مركّب طبيعي يُعيد شباب الخلايا في شهر!
مركّب طبيعي يُعيد شباب الخلايا في شهر!
ساندي بو يزبك

أخصائية تغذية

Tuesday, 18-Nov-2025 06:34

بدأ العلماء يكشفون يوماً بعد يوم عن الدور الخفي الذي يلعبه غذاؤنا في تجديد شباب الجسم من الداخل، وليس فقط في تزويده بالطاقة.

نشرت Nature Aging دراسة حديثة ركّزت على مركّب طبيعي يُدعى يوروليثين A، وهو مادة لا نحصل عليها مباشرةً من الطعام، بل يصنعها الميكروبيوم في أمعائنا عندما نتناول أطعمة مثل الرمان، الجوز، اللوز، وبعض أنواع التوت. المفاجأة أنّ هذا المركّب استطاع خلال 28 يوماً فقط أن يُعيد نشاط وحيوية جهاز المناعة لدى أشخاص في منتصف العمر.

 

ما الذي يفعله داخل الجسم؟

عندما تتقدّم بنا السنوات، يصبح جهاز المناعة أقل قدرة على التجدّد، وتقل خلاياه الشابة، بينما تزداد الخلايا المرهقة. فيجعل هذا الضعف الجسم أكثر عرضة للالتهابات والأمراض.

 

وأظهرت الدراسة الحديثة أنّ يوروليثين A يعمل كمنظّف داخلي، يساعد خلايا المناعة على التخلّص من الأجزاء التالفة وإعادة بناء طاقتها.

 

لاحظ الباحثون تحسّناً لافتاً في الخلايا التائية، وهي الجنود التي تتولّى مواجهة الفيروسات والخلايا الضارة. هذه الخلايا أصبحت أكثر نشاطاً، وأكثر قدرة على إنتاج الطاقة، ما يعني أنّها تستعيد شبابها وتتعامل مع العدوى بكفاءة أعلى. كما انخفضت مؤشرات الالتهاب والإجهاد داخل الخلايا، وهي عوامل أساسية تقف خلف أمراض كثيرة مرتبطة بالتقدّم في العمر. ما يعني أنّ الجسم أصبح أقل تعرّضاً للتلف وأكثر قدرة على حماية نفسه.

 

الأهمية هنا لا تتعلّق فقط بمُكمِّل غذائي جديد، بل بفكرة أنّ طعامنا وميكروبيوم الأمعاء يمكن أن يتحوّلا إلى خط دفاع متجدّد ضدّ الشيخوخة. إذا كان بالإمكان تنشيط خلايا المناعة وإعادة شبابها بطريقة طبيعية وآمنة خلال أسابيع، فهذا يفتح الباب أمام أسلوب جديد لدعم الصحة في منتصف العمر وما بعده.

 

الأغذية الغنية بمركّبات نباتية تُعرف بـ«الإيلاجي–تانينات»، وهي القاعدة التي تستخدمها بكتيريا الأمعاء لصناعة يوروليثين A. إدخال هذه الأطعمة بانتظام في النظام الغذائي قد يساعد الجسم في إنتاج كمّيات أفضل، خصوصاً لدى الأشخاص الذين يمتلكون ميكروبيوماً متنوّعاً.

 

ويمكن أن يكون الرمّان مصدراً قوياً، سواء على شكل حبّات طازجة أو عصير غير محلى. وإضافة هذه الأطعمة إلى النظام الغذائي لا تعود فائدتها فقط إلى إنتاج يوروليثين A، بل لأنّها تحمل خصائص غذائية تدعم الخلايا بطرق متعدّدة.

 

الجوز واللوز يمدّان الجسم بالدهون الجيدة والبروتينات النباتية التي تُقلِّل الالتهاب وتدعم صحة القلب. أمّا التوت، فغني بمضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا من التلف اليومي.

 

الجمع بين هذه الأغذية يُعدّ استراتيجية غذائية بسيطة لكنّها فعّالة في تقوية المناعة، دعم الميكروبيوم، وتعزيز قدرة الجسم على تجديد طاقته الخلوية مع التقدّم في العمر.

theme::common.loader_icon