الأطعمة المُصنَّعة وخطر سرطان القولون للنساء
الأطعمة المُصنَّعة وخطر سرطان القولون للنساء
Thursday, 20-Nov-2025 08:08

يشهد العالم الطبّي ظاهرةً مقلقة منذ أكثر من عقد: تشخيص سرطان القولون والمستقيم لدى فئات عمرية أصغر ممّا كان معتاداً.

قبل نحو 15 عاماً، لاحظ الدكتور أندرو تشان، اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى ماس جنرال برامهام في بوسطن، أنّ عدداً متزايداً من مرضاه المصابين بسرطان القولون، كانوا في العشرينات والثلاثينات والأربعينات من العمر، بدلاً من الستينات والسبعينات كما جرت العادة.

 

هذا الانحراف العمري أصبح محور أبحاث مكثفة. فدراسة جديدة نشرتها JAMA Oncology تفتح نافذة على احتمال أن يكون السبب مرتبطاً بزيادة استهلاك الأطعمة المُصنّعة مثل المشروبات الغازية، اللحوم المصنّعة، الحلويات، رقائق البطاطا، والمنتجات الغذائية التي تحتوي على مكوّنات لا تُستخدم عادة في المنازل.

 

ركّزت الدراسة على النساء بين 20 و49 عاماً. وكشفت النتائج أنّ النساء اللواتي تناولن كمّيات أكبر من هذه الأطعمة كنّ أكثر عرضة للإصابة بالزوائد اللحمية قبل سنّ الـ50، وهي تكتلات غير طبيعية في القولون قد تتطوّر لاحقاً إلى سرطان.

 

وشملت الدراسة أكثر من 29 ألف ممرّضة تمّت متابعتهنّ بين 1991 و2015. كل 4 سنوات، كنّ يملأن استبيانات غذائية مفصّلة، وجميعهنّ خضعن إلى تنظير القولون قبل بلوغ الـ50. ولاحظ الباحثون أنّ مَن تناولنَ نحو 10 حصص يومياً من الأطعمة المُصنَّعة، كنّ أكثر عرضة بنسبة 45% للإصابة بنوع شائع من السلائل يُعرَف بـ«الأدينوما التقليدية»، مقارنةً بمَن تناولنَ 3 حصص فقط يومياً.

 

ومع أنّ النتائج أضاءت جانباً مهمّاً من أسباب ارتفاع الحالات المبكرة لسرطان القولون، إلّا أنّها لا تثبت بشكل قاطع أنّ هذه الأطعمة تتسبّب مباشرة في نمو السلائل.

 

وأشار الباحثون إلى حدود الدراسة، ومنها اقتصارها على ممرّضات معظمهنّ من البيض، وصعوبة تحديد ما إذا كانت بعض الأطعمة منزلية الصنع أم مُصنَّعة.

 

يترافق الإفراط في استهلاك الأطعمة المُعالجة مع زيادة في السمنة والسكّري، وهما عاملان معروفان بارتباطهما بالسرطان المبكر. كما يُعتقد أنّ تلك الأطعمة قد تؤثر في توازن البكتيريا المعوية وتُضعِف بطانة الأمعاء، ممّا قد يُعزّز نمو الخلايا غير الطبيعية.

 

لكنّ الصورة ليست سوداء بالكامل. فبعض المنتجات المصنَّعة مثل اللبن المدعَّم بالكالسيوم أو الحبوب الكاملة تُعدّ مفيدة. لذلك، ينصح الخبراء بالاعتدال، إلى جانب اتباع نمط حياة صحي يشمل النشاط البدني، الإقلاع عن التدخين، تقليل تناول اللحوم الحمراء والمصنَّعة، والإكثار من الخضروات والفاكهة.

theme::common.loader_icon