تأثيراتها إيجابية.. وسلبية هل مضغ العلكة مضرّ بالصحة؟
تأثيراتها إيجابية.. وسلبية هل مضغ العلكة مضرّ بالصحة؟
Friday, 31-Oct-2025 06:27

قد يبدو الأمر بسيطاً، لكن قطعة العلكة التي تضعها في فمك يمكن أن تحمل تأثيرات متعدّدة على جسمك، بعضها إيجابي وبعضها الآخر سلبي.

بحسب دراسة أُجريت عام 2019 على أكثر من 3 آلاف مراهق وبالغ أميركي، تبيّن أنّ 62% منهم مضغوا العلكة خلال الأشهر الـ6 السابقة، بمعدّل قطعة واحدة يومياً تقريباً.
من الناحية الإيجابية، يُعتبر مضغ العلكة وسيلة لتحسين صحة الفم. فبحسب الدكتور بيتر أرسينو، أستاذ طب الأسنان في جامعة «تافتس»، فإنّ المضغ يُحفّز إفراز اللعاب الذي يساعد في معادلة الحموضة في الفم ويمنع تآكل الأسنان.
كما أنّ حركة العلكة داخل الفم قد تُزيل بقايا الطعام واللويحات من بين الأسنان واللثة، بينما يسهم اللعاب الزائد في تحسين رائحة الفم. وتُعدّ العلكة الخالية من السكّر أفضل من تلك المحتوية عليه، لأنّ السكّر يُغذي البكتيريا المسبِّبة للتسوّس.
أمّا العلكة المصنوعة من مادة «زيليتول»، فقد أثبتت دراسات عدة أنّها تُقلّل خطر التسوّس بنسبة تصل إلى 17% عند استخدامها 3 إلى 5 مرّات يومياً بعد الوجبات.
أمّا فوائدها الهضمية، فيوضح الدكتور أديتي ستانتون، اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي في سينسيناتي، أنّ مضغ العلكة بعد تناول أطعمة مسبِّبة للحموضة قد يُخفِّف من أعراض الحرقة عبر زيادة اللعاب الذي يعادل الأحماض في المريء.
كما تشير بعض الدراسات إلى أنّ مضغ العلكة قد يُعزّز التركيز ويُقلّل التوتر؛ إذ تُبيّن في تجربة أُجريت عام 2018 على 40 شخصاً، أنّ مَن مضغوا العلكة أثناء التعلم أدّوا أفضل في الاختبارات، فيما أظهرت دراسات أخرى أنّ للمضغ تأثيراً مُهدّئاً مشابهاً لحركات لا إرادية مثل هزّ القدمَين أو لفّ الشعر.
لكنّ الفوائد لا تأتي من دون ثمن. فالإفراط في مضغ العلكة قد يؤدّي إلى مشكلات في مفصل الفكّ الصدغي، خصوصاً لدى من يعانون من صرير الأسنان أو من إصابات سابقة في الفكّ، ما يُسبِّب صداعاً وإرهاقاً عضلياً في الوجه.
لذلك، يُنصح بالاكتفاء بمضغ العلكة لفترات قصيرة بعد الأكل لا تتجاوز 15 إلى 20 دقيقة. كما أنّ بعض الأشخاص قد يعانون من آثار عكسية في الجهاز الهضمي، لأنّ المضغ السريع قد يؤدّي إلى ابتلاع الهواء وبالتالي إلى الغازات أو الانتفاخ، فيما تُسبِّب بعض المحلّيات الصناعية مثل «سوربيتول» و«زيليتول» أعراضاً مشابهة للإسهال عند الإفراط في استهلاكها.
أمّا الجانب البيئي والصحي الأحدث، فيتعلّق بتركيبة العلكة نفسها، إذ تُصنع غالباً من مواد بلاستيكية مثل «بولي إيثيلين» و«بولي فينيل أسيتات» التي تمنحها مرونتها. وتشير أبحاث حديثة إلى أنّ هذه الجزيئات البلاستيكية قد تتحرّر في الفم أثناء المضغ، وإن كان تأثيرها الصحي لا يزال غير واضح.
باختصار، العلكة ليست عدواً، لكنّها أيضاً ليست بلا عواقب. يمكن الاستمتاع بها بشكل معتدل، بشرط ألّا تتحوّل إلى عادة دائمة تُجهد الفك أو المعدة، أو تُترك عشوائياً على الأرصفة.

theme::common.loader_icon