Predator Badlands: إنّه حيّ!
Predator Badlands: إنّه حيّ!
مانوهلا دارغيس- نيويورك تايمز
Saturday, 22-Nov-2025 07:09

الجزء الأحدث من المخرج نفسه لفيلم Prey، يجمع بين مُفترِس وكائن آلي، تؤدّي دوره إيل فانينغ في مواجهة أشرار كبار.

لا تتوقع مشهد تعارف لطيف في فيلم من سلسلة Predator، لكنّه أحد المفاجآت في هذا الجزء الأخير. تدور الأحداث في الفضاء، وتحديداً على كوكب تلتقي فيه باحثة آلية تُدعى «ثيا» (إيل فانينغ المبهجة) بـ»ديك» (ديميتريوس شوستر-كولواماتانغي)، وهو مفترس في رحلة صيد. إنّه طويل القامة، ذو فكَّين مرعِبَين ووجه يليق بهما، بينما هي مرحة وكثيرة الكلام وقد قُطعت إلى نصفَين، إذ بقيَ نصفها العلوي عالقاً في عشّ، بينما اختفى نصفها السفلي. يُحرّرها ديك سريعاً ويأخذها في مغامرة مليئة بالمخاطر، من بينها شركة جشعة تمثل النموذج المثالي للشر في عصرنا.

 

قبل 3 سنوات، ضخّ الكاتب والمخرج دان تراختنبرغ دماءً جديدة، حمراء وحمضية خضراء، في عروق سلسلة Predator من خلال فيلم الإثارة الحيَوي Prey. كان ذلك الفيلم، الذي دارت أحداثه عام 1719 في السهول العظمى الشمالية، في جوهره قصة مبسّطة عن بطلة من قبيلة الكومانشي ترافقها كلبة لطيفة ومهارات مميّزة في استخدام الفأس، تواجه مفترساً فضائياً يصطاد البشر.

 

كان Prey فيلماً محكَماً ومتوتّراً وساهم في توسيع الخط الزمني للسلسلة من خلال قصة مقاومة ضدّ الاستعمار، وقد أضاف تراختنبرغ إلى عنفه المعتاد عناصر جمالية مثل شخصيات واضحة المعالم، وتماسك بصري، وإيقاع مضبوط، وحتى لمسات من الجمال.

 

كان Prey تحوّلاً ذكياً في مسار السلسلة التي بدأت عام 1987 بفيلم Predator. ذلك الفيلم الأول، الذي كان ممتعاً في صراحته وعبثيّته، قدّم المخلوق الغامض صاحب الشعر المتدلي على طريقة الراستا والتكنولوجيا الغريبة والعطش الدائم للكؤوس البشرية، إلى جانب نمط الصيد الذي أصبح لاحقاً القالب الذي بُنِيَت عليه الأجزاء التالية.

 

تدور أحداث الفيلم الأصلي في غابة مطيرة بأميركا الوسطى، حيث يواجه مفترس وحيد مجموعة من الجنود الأقوياء بقيادة آرنولد شوارزنيغر وكارل ويذرز. وجزء من سحر الفيلم الأول يكمن في بساطته؛ فهو لا يبحث عن معنى، ومع ذلك يجده حين يقطّر جوهر سينما المحارب الأميركي المفرطة في الذكورية إلى صداقات رجولية، عضلات نافرة، استعراضات قوّة، وعنف مطلق.

 

في Predator: Badlands، يواصل تراختنبرغ توسيع عالم السلسلة من خلال قلب الدور المعتاد لمخلوقات الـ»ياوتجا» غير الودودة، مقدّماً «ديك» كبطل متمرّد يتمتع بحساسية وطموحات تتجاوز مجرد سلخ فرائسه وحتى لغته الخاصة (التي ابتكرها بريتون واتكنز).

 

إنّه ثالث إسهام لتراختنبرغ في السلسلة بعد فيلم الرسوم المتحرّكة القبيح Predator: Killer of Killers، الذي قفز عبر الزمن منذ القرن التاسع فصاعداً (بدأ عرضه في حزيران). وعلى رغم من أنّ Badlands أكثر قابلية للمشاهدة، إلّا أنّه يتضمّن أيضاً بعض المشاهد البصرية غير الموفّقة، أبرزها مشهد القتال الافتتاحي داخل كهف، يُعرّفنا فيه على «ديك» وسط معركته الأولى.

 

بمجرّد خروجه من الكهف، يتحسن الفيلم بشكل ملحوظ. في وقت قصير، يهبط «ديك» اضطرارياً على الكوكب، يواجه نباتات لولبية معادية، ثم يجد «ثيا» التي تنجح بمرحها وحديثها في كسب ثقته بإقناعه بفائدتها.

 

في البداية يحملها مثل حقيبة سفر، ثم يربطها على ظهره، ممّا يخلق ديناميكية يستثمرها تراختنبرغ على المستويَين الفكري والكوميدي. يبدو «ديك» و»ثيا» كأنّهما نقيضان، لكنّه على رغم من قوّته يعاني من مشكلات، بينما يجعل ضعفها الأوليّ اعتمادها عليه أشبه باعتماد مولود جديد على والده. هذا التوازن الذكي في هشاشتهما يجعلهما قريبَين من قلب المشاهد، في فيلم يسعى في كل مشهد وكل حوار إلى إضفاء الطابع الإنساني على ما هو غير إنساني.

 

الفيلم من كتابة باتريك آيسون (Prey)، ويتتبّع رحلة «ديك» و»ثيا» في سلسلة من المغامرات المليئة بمخاطر مصمَّمة بذكاء، تلتهم وتهاجم من كل جانب. أحياناً، يبدو الكوكب أشبه بنسخة غريبة من «باندورا» من فيلم Avatar، بينما يحتوي أحد مشاهد الحركة على إشارة إلى فيلم Aliens.

 

وكما هو مألوف في هذا النوع السينمائي، يعمل صانعو الفيلم على إنعاش السلسلة عبر دمج أفكار جديدة مع عناصر من الأجزاء القديمة وأيقونات سينمائية أخرى، بدءاً من الوحش في King Kong إلى الزهور في The Wizard of Oz وصولاً إلى الشركات الشريرة في سلسلة Alien (التي تمّ دمجها مع Predator في بعض أفلام «الوحوش المختلطة»).

 

في النهاية، فإنّ أكثر ما يفاجئ في Predator: Badlands هو أيضاً أبسط الأمور: إنّ الإخراج الجيّد ما زال يصنع الفارق حتى في السلاسل النمطية التي تبدو غير قابلة للموت.

 

من زاوية ما، يبدو من غير المرجّح أن يُستخرج شيء جديد من سلسلةٍ أنهكتها الإصدارات الرديئة إلى حدّ يجعل بعضها لا يُحتمل إلّا في حالةٍ «مُعدّلة». ومع ذلك، إنّها لا تزال حيّة! والفضل في ذلك يعود جزئياً إلى قوّة شخصياتها الأيقونية التي ألهمت صانعي أفلام يفهمون جوهر هذا النوع.

 

العالم الآلي في Predator: Badlands، بما في ذلك أبطاله غير البشريِّين، يُشير إلى مستقبلٍ يقترب بسرعة، مقلق وغامض، حتى لو كان البشر هم مَن يجعلونه يعمل.

theme::common.loader_icon