Regretting You: التعلّم على المسامحة والنسيان
Regretting You: التعلّم على المسامحة والنسيان
ناتاليا وينكلمان- نيويورك تايمز
Thursday, 13-Nov-2025 06:31

أمّ (أليسون ويليامز) وابنتها (ماكينا غريس) تتخبّطان تحت وطأة مأساة، بينما تبحثان عن الحُب في الأماكن الصحيحة ضمن هذا الميلودراما النمطي.

يصعب تخيّل مشاهدة فيلم Regretting You بمفردك. فالفيلم، وهو ميلودراما رومانسية عابرة للأجيال، صُمِّم ليُشاهَد في قاعة مزدحمة، حيث يتمكن المشاهدون من الضحك معاً.

 

خلال العرض الذي حضرته، لستُ متأكّدة ممّا أثار الضحك أكثر: المشهد الذي يحاول فيه فتى الأحلام المراهق، ميلر (مايسون ثايمز)، مسح الكحل السائل الملطّخ عن وجه كلارا المتقنة التصفيف (ماكينا غريس)؛ أم حين أوقفت كلارا جلسة التقبيل البريئة في السينما لتخبره فجأةً بأنّها لا تزال عذراء.

 

أخرج الفيلم جوش بون، وهو مقتبس عن الرواية الأكثر مبيعاً للكاتبة كولين هوفر. يتتبّع العمل قصة أمّ وابنتها تتعافيان من مأساة عائلية بينما تبحثان عن الحُب في الأماكن الصحيحة. القصة نمطية ومتوقعة، بكتابة ساذجة ومونتاج متعثر. ما يُنقذه هو أداء الممثلين الذين يتمكنون من إلقاء حتى أكثر الحوارات عبثاً بملامح جادة.

 

تتصدّر أليسون ويليامز المشهد، جالبةً أسلوبها الجافّ الحادّ وصرامتها النمطية إلى شخصية مورغان غرانت، الأمّ المتسلطة لكلارا. أنجبت مورغان ابنتها وهي مراهقة بعد أن حملت بشكل غير متوقّع من صديقها كريس (سكوت إيستوود). كان كريس فتى الحفلات الوسيم، البعيد كل البعد عن أن يكون شريكاً مناسباً، لكنّهما تزوّجا على رغم من ذلك وانتقلا للعيش في منزل عائلته.

 

بعد سنوات، أنجبت شقيقة مورغان الصغرى، جيني (ويلا فيتزجيرالد)، طفلاً بعد علاقة عابرة مع جونا (ديف فرانكو)، حبّها القديم من أيام الثانوية، الذي تُخطّط الآن للزواج منه.

 

تُروى تعقيدات هذه القصة الخلفية بسرعة مذهلة، في مقدّمة قصيرة تدور عام 2007، يليها سَيل من الحوارات التوضيحية في الزمن الحاضر. لكن قبل أن نتمكّن من فكّ تشابكات هذه العلاقات الاجتماعية المعقّدة، يقع حادث سَير يقلب حياة العائلة رأساً على عقب، وتترك مورغان وكلارا وجونا غارقين في الحزن، يتساءلون عمّا إذا كانت جيني وكريس هما حقاً ما ادّعيا أنّهما عليه.

 

تجري أحداث Regretting You في بلدة خيالية تدعى ديلان، بولاية كارولاينا الشمالية، بلدة صغيرة جميلة ببيوتها الريفية وسياجاتها البيضاء. إلى جانب الزوجَين البالغَين، تضمّ البلدة أيضاً كلارا، الممثلة الطموحة، وميلر، بشعره الفوضوي وابتسامته المغازلة التي تضفي على القصة طابعاً شبابياً. أمّا الأجداد والجيران والأصدقاء خارج هذه الدائرة الضيّقة، فهم خارج نطاق هذه الفانتازيا عن الحياة الأسرية وصراعاتها، وبالتالي غير مرئيِّين.

 

وهذه الفانتازيا بدورها محافظة. فعلى رغم من أنّ الحمل غير المخطّط له يلعب دوراً محورياً في الفيلم، إلّا أنّه لا يُقدَّم كقرار يمكن اتخاذه، بل كعامل مخلٍّ بالنظام يدفع النساء إلى الارتباط والاستقرار. يُدرك الفيلم أنّ مورغان مقيّدة بظروفها؛ إذ يُكتب على إحدى بطاقات رؤيتها «اعثري على شغفك». لكنّ الإدراك النهائي الذي تصل إليه ليس أنّها يجب أن تتحرّر من قفصها، بل أن تزيّنه ليبدو أجمل من الداخل.

 

ومع تطوّر قصتَي الحُب المتوازيتَين للأم والابنة إلى نهايتهما الحتمية، حتى اللحظات الكوميدية غير المقصودة لا تتمكن من إنعاش جوهر الفيلم الباهت.

theme::common.loader_icon