهم سعداء".

 

عودة بالمر يمكن أن تُخفِّف الضغط، لأنّه معتاد على الأضواء. استأنف التدريبات هذا الأسبوع وهو قريب من المشاركة مجدّداً، سواء كان مستعداً للظهور أمام أرسنال أم لا.

 

عندما خرج إستيڤاو في الدقائق الأخيرة ضدّ برشلونة، ظهر بالمر وهو يصافح زميله بابتسامة كبيرة. هل تشلسي أقوى بوجود بالمر؟ بالتأكيد. لكن فكرة رؤية هذَين اللاعبَين معاً بشكل منتظم ستكون بلا شك أمراً مقلقاً للمدافعين في كل أنحاء أوروبا.

theme::common.loader_icon