تؤكّد إحدى المروّجات الموسيقيات في فيلم «كولن 75»، أنّ عروض عازف البيانو الأميركي كيث غاريت لا ينبغي اعتبارها موسيقى جاز. فارتجالاته أكثر تحرّراً من ذلك: «إنّه يعزف ما يخطر له في تلك اللحظة»، كما تشرح.
هذا الفيلم السريع الإيقاع الذي تدور أحداثه في فترة زمنية محدّدة، من إخراج إيدو فلوك، يتناول لحظة عام 1975 حين تمكّن غاريت من التقاط ومضة عبقرية في مدينة كولن، غرب ألمانيا، خلال حفل موسيقي سُجِّل بالصدفة السعيدة. وقد أصبح The Köln Concert واحداً من أكثر ألبومات العزف المنفرد على البيانو مبيعاً في التاريخ.
لكن هذا العمل الذي يروق للجمهور لا يروي في جوهره قصة غاريت بقدر ما يروي قصة المروّجة فيرا براندس، التي بدأت بحجز العروض الموسيقية وهي لا تزال مراهقة، ولم تكن قد بلغت العشرين بعد عند تحقيق غاريت لانتصاره الكبير (تؤدّي دورها خلال أحداث الفيلم الرئيسية الممثلة مالا إمدي ببراعة آسرة، بينما تجسّدها سوزان وولف في المشاهد الإطارية التي تجري بعد 3 عقود).
وفي منتصف الأحداث، يُقدّم الفيلم شخصية غاريت (يؤدّيه جون ماغارو بدور داخلي بارع) بوصفه شخصية رئيسية. ويمنحه الفيلم محاوراً أميركياً هو الصحافي الذي يؤدّي دوره مايكل تشيرنوس، ويكسر الجدار الرابع باستمرار ليصف صعوبة ما كان غاريت يفعله: ابتكار الموسيقى بنفسه في الوقت الفعلي، كل ليلة، من دون أي مخطّط مسبق. وفي ظهور مقتضب، تؤكّد عازفة البيانو الكلاسيكية آنا-ماريا ماركوڤينا، أنّها لا تستطيع العزف بهذه الطريقة إطلاقاً.
تُضفي هذه اللمسات الخفيفة جواً يُوحي بأنّ الفيلم يبذل جهداً كبيراً لينال إعجاب المشاهدين. ومع ذلك، يصعب مقاومته، خصوصاً عندما تبدأ براندس بالركض ضدّ الوقت قبل الحفل، بينما البيانو المفضّل لغاريت لم يكن بعد في مكانه.