لمناسبة انتخاب الأستاذ عماد مرتينوس نقيبًا للمحامين في بيروت، يسرني أن أتقدّم بأصدق التهاني لشخصه الكريم، ولكل محامٍ يعمل جاهدًا في الدفاع بصدق للمساعدة دون محاباة أو تلفيق أخبار، خدمةً لمنفعة ومصلحة المجتمع.
إلى محامي لبنان، مع انطلاقة النقيب مرتينوس، نوجّه إليكم هذه الرسالة باسم غالبيّة من مواطنينا، رجاءً وتذكيرًا برسالتكم النبيلة في مهنة المحاماة. مع هذه الأيام العصيبة التي يمرّ فيها وطننا، نستذكر أهمية الصدق، اللطف، والعدالة في عملكم اليومي، وخاصة رسالتكم المقدّسة التي كرّستها اللغة اللاتينية "advocatus" بمعنى "من يُدعى للمساعدة" والدفاع عن الحق.
مهنة المحاماة ليست مجرد عمل قانوني، بل هي رسالة سامية للدفاع عن المظلومين وتحقيق العدالة. أنتم مطالبون بأن تكونوا أوفياء لأمانة الدفاع عن حقوق الناس، وأن تعملوا بكل جهد لتحقيق الخير والسلام في مجتمعنا. المحامي الصادق هو من يضع نصب عينيه مصلحة موكله ومصلحة المجتمع، ويعمل على تحقيق التوازن بينهما.
في عملكم، تحلّوا بالكياسة في تعاملكم مع الآخرين، وقولوا الحق دون خوف أو محاباة. الكلمة الصادقة والعمل الصالح هما أساس بناء مجتمع قائم على الحق والرحمة. كونوا قدوة في قولكم ودفاعكم ورسالتكم، واحترموا قوانين المهنة وأخلاقيات المحاماة.
لا تنسوا أنّ كل قرار أو كلمة قد يكون لها تأثير كبير على حياة الناس. كونوا حذرين في كل ما تقولون وتفعلون، وابتعدوا عن كل ما يسيء إلى مهنتكم وضميركم. الظلم لا يبني مجتمعًا، بل يهدمه، فلا تكونوا شركاء في هدم ما بناه أجدادنا من قيم ومبادئ.
كلنا يعلم أنّ مهنة المحاماة اليوم تواجه تحدّيات كبيرة، من ضغوط العمل إلى تعقيدات القوانين، وغلاء المعيشة، لكننا نؤمن بأنكم، مع انتخاب النقيب مرتينوس، قادرون على تجاوزها بالعمل الجاد والتعاون المثمر. تَجَنَّدُوا للعمل ولمواجهة هذه التحدّيات، وليكن لكل محام فرصة يبرز بها قدراته، ويقدّم ما لديه لخدمة المواطن والوطن.
ندعو الله أن يمنحكم القوة والهداية لتكونوا دائمًا سفراء للعدالة والرحمة، وأن يمنحكم الصبر والحكمة في كل ما تقومون به. كونوا رسل سلام وجنوداً شرفاء في الدفاع عن الحق، مستعدين لخدمة موكليْكم ومجتمعكم بكل إخلاص وتفانٍ.
مع هذه الانطلاقة الجديدة والمباركة، نذكّركم بأنّكم جميعًا أبناء وأخوة وأخوات في الإنسانية، وأنكم مسؤولون عن بعضكم البعض، تعملون بجدّ لتحقيق العدالة والسلام في عالمنا المتألم.
