ماذا تكشف نوبة غضب فينيسيوس عن علاقته مع ألونسو؟
ماذا تكشف نوبة غضب فينيسيوس عن علاقته مع ألونسو؟
ماريو كورتغانا- نيويورك تايمز
Wednesday, 29-Oct-2025 06:55

حقّق ريال مدريد فوزاً في الـ"كلاسيكو" ضدّ برشلونة، ليوسّع الفارق في صدارة الدوري الإسباني إلى 5 نقاط، لكنّ الأجواء في ملعب «سانتياغو برنابيو» لم تكن احتفالية بالكامل.

إلى جانب الشجار الجانبي في نهاية المباراة الذي استدعى تدخّل الشرطة، شهدت المباراة حادثة بين فينيسيوس جونيور والمدرب تشابي ألونسو، أثارت نقاشاً واسعاً، وشاهدها العالم بأسره.

 

بدا الجناح البرازيلي (25 عاماً) متفاجئاً وغاضباً عندما استبدله ألونسو بمواطنه رودريغو (د72)، بينما كان ريال مدريد متقدّماً 2-1. وعندما رأى رقم 7 الخاص به على لوحة الحكم الرابع، تساءل فينيسيوس 5 مرّات: «أنا؟!»، حتى أنّه نادى المدرب قائلاً: «كوتش، كوتش!» أثناء توجّهه إلى مقاعد البدلاء.

 

ولم تتوقف التوترات عند هذا الحدّ. فبينما لم يقترب منه ألونسو، التقطت كاميرات شبكة DAZN المدرب وهو يبدو منزعجاً ويقول: «هيا يا فيني، اللعنة...».

 

وبعدما صافح زميله وصديقه رودريغو، تصاعدت احتجاجات فينيسيوس قائلاً: «دائماً أنا»، رافعاً ذراعَيه ومتوجّهاً نحو مساعد المدرب سيباس باريا. ثم أضاف: «سأرحل عن الفريق، من الأفضل أن أرحل، سأرحل»، وغادر مباشرةً إلى غرفة تبديل الملابس.

 

بعد دقائق قليلة، دوّى همس جديد في الـ»برنابيو»، بعدما أظهرت الكاميرات فينيسيوس جالساً مجدّداً على مقاعد البدلاء، ليُتابع ما تبقّى من المباراة من هناك، وكأنّ شيئاً لم يحدث. وفي الدقائق الأخيرة، وقف بجانب هدّافَي اللقاء جود بيلينغهام وكيليان مبابي، اللذَين كانا قد استُبدلا أيضاً.

 

ثم كان فينيسيوس أحد أطراف الاشتباك الذي اندلع بعد المباراة، وشارك فيه لاعبون وأفراد من الجهازَين الفنيَّين للفريقَين، ممّا استدعى تدخّل الشرطة لفضّه.

 

العلاقة بين ألونسو وفينيسيوس لم تكن يوماً مثالية. فألونسو خطِّط لإبقائه على دكّة البدلاء في نصف نهائي كأس العالم للأندية ضدّ باريس سان جيرمان في تموز، قبل أن يتعرّض الظهير الأيمن ترينت ألكسندر-أرنولد إلى إصابة عضلية، ما اضطرّه لإشراك فينيسيوس في الجهة اليمنى بدلاً من مركزه المفضّل على اليسار، حيث كان أداؤه باهتاً في الخسارة 4-0.

 

لم يتقبّل ذلك فينيسيوس، ومنذ تعيين ألونسو في أيار لم يشعر بالراحة معه. وبحسب ما نقلت صحيفة «ذا أتلتيك»، فقد توقعت مصادر مقرّبة من البرازيلي، في آب، أنّ «الموسم لن يكون سهلاً».

 

أكمل «فيني» فقط 3 مباريات من أصل 10 بدأها أساسياً، كما أنّه لم يبدأ في 3 من أصل 13 مباراة خاضها ريال مدريد، ما أوصلنا إلى ما حدث عصر الأحد في «برنابيو».

