بيلينغهام يحسم الـ"كلاسيكو" رداً على تصريحات يامال
بيلينغهام يحسم الـ"كلاسيكو" رداً على تصريحات يامال
ديرموت كوريغان- نيويورك تايمز
Monday, 27-Oct-2025 06:50

منذ اللحظة الأولى، كان الـ"كلاسيكو" كل ما يُتوقَّع منه أن يكونه. دراما، إبداع، فوضى، وجدل. فهناك دائماً جدل. بدأ كل شيء بركلة جزاء احتُسِبَت لريال مدريد (د2)، قبل أن تُلغى إثر مراجعة تقنية الفيديو (VAR) بسبب تدخّل من لامين يامال على فينيسيوس جونيور داخل منطقة الجزاء.

أظهرت مشاهدