انتهت جائزة المكسيك الكبرى لعام 2025 بمشهدٍ غير متوقع، أعاد ترتيب أوراق البطولة العالمية بالكامل.
من حلبة «هيرمانوس رودريغيز» التي شهدت دائماً المفاجآت، خرج البريطاني لاندو نوريس بواحدٍ من أقوى انتصارات مسيرته، مُسَيطراً على السباق من بدايته حتى نهايته، ومتقدّماً بفارقٍ بلغ نحو 30 ثانية عن أقرب منافسيه، في أداءٍ وُصف بـ«المُهيمِن».
بفوزه هذا، خطف نوريس صدارة ترتيب السائقين من الأسترالي أوسكار بياستري، زميله في ماكلارين، بفارق نقطةٍ واحدة فقط، قبل 4 جولاتٍ من ختام الموسم، جاعلاً من سباق المكسيك نقطة تحوّل في صراع اللقب.
عودة الحُلم البرتقالي
منذ الانطلاق، بدا واضحاً أنّ ماكلارين جاءت إلى المكسيك برسالةٍ واضحة، والكُل يعلم بذلك: «لاندو هو بطلنا». نوريس انطلق من المركز الأول، وابتعد تدريجاً عن الجميع، فارضاً إيقاعه الخاص على السباق.
لم يواجه أي تهديدٍ حقيقي من منافسيه، ونجح في الحفاظ على صدارته طوال اللفات، ليمنح الفريق البريطاني فوزاً حاسماً في لحظةٍ حساسة من الموسم.
في المقابل، عانى زميله بياستري من عطلة نهاية أسبوع صعبة، أنهت سلسلة نتائجه الإيجابية، لتتبدّل الموازين بين الثنائي داخل الفريق الواحد.
سباق الفوضى والانطلاقة الساخنة
مع إطفاء الأضواء، اندلع سباقٌ مليء بالأحداث من اللفة الأولى. 4 سيارات اصطدمت في المنعطف الأول، ما أدّى إلى خروج بعض السائقين عن المسار، بينهم الهولندي ماكس فيرستابن (ريد بول) الذي اضطرّ إلى المرور عبر العشب قبل أن يعود إلى المنافسة.
وعلى رغم من الخسارة الزمنية، عاد الهولندي ليقاتل حتى النهاية، محققاً المركز الثالث خلف شارل لوكلير (من موناكو) الذي حلّ ثانياً على متن سيارة فيراري.
في الوقت عينه، تألّق السائق البريطاني الشاب أوليفر بيرمان مع فريق هاس، محققاً المركز الرابع في أفضل نتيجة بمسيرته حتى الآن، بعد صراعٍ قوي مع فيرستابن في اللفات الأخيرة.
العقوبات والمواقف المثيرة
لم يخلُ السباق من الجدل، السائق البريطاني لويس هاميلتون تلقّى عقوبة زمنية قدرها 10 ثوانٍ بعد احتكاكٍ مع فيرستابن في المراحل الأولى، ممّا أفقده مركزاً متقدّماً.
كما شهدت الحلبة حادثة خطيرة، حين كاد الأسترالي ليام لوسون (ريد بول) يصطدم بعاملَين أثناء عبورهما المسار لتنظيف الحطام، على رغم من وجود إشارات التحذير الصفراء - مشهدٌ أثار انتقادات واسعة بعد السباق حول إجراءات السلامة.
انقلابٌ في موازين البطولة
بفضل فوزه في المكسيك، صعد نوريس إلى قمة ترتيب السائقين للمرّة الأولى هذا الموسم، متقدّماً على زميله بياستري بفارقٍ ضئيل جداً، فيما جاء فيرستابن ثالثاً، ولوكلير رابعاً في ترتيب العام.
أمّا على مستوى الصانعين، فقد عزّز فريق ماكلارين موقعه في الصدارة، مؤكّداً تفوّقه في النصف الثاني من الموسم، بينما واصل فيراري الضغط، في حين تراجع فريق ريد بول خلف منافسَيه بعد سلسلة من النتائج المتذبذبة.
الجواب الحلو بعد المرّ
سباق المكسيك كان أكثر من مجرّد فوزٍ جديد، بل إجابة واضحة من لاندو نوريس لكل مَن شكّك بقدرته على قيادة معركة بطولة. في الموسم الذي شهد تقلباتٍ كثيرة، جاء هذا الفوز ليعيد التوازن، ويمحو خيبات الماضي. قد يكون السباق مُرّاً على البعض، لكنّه بالنسبة إلى نوريس كان الجواب الحلو الذي غيّر كل شيء.