هذه التقرّحات، أو ما يُعرف بـ«بثور الحُمى»، سببها في الغالب فيروس الهربس البسيط من النوع الأول (HSV-1)، وهو يختلف عن النوع الثاني المُسبِّب عادة للهربس التناسلي.

يُشير الأطباء إلى أنّ نصف الأميركيِّين تقريباً يحملون هذا الفيروس. العدوى تنتقل بسهولة عبر التلامس المباشر، كالتقبيل أو مشاركة الأطعمة والمشروبات، ويمكن أن تنتقل حتى في غياب التقرّحات الظاهرة. بعد الإصابة، قد تمرّ سنوات قبل ظهور الأعراض، وقد لا تظهر أبداً، لكن حين يبدأ ظهورها سيعاني المصاب غالباً من نوبات متكرّرة طوال حياته، تختلف في وتيرتها من شخص لآخر.

يُشفى معظم المصابين تلقائياً خلال أسبوع تقريباً، لكنّ الأطباء يوصون باستخدام أدوية مضادة للفيروسات مثل الأسيكلوفير أو الفالاسيكلوفير أو الفامسيكلوفير، التي تُسرّع الشفاء وتُخفِّف الألم إذا استُخدِمت باكراً. أمّا في الحالات المزمنة (6 نوبات أو أكثر سنوياً)، فقد تُستخدم «علاجيات وقائية» يومية لتقليل تكرار النوبات وخطر نقل العدوى.

العلاجات الموضعية المنتشرة لا تُجدي كثيراً، لأنّها لا تصل إلى الأعصاب التي يختبئ فيها الفيروس، لكنّها قد تُخفِّف الألم. يُنصَح أيضاً بتجنّب الأطعمة الحمضية، بينما تساعد المشروبات الباردة أو المثلجات في تهدئة الشعور بالحرقة.

لا يوجد حتى الآن علاج يُزيل الفيروس نهائياً من الجسم، لكنّه قد يبقى خاملاً لفترات طويلة. يعمل العلماء حالياً على لقاحات وعلاجات جينية تُعدّل الحمض النووي للفيروس، وقد نجحت تجارب أولية على الفئران في تقليص وجوده بنسبة 90%، لكنّ الطريق إلى العلاج النهائي ما زال طويلاً.

وعلى رغم من غياب العلاج النهائي حتى الآن، فإنّ الأبحاث تتقدّم بخطى واعدة. فقد نجح علماء في دراسة أُجريت عام 2024 في إزالة نحو 90% من فيروس الهربس المُسبِّب لتقرحات الشفاه، و97% من الفيروس المُسبِّب للهربس التناسلي، وذلك باستخدام تقنية تعديل الجينات عبر جزيئات دقيقة تُحقن في الجسم. وإلى أن ينوجد العلاج النهائي، تبقى الوقاية - عبر تجنّب العدوى بالفيروس واستخدام واقٍ شمسي للشفاه ذي عامل حماية لا يقل عن 30 لتفادي محفّزات النوبات - الوسيلة الأنجع لتقليل عودة هذه التقرّحات المزعجة.