هل يمكن لأعمدة توخيل وصول المونديال بلا إصابات؟
هل يمكن لأعمدة توخيل وصول المونديال بلا إصابات؟
جاك بيت-بروك- نيويورك تايمز
Wednesday, 19-Nov-2025 07:17

انتهت المرحلة الأولى من حقبة المدرب الألماني توماس توخيل. أكملت إنكلترا جولتها الطويلة في أوروبا، وحجزت مكانها في كأس العالم الصيف المقبل، من دون أن تخسر نقطة واحدة أو تتلقّى هدفاً. المرّة التالية التي ستخوض فيها مباراة رسمية ستكون بعد 7 أشهر من الآن، في أولى مباريات دور المجموعات في ذلك المونديال.

بعد بداية بطيئة، عندما بدأ عمله في كانون الثاني 2024، بنى توخيل فريقاً قوياً بشكل مثير للإعجاب، يلعب بعزم وتركيز ودافع. وبحلول صافرة النهاية في المباراة الأخيرة ضدّ ألبانيا في تيرانا، كان هناك شعور عميق بالارتياح والفخر، وهم يحتضنون بعضهم ويتوجّهون لتحية جماهير إنكلترا التي رافقتهم. يظهر عليهم يقين بأنّهم فريق حقيقي، وأنّهم سيسافرون إلى الولايات المتحدة في حزيران بفرصة ملموسة لتقديم حملة قوية.

 

لكنّ مشاهدة أدائهم تكشف بوضوح عن مصدر قوّتهم، وهي قوّة قد تتحوّل مع الوقت إلى نقطة ضعف، لأنّه فريق يعتمد بوضوح بعموده الفقري القوي، على مجموعة من اللاعبين لا يمكن تعويضهم: جوردان بيكفورد، جون ستونز، ديكلان رايس، وهاري كاين. فيأمل توخيل ألّا يصابوا من الآن وحتى البطولة.

 

حتى أفضل لاعبي إنكلترا في المراكز الأخرى لديهم بدلاء منطقيّون. ريس جيمس ظهير أيمن ممتاز، لكن هناك لاعبين آخرين يمكنهم شغل هذا المركز. إليوت أندرسون بدأ بشكل رائع في الوسط، لكن هناك آدم وارتون. بوكايو ساكا من أفضل لاعبي إنكلترا، لكن إذا كان لائقاً، فإنّ نوني مادويكي بديل قادر للغاية، تماماً كما هو الحال في أرسنال. إذا لم يتمكن ماركوس راشفورد من اللعب، يمكن لأنطوني غوردون أو إبيريشي إيزي دخول التشكيلة فوراً.

 

لكنّ الحديث عن عمود الفريق، حيث لا تمتلك إنكلترا بدائل واضحة، ولا ما يمكن تسمِيته خطة بديلة قوية إذا وقعت الكارثة. ولا يتعلّق الأمر فقط بما يفعلونه على أرض الملعب، بل بكيفية تحديد ستونز ورايس وكاين الأجواء خارجه.

 

هذه ببساطة طبيعة كرة القدم الدولية، خصوصاً في إنكلترا. قضَينا معظم الأشهر الماضية نتحدّث عن لاعبين هم إمّا على هامش التشكيلة أو خارجها تماماً. كانت مباراة ألبانيا الأساسية الأولى لجود بيلينغهام منذ حزيران. فيل فودن لم يبدأ مباراة دولية منذ آذار. كول بالمر، المصاب منذ أيلول، خاض مباراة واحدة فقط خلال 13 شهراً.

 

مع هذا التركيز على الخيارات الهامشية بين الهجوم، قد نُفوّت أهمّية أولئك الذين سيؤدّون الأدوار الأكبر في المونديال.

