يُخرج جاستن لين رواية خيالية عن الأيام الأخيرة لمبشّر مسيحي في العشرينات من عمره يحاول دخول جزيرة نائية.
يبدأ فيلم «الأيام الأخيرة» بمونتاج من التغطيات الإعلامية حول المبشّر المسيحي جون آلن تشاو. وسرعان ما نعلم كيف انتهت قصّته. فقد قُتل عام 2018، وهو في السادسة والعشرين من عمره، أثناء محاولته نشر إيمانه بين سكان جزيرة نورث سينتينل النائية، الواقعة في خليج البنغال، على بُعد أميال من ساحل الهند. أحد المعلّقين في الجزء الصوتي من المونتاج كان صريحاً بقوله: «لم يكن شهيدًا، بل كان أحمقاً».
الفيلم هو تصوير خيالي لحياة تشاو، من إخراج جاستن لين، الذي كان فيلمه عام 2002 «حظ أفضل غداً» دراسة حساسة ومتشائمة لشخصيات مجموعة من المراهقين الأميركيِّين من أصل آسيوي. ثم واصل لاحقاً إخراج 5 أفلام ضمن سلسلة «السريع والغاضب».
إنّ خبرته في هذَين النمطَين المختلفَين من صناعة السينما تخدمه جيداً هنا - بمساعدة أداء منضبط وبصير من سكاي يانغ في دور تشاو. إنّها حبكة تمتد عبر العالم، تتنقّل بين مناظر طبيعية غنّاء وأخرى موحشة ومخيفة.
تعطينا البنية القائمة على الـ«فلاش باك» في الفيلم نظرة شاملة إلى تشاو أثناء تحوّله إلى حامل متحمّس للإنجيل. يتخذ قراراً واعياً بتعريض نفسه للخطر. يقول أحد المبشّرين ملاحِظاً: «أنت تريد أن تكون ذلك الرجل الذي يذهب إلى موردور».
بعد أن يسافر تشاو إلى الجزيرة ولا يعود أبداً، تتولّى ميرا غانالي، وهي مفتشة في الشرطة الهندية تؤدّي دورها راديكا أبتي بإصرار فولاذي، التحقيق في اختفائه كقضية شخص مفقود. تعمل ميرا كبديل عن الجمهور، وتعكس تعاطفاً ممتعضاً يمثل النغمة الأكثر صدقاً في الفيلم.
يتمكّن «الأيام الأخيرة» من أن يكون مزعجاً ومقلقاً بعمق، من دون أن يُصدر حُكماً صريحاً على موضوعه.