مع التقدّم في العمر، يقلّ إنتاج الكولاجين، وتضعف أليافه، ما يؤدّي إلى ترهّل الجلد، هشاشة المفاصل، وتراجع قوة العظام. لذلك، فهم كيفية دعمه غذائياً أصبح أمراً محورياً للحفاظ على صحة الجسم ومظهره.

الكولاجين من جزيء إلى ألياف قوية

الكولاجين مكوّن من 3 سلاسل ببتيدية مترابطة، تتجمّع لتُشكّل أليافاً قوية تعمل ككابلات داخل الجسم.

النوع الأول: الأكثر انتشاراً، يوجد في الجلد والعظام والأوتار، يمنحها القوة والمتانة لتحمّل الشدّ اليومي.

النوع الثاني: أساس الغضاريف المفصلية، يحمي المفاصل من الانضغاط ويضمن المرونة.

النوع الثالث: يساهم في مرونة الجلد والأوعية الدموية والأعضاء الداخلية، غالباً بجانب النوع الأول لتوفير الدعم الهيكلي المتكامل.

لتحويل البروتين إلى ألياف كولاجين قوية، يحتاج الجسم إلى فيتامينات ومعادن وأحماض أمينية محدّدة.

Vitamin C

يُعدّ فيتامين C العامل الأساسي في تثبيت الكولاجين، إذ يساعد إنزيمات الهيدروكسلة على إضافة مجموعات الهيدروكسيل إلى البرولين واللايسين داخل سلاسل الكولاجين، ما يمنح الألياف الصلابة والاستقرار.

نقصه يؤدي إلى ضعف الألياف، نزيف اللثة، بطء التئام الجروح وهشاشة الشعيرات الدموية. ومصادره الغذائية: الفلفل الأحمر والأصفر، البرتقال، الليمون، الكيوي، البروكلي، والفراولة.

المعادن

النحاس يُنشّط إنزيم Lysyl Oxidase المسؤول عن تكوين الروابط المتصالبة بين ألياف الكولاجين والإيلاستين، ما يُعزّز القوة والمتانة. الزنك والحديد يعملان كعوامل مساعدة لإنزيمات مهمّة في تخليق الكولاجين وعمليات ما بعد الترجمة، وتساهم في تكوين شبكة متينة للألياف. ومصادرهما الغذائية: المكسرات، البذور (مثل اليقطين والسمسم) ، اللحوم الحمراء، الأسماك، والمحار.

الأحماض الأمينية الأساسية

لبناء الكولاجين، يحتاج الجسم إلى البرولين، الجلايسين، واللايسين، ومصادرها هي: اللحوم، الأسماك، البيض، منتجات الألبان، ومرق العظام الغني بالكولاجين المحلّل.

ومُكمِّلاتها الغذائية ببتيدات الكولاجين المحلّلة تُظهر فعالية في رفع مستويات الأحماض الأمينية في الدم، وتحفيز خلايا الأرومة الليفية على إنتاج الكولاجين والإيلاستين الطبيعي في الجسم، ممّا يدعم صحة المفاصل ويحسن مرونة البشرة.

الفوائد المثبتة علمياً

صحة المفاصل: أظهرت مراجعات أنّ تناول ببتيدات الكولاجين يُقلّل من آلام المفاصل، كما يساعد في الوقاية من هشاشة العظام.

البشرة والشعر: الكولاجين الفموي يُحسّن ترطيب البشرة ومرونتها، يُقلّل التجاعيد الدقيقة، ويزيد قوّة الأظافر والشعر.

الأداء البدني: البروتينات الغنية بالكولاجين تدعم نمو العضلات والشفاء بعد التمارين، خصوصاً عند الرياضيِّين وكبار السن.