 

حصل بيكفورد على راحة ضدّ ألبانيا، لكنّه بدأ في 8 من مباريات توخيل الـ10، وغاب فقط عن ودّية السنغال غير المهمّة. أدّى دين هندرسون بشكل ممتاز مكانه في تيرانا وحافظ على نظافة شباكه، لكنّ لا جدال في هوية الحارس الأول. كان بيكفورد شبه مثالي في 4 بطولات متتالية، وستحتاجه إنكلترا في بطولته الخامسة.

 

ربما يكون ستونز أكثر أهمّية من بيكفورد، إذ غاب عن أول 3 معسكرات لتوخيل بسبب الإصابات، وكان من المقرّر أن يلعب في خط الوسط ضدّ صربيا في أيلول.

 

ضدّ ألبانيا لعبت إنكلترا 3-2-2-3 عند الاستحواذ في الشوط الأول، فتقدّم ستونز من قلب الدفاع إلى جانب وارتون. وعلى رغم من المعاناة، كان ستونز ممتازاً. رؤيته دائم الحركة، دائم الطلب للكرة، يوجِّه زملاءه، يتبادل المراكز مع لاعبي وسط متقدّمين، ويظهر أحياناً كلاعب رقم 8، تشعر بأنّك تشاهد لاعباً في مستوى مختلف.

 

إذا لعبت إنكلترا تحت ضغط عالٍ، أمام منافسين كبار وفي حرارة خانقة، فسيكون الفريق نصف ما هو عليه إن لم يكن ستونز موجوداً. لديه حضور وجودة وكاريزما هادئة تميّزه.

 

ومع ذلك، هناك لاعبان أهم من ستونز. رايس بدأ 9 مباريات، وشارك كبديل في المباراة العاشرة. يبدو دوره آخذاً في النمو داخل هذا الفريق، فأصبح محرّك وسط الملعب ومتخصِّص الكرات الثابتة. يبدو أفضل ممّا كان عليه سابقاً بوجود أندرسون معه، يستلم الكرة من الدفاع، ويُغطّي المساحات.

 

لا يوجد في إنكلترا مَن يستطيع فعل ما يفعله رايس. بدأ بيلينغهام مسيرته مع منتخب ساوثغيت كلاعب وسط «بوكس تو بوكس»، ولعب هناك في كأس العالم 2022، لكنّ توخيل يبدو أنّه يُفضّل الآن لعبه بالقرب من مرمى الخصم. كما زادت مكانة رايس خلف الكواليس في الأشهر الماضية، وأصبح من الأصوات البارزة في المجموعة، ليبدو كأحد المخضرمين.

 

ثم هناك كاين. ماذا يمكن أن يُقال عن مُسجِّل 8 من الأهداف الـ22 في التصفيات، ويملك 78 هدفاً في 112 مباراة دولية؟ إنّه يلعب بشكل أفضل من أي وقت مضى، وقد وصل إلى مستوى جديد من السيطرة من حيث اللمسة، الوعي، والتهديف. إنّه لاعب أفضل ممّا كان عليه عندما غادر إلى بايرن ميونيخ الألماني عام 2023. ليس فقط لأنّه لا يوجد مَن يشبهه في إنكلترا؛ بل يكاد لا يوجد أحد مثله في العالم.

 

كان كاين سيئ الحظ في السنوات الأخيرة مع إصابات طفيفة أضرّت بفعاليّته في سنوات البطولات. أهم شيء لإنكلترا هو أن يتجنّب الإصابات هذه المرّة. إذا وصل إلى كأس العالم وهو يلعب بهذه الطريقة، سيكون لديهم فرصة في كل مباراة.

 

بالإضافة إلى ذلك، كاين قائد منذ حوالى 8 أعوام، وقد تطوّر في هذا الدور. حتى في عهد توخيل، يبدو أنّ قيادته تطوّرت، فأصبح أكثر تأثيراً، سواء عندما هنّأ دجيد سبنس بحرارة على أول مشاركة له مع المنتخب في الفوز على صربيا، أو عندما ألقى خطاباً محفّزاً لزملائه بعد ضمان التأهل ضدّ لاتفيا.

theme::common.loader_icon