نقلة غذائية نوعية: لاصقة إنسولين غير جراحية
نقلة غذائية نوعية: لاصقة إنسولين غير جراحية
ساندي بو يزبك

أخصائية تغذية

Saturday, 22-Nov-2025 06:57

تشهد الأبحاث الطبية المتعلقة بداء السكّري تطوّرات هائلة، وقد أعلنت دراسة حديثة عن خطوة عملاقة قد تغيّر مستقبل علاج هذا المرض المزمن.

كشف باحثون دوليّون عن مركّب مبتكر يُمكّن من توصيل الأنسولين عبر الجلد من دون الحاجة إلى الحقن، ما يمثل أملاً جديداً لملايين المرضى، معتمداً على مادة ذكية شبيهة بالصمغ، تمكّنت من تجاوز الحاجز الطبيعي للجلد.

 

كيف تعمل؟

تكمن أهمّية هذه التقنية في طريقة عبورها للجلد، وهو حاجز طبيعي صلب. عندما تُوضَع هذه المادة على الجلد، فإنّها تستغل الاختلاف الطبيعي في حموضة طبقات الجلد تدرج الـ pH.

 

عند السطح، تتغيّر المادة موقتاً لتصبح قادرة على الاندماج مع الدهون الموجودة في الطبقة الخارجية من الجلد، فيسمح لها ببدء رحلة الاختراق.

 

عندما تصل إلى الطبقات الأعمق، يتغيّر شكل المادة مرةً أخرى لتصبح محايدة الشحنة، ممّا يسمح لها بالمرور بسهولة من خلال أغشية الخلايا، وصولاً إلى الأوعية الدموية الموجودة تحت الجلد. وعندما دُمِجَ الأنسولين مع هذه المادة، أصبح بالإمكان توصيل الهرمون مباشرةً إلى الدم.

 

في التجارب، أدّت هذه الطريقة إلى خفض مستويات سكّر الدم لتصل إلى المعدّل الطبيعي خلال ساعة إلى ساعتَين، وهي سرعة مماثلة لسرعة الأنسولين الذي يُعطى بالحقن.

 

والأفضل من ذلك، استمرّ هذا التأثير في تنظيم السكّر لمدة حوالى 12 ساعة. أظهرت التجارب الأولية أنّ هذه الطريقة آمنة ولم تُسبِّب أي ضرر لخلايا الجلد أو تؤثر سلباً على وظائف الأعضاء الحيَوية.

 

الأهمية في منظور التغذية والصحة العامة

 

ترتبط هذه القفزة التكنولوجية ارتباطاً وثيقاً بأسس التغذية والالتزام الصحي، إذ تَعِد بتحسينات نوعية في حياة مريض السكّري. فاعتماد طريقة توصيل غير جراحية للأنسولين مستقبلاً سيُمكِّن المرضى من تجنّب وخز الإبر اليومي المتكرّر، ممّا يُخفِّف من عبء العلاج ويُقلِّل الخوف من الحقن، فيَزيد من سهولة الالتزام بخطة العلاج الشاملة، بما فيها التوصيات الغذائية.

 

هذه المادة الذكية ليست محصورة في الأنسولين فقط. يمكن استخدام هذا النظام لتوصيل بروتينات أو جزيئات علاجية كبيرة أخرى كان من الصعب سابقاً إيصالها عبر الجلد.

 

تحمل هذه التقنية إمكانية دمجها مستقبلاً مع أنظمة ذكية (مثل لاصقات تستشعر مستوى السكّر). هذا التكامل يسمح بإعطاء الأنسولين عند الحاجة فقط، ممّا يتماشى مع التوجّه نحو علاجات دقيقة ترتكز على فهم كيمياء الجسم والتغذية بشكل أفضل.

 

ما دامت هذه الطريقة لا تُلحق ضرراً بالجلد، وتوصل الأنسولين إلى الأنسجة المستهدفة بفعالية الحقن، فإنّها تمتلك إمكانات تطبيقية عالية. هذه الدراسة تمثّل قفزة مهمّة نحو علاج سكري أقل تدخّلاً وأكثر راحة.

theme::common.loader_icon