الأسِرّة الذكية ساعدتهم على النوم فوق الغيوم... ثم انهارت الغيمة
الأسِرّة الذكية ساعدتهم على النوم فوق الغيوم... ثم انهارت الغيمة
Thursday, 30-Oct-2025 06:52

العطل الواسع الذي أصاب مزوّد خدمات الحوسبة السحابية Amazon Web Services وقع ضحيّته مستهلكون غير متوقّعين: أُناس كانوا يُريدون فقط قسطاً جيداً من النوم.

الأشخاص الذين يستخدمون أغطية فراش ذكية تُنظّم الحرارة وتمنح شعور «الراحة بانعدام الجاذبية» استيقظوا هذا الأسبوع لأسباب مفاجئة.
منتجات شركة Eight Sleep الذكية، التي تطلق عليها الشركة اسم Pods، وتشمل تلك الأغطية الذكية، تأثرت بانقطاع أصاب مزوّد التخزين السحابي Amazon Web Services، وهو الانقطاع الذي أحدث فوضى في قطاعات واسعة من الإنترنت.
العطل الذي استمر لأكثر من ساعتَين، عطّل مواقع إلكترونية تابعة لبنوك وشركات ألعاب وخدمات ترفيه، بالإضافة إلى تطبيق المراسلة «واتساب». لكنّه أيضاً أثّر على أشخاص كانوا يحاولون ببساطة النوم بهدوء.
وقبل أن يُطرح السؤال: نعم، هناك أغطية فراش ذكية، تماماً كما توجد ساعات ذكية، وأقفال أبواب ذكية، وثلاجات ذكية.
استيقظ إزياياه غرانت (25 عاماً) عند الساعة الواحدة فجراً غارقاً في العرق، ظانّاً أنّه يرقد فوق حاسوبه المحمول. وعندما حاول ضبط درجة الحرارة، اكتشف أنّه لا يستطيع الوصول إلى تطبيق المنتج.
وأوضح متذكّراً: «لم يكن التطبيق يعمل بسبب AWS، ما يعني أنّني لا أستطيع الوصول إلى سريري». وانتهى به الأمر إلى النوم على الفراش الساخن طوال الليل.
غرانِت، وهو مؤسّس شركة ناشئة تُدعى Bland AI، تلقّى جهاز الـPod كهدية قبل أسبوعَين فقط. وأكّد أن الغطاء كان يمنحه «نوماً رائعاً بحق» حتى وقع العطل.
ماتيو فرانشسكتّي، الرئيس التنفيذي وأحد مؤسّسي الشركة، أوضح في بيان أنّ العطل أثّر على بعض المستخدمين، وأنّ الشركة تعمل على إصلاح المشكلة. وأضاف على منصة (X): «هذه ليست التجربة التي نرغب في تقديمها، وأودّ أن أعتذر عنها».
شركة Eight Sleep، ومقرّها نيويورك، قدّمت منتج Pod عام 2019، في وقتٍ كان فيه الاهتمام باستخدام التكنولوجيا لتتبّع أنماط النوم في ازدياد، ممّا ساهم في انتشار الأجهزة القابلة للارتداء مثل Fitbit وApple Watch.
النظام يضمّ أغطية فراش، تتعدّد نماذجها وتُكلّف آلاف الدولارات، ويعتمد على الحوسبة السحابية للتحكّم بحرارة السرير وتتبّع أنماط النوم.
وبالإضافة إلى ثمن غطاء الفراش، هناك اشتراك شهري يتضمّن ميزات مثل الضبط التلقائي للحرارة، والتنبيه عبر الاهتزاز أو الحرارة، ورصد الشخير أو التخفيف منه، وفقاً لموقع Eight Sleep. ويمكن للزبون إضافة غطاء وسادة بقيمة 999 دولاراً، تقول الشركة إنّه «ينزلق على أي وسادة ليجعلها باردة طوال الليل».
لكنّ الشركة أصبحت هدفاً للسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي بعد العطل. إذ لم يكن غرانِت وغيره يدركون أنّ أسرّتهم تعتمد على خدمة حوسبة سحابية لتعمل بشكلٍ طبيعي.
أمّا جايسون جين، مؤسّس شركة Zest Labs الناشئة في نيويورك والمتخصّصة في تحسين أنماط النوم، فقد أصبح فراشه بارداً جداً. لم يدرك جين (27 عاماً)، وهو مستخدم لجهاز Pod منذ عامَين ما حدث، لأنّه يتّبع سياسة صارمة بعدم استخدام الشاشات ليلاً لتحسين نومه. فارتدى سترة: «ما زلتُ أنوي الاستمرار في استخدامه. لكنّ المشكلة الحقيقية هي أنّ الفراش يجب أن يعمل حتى من دون اتصال بالـWiFi».
وعلى رغم من أنّ العطل السحابي انتهى، أوضحت الشركة أنّها لا تزال تعمل على منع أي اضطرابات مستقبلية لعملائها.
بعد يومَين من الحادثة، نشر فرانشِسكِتّي أنّ Eight Sleep بدأت بإطلاق «وضع النسخ الاحتياطي» (Backup Mode)، الذي سيسمح لتطبيق الهاتف بالتواصل مع الغطاء الذكي مباشرة عبر اتصال Bluetooth في حال تعذّر الاتصال بالسحابة أو بشبكة الإنترنت اللاسلكية.
لاحظ أرمين روناشر (36 عاماً)، رجل أعمال في مجال التكنولوجيا ويقيم في فيينا، أنّ سريره عالق على وضع التسخين، لكنّه تجنّب التعرّق الليلي، لأنّ العطل وقع أثناء ساعات استيقاظه في النمسا.
وأوضح روناشر: «لا أعتقد أنّ الأمر مهمّ جداً سوى أنّه يُثير سؤالَين: لماذا تبالغ شركة تكنولوجية في تعقيد منتجها بهذا الشكل؟ ولماذا لديهم اشتراك شهري لفراش من الأساس؟».
أمّا روهان ناغابهيرافا (21 عاماً)، طالب دراسات عليا في الذكاء الاصطناعي والهندسة في جامعة كارنيغي ميلون، بدأ استخدام منتجات Eight Sleep قبل 8 سنوات، ووجد في العطل حادثة طريفة لا أكثر. علماً أنّه نام طوال ليلة العطل، واستيقظ ليكتشف أنّ ساعتَين من بيانات تتبّع نومه فُقِدت.
وأضاف: «أنا فقط أهتم كثيراً بجودة نومي. أنا مضغوط بالوقت بسبب كثرة ما أفعله، والشيء الوحيد الذي أحب تحسينه فعلاً هو صحّتي، وأعتقد أنّ الحصول على أكبر قدر ممكن من النوم الجيد يستحقّ العناء».

theme::common.loader_icon