 

بعد أن حصل بيدري على بطاقة صفراء ثانية متأخّرة إثر تدخّله على أوريلين تشواميني، أظهرت الكاميرات لاعبي مدريد يتشاجرون مع نظرائهم من برشلونة بجوار مقاعد البدلاء، وكان فينيسيوس في قلب المشهد. وتلقّى الحارس الاحتياطي أندري لونين بطاقة حمراء أثناء دفاعه عن فينيسيوس، بعد أن عانقه لدى عودته إلى الدكة.

 

وأفادت مصادر من داخل النادي بأنّها لم تفهم سبب طرد لونين، وتنوي الاستئناف. مصدر آخر كان حاضراً خلال الشجار أكّد أنّ الأوكراني رأى «كل مقاعد بدلاء برشلونة تتّجه نحو فيني» فوقف أمامه لحمايته.

 

كان فينيسيوس مستاءً تحديداً من نجم برشلونة لامين يامال. فالتعليقات التي أطلقها الإسباني (18 عاماً) قبل الـ»كلاسيكو»، حينما وصف ريال مازحاً بأنّه «فريق من المتذمّرين واللصوص»، لم تلقَ استحساناً في مقر مدريد.

 

وفي الشوط الأول، دخل فينيسيوس بقوّة على كرة مشتركة مع يامال في وسط الملعب، وفاز بها واحتفل بحماس، بينما التقطت كاميرات DAZN قوله ليامال: «أنتَ لا تُمرّر إلّا إلى الخلف»، ليردّ الأخير قائلاً: «لا أفهمك، تحدّث معي».

 

وعندما أطلق الحكم سيزار سوتو غرادو صافرة النهاية، وبدأ يامال يتبادل الكلمات مع لاعبي مدريد أثناء مغادرته الملعب، لحق به فينيسيوس وهو ينتعل حذاءً منزلياً، فاحتاج الأمر إلى 4 من أفراد الطاقم لإيقافه، وتلقّى بطاقة صفراء لدوره في الشجار.

 

بعد المباراة، نشر فينيسيوس 4 صور على «إنستغرام»، بينها واحدة يظهر فيها بيدري وهو يشدّ قميصه لإيقافه، وكتب معلّقاً: «أحد أجمل أيام الأحد في الديار!!! هيا ريال مدريد!!!»، مرفقاً إياها برمز قلب أبيض.

 

وقبل مغادرته الملعب، اتفق ريال مع البرازيلي على إجراء مقابلة قصيرة مع قناة النادي التلفزيونية. لم يذكر فينيسيوس أي شيء عن غضبه من ألونسو، بل تحدّث بنبرة أكثر هدوءاً عن أحداث ما بعد المباراة قائلاً: «الكلاسيكو هكذا دائماً، فيه الكثير من الأمور داخل وخارج الملعب. نحاول أن نوازن بين كل شيء، لكن هذا ليس دائماً ممكناً. لا نريد إهانة أحد، لا لاعبي برشلونة ولا جماهيرهم».

 

المقرّبون من فينيسيوس أعربوا عن غضبهم من ألونسو، معتبرين أنّه لا مُبرّر لاستبداله مجدداً، خصوصاً في ظل تأثيره الكبير في المباراة، إذ حصل على ركلة جزاء أُلغيت لاحقاً بعد مراجعة الفيديو (د2)، كما ساهم في هدف بيلينغهام الحاسم (د43).

 

مصادر قريبة من فينيسيوس أكّدت ثقتها بأنّ هذه القرارات تأتي مباشرةً من ألونسو، وأنّه لا يوجد أي تأثير آخر من إدارة النادي. أمّا مفاوضات تمديد العقد فتعثرت، إذ ينتهي عقده الحالي في عام 2027.

 

لطالما وُجد انقسام داخل أروقة ريال بين مَن ينتقدون تصرّفات فينيسيوس وبين مَن يفهمونها ويُبرِّرونها، لكنّ مشكلته الآن هي مع ألونسو تحديداً. وفي كل الأحوال، فإنّ قضية كان يُعتقد أنّها طُويَت عادت إلى الواجهة مجدّداً، لتُغطّي على بريق فوز مثير ضدّ برشلونة.

theme::common.loader_icon