Black Phone 2: هوية قاتلة
Black Phone 2: هوية قاتلة
براندون يو - نيويورك تايمز
Thursday, 06-Nov-2025 06:15

يقدّم هذا الجزء الثاني من فيلم الرعب الذي يقوم ببطولته إيثان هوك، صورة أكثر تماسكاً من الأصل، بينما يستخدم مجموعة جديدة من الحيل المخيفة.

عندما يعود «ذا غرابر»، القاتل المقنّع في فيلم Black Phone 2، من بين الأموات في ما يشبه القيامة المنتظرة، يطرح سؤالاً على فيني (ميسون ثايمز)، الصبي الذي اختطفه في الجزء الأول: «هل خمّنتَ ما الذي أريده منك؟». لا نحصل أبداً على إجابة واضحة، لكن على الأقل هذا الجزء اللاحق يملك فضولاً كافياً لطرح السؤال.

 

قصص التشويق ليست مضطرّة أن تشرح تماماً لماذا تحدث الأمور الشريرة أو من أين يأتي الشر. لكنّ فيلم الرعب الجيّد يجب أن يبني عالماً متماسكاً، أو أن يُشير إلى خلفية أسطورية، تبقينا مستثمرين في الأحداث وتُثير فينا خيالاً قد يكون أكثر رعباً ممّا نراه على الشاشة.

 

في فيلم The Black Phone (عام 2021)، كانت عناصر الرعب المتعدّدة (الأحلام التي تتحوّل إلى نذر قاتلة، خاطف الأطفال المقنّع، وأرواح الأطفال الموتى والهاتف الدوّار الذي يتواصلون من خلاله) مبعثرة، وكل عنصر منها يفتقر إلى التطوير الكافي الذي يُبرّر التوتر المركزي للفيلم.

 

مزوّداً بمجموعة جديدة من الحِيَل، يحاول فيلم Black Phone 2، من إخراج سكوت ديريكسون مجدّداً، أن يربط تلك الخيوط المتفرّقة ببعضها.

 

في عام 1982، بعد سنوات قليلة من انتصار فيني، الذي أصبح أكثر صلابة الآن، على القاتل المتسلسل المعروف باسم «ذا غرابر» (إيثان هوك)، تبدأ ظواهر غريبة بالحدوث مجدّداً في بلدتهما في كولورادو.

 

تبدأ شقيقته غوين (مادلين ماغرو)، التي تمتلك أحلاماً تتنبّأ بالمستقبل، بالتقاط الهاتف أثناء نومها ويبدو أنّها تتحدّث مع نسخة صغيرة من والدتهما الراحلة، التي دفعتها رؤاها السابقة إلى الانتحار قبل سنوات.

 

يقودهما ذلك الاتصال إلى المخيّمات الجبلية المغطاة بالثلوج، حيث كانت والدتهما تعمل سابقاً كمشرفة. هناك، يبدأ هاتف عمومي مهمل بالرنين، ويعود «ذا غرابر» إلى الظهور من جديد.

 

يتضح أنّ لـ «ذا غرابر» علاقة بالمخيّم أيضاً، لكنّ الفيلم يتوقف عند هذا الحدّ من دون أن يرسم ملامح حقيقية لقصة نشأته. ما سرّ القناع؟ ولماذا الأطفال تحديداً؟ ولماذا البالونات السوداء حين يختطفهم؟ مثل أسطورة الحي، يُفترض بنا أن نقبل الخوف كما هو، من دون أسئلة.

 

وربما هذا في النهاية لصالح الفيلم؛ فبينما يُدرك الجزء الثاني حاجته إلى ربط الأجزاء الغامضة الأخرى، يصبح طويلاً أكثر من اللازم أحياناً، مثقلاً بشرح متصلّب.

 

بدلاً من ذلك، يعتمد الفيلم بشكل أساسي على جرعات الرعب الجديدة فيه. فقد صنع ديريكسون تكملة تختلف بشكل ملحوظ عن الأصل - إذ تدور هذه المرّة في جبال باردة مغطاة بالثلوج، لتتحوّل إلى مطاردة بين الأشباح، وقاتل بفأس، أكثر من كونها رحلة إلى قبو قاتل متسلسل - ومع ذلك يأتي تصعيد في المشاهد الدموية والعروض المروّعة.

 

ينبع جو الرعب الفعّال من اعتماد الفيلم بشكل أكبر على أحلام غوين، ما يخلق عالماً غامضاً وضبابياً من الكوابيس المتداخلة.

 

وحين ندرك أنّ «ذا غرابر»، مثل نسخة حديثة لكن أقل إقناعاً من فريدي كروغر، يستطيع أن يمدّ يده من داخل حُلم غوين ليهاجم في الواقع، يستخدم الفيلم العنف بأسلوب أكثر ابتكاراً وجرأة بصرية.

 

وهذا كافٍ لإبقاء الأدرينالين متدفّقاً في الاتجاهات كافة. قد لا نعرف أبداً ما الذي يُريده «ذا غرابر» بالضبط، لكن مجدّداً، حين يكون القاتل يطاردك، هناك شيء واحد فقط ينبغي أن تهتم به: أن تركض.

theme::common.loader_icon