حبة البركة: ملعقة لخفض الكوليسترول
حبة البركة: ملعقة لخفض الكوليسترول
ساندي بو يزبك

أخصائية تغذية

Friday, 21-Nov-2025 06:23

تُسلّط الأضواء على القوة العلاجية لبذور الكمون الأسود، المعروفة بـ«حبّة البركة»، بعد نتائج دراسة سريرية حديثة من جامعة أوساكا ميتروبوليتان.

تؤكّد هذه الدراسة فعالية تناول 5 غ يومياً من مسحوق البذور (ما يعادل ملعقة طعام تقريباً) كاستراتيجية غذائية واعدة لتحسين ملامح الدهون في الدم، وهو هدف حيوي للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية.

 

كبح تكوين الدهون من الجذور

 

الجزء الأكثر إثارة للاهتمام في هذه الدراسة كان التفسير العلمي لكيفية عمل الكمّون الأسود. أظهر التحليل المخبري أنّ مستخلص البذور غني بتركيزات عالية من الفينولات، وهي مركّبات تُعرف بخصائصها القوية المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات.

 

وأكّد تحليل متقدّم أنّ المركّب الفعّال الرئيسي هو الثيموكوينون. عند تعريض الخلايا الدهنية المخبرية لمستخلص الكمّون الأسود، لوحِظ انخفاض واضح في ترسّب الدهون داخلها من دون أي تأثيرات سمّية.

 

هذا التخفيض لم يكن عشوائيًا؛ فقد أظهر التحليل الجيني أنّ الكمّون الأسود عمل على إيقاف التعبير الجيني لمجموعة مفاتيح تُنظّم عملية تكوّن الخلايا الدهنية الجديدة. هذا يشير إلى أنّ الكمّون الأسود لا يُقلّل الدهون الموجودة فحسب، بل يعمل أيضاً على كبح قدرة الجسم على إنتاج خلايا دهنية جديدة بشكل مفرط.

 

النتائج السريرية

 

شملت التجربة السريرية مشاركين تناولوا 5 غ من مسحوق الكمّون الأسود لمدة 8 أسابيع. كانت التغييرات التي طرأت على الدهون في الدم ذات دلالة إحصائية قوية مقارنة بمجموعة التحكّم.

 

أظهرت النتائج تحسناً شاملاً تمثل في انخفاض ملحوظ في الكوليسترول الكلي والدهون الثلاثية، بالإضافة إلى انخفاض كبير في الكوليسترول الضار (LDL) الذي يُعرف باسم «الكوليسترول السيّئ».

 

تزامناً، سجّل المشاركون ارتفاعاً ملحوظاً في الكوليسترول الجيّد (HDL). هذه التحسينات الشاملة تُترجم مباشرة إلى تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

 

كما أكّدت الدراسة أنّ الجرعة المستخدمة كانت آمنة جيّداً، إذ لم تظهر أي سمّية واضحة أو تغييرات سلبية في الشهية لدى المشاركين.

 

الدعم البحثي والتوصيات الصحية

 

تتوافق نتائج هذه الدراسة الحديثة مع ما وجدته التحليلات التلوية السابقة التي شملت عشرات التجارب، وأكّدت جميعها أنّ مُكمِّلات Nigella sativa تُقلِّل بشكل كبير من الكوليسترول الكلي والـ LDL والدهون الثلاثية وترفع الـ HDL. وأظهرت دراسات أخرى نتائج إيجابية مماثلة على مرضى داء هاشيموتو ومرضى السكّري من النوع الثاني.

 

بناءً على هذه الأدلة، يمكن النظر إلى مسحوق الكمون الأسود كعامل مساعد فعّال لتعزيز صحة الدهون، لكنّه ليس بديلاً للعلاجات الدوائية المقرّرة.

 

يوصى باستخدام مسحوق البذور موثوق المصدر لضمان أعلى محتوى من المركّب الفعال الثيموكوينون. ولأقصى قدر من الأمان والفعالية، يُشدَّد على ضرورة استشارة أخصائي قبل دمجه في النظام الغذائي.

theme::common.loader_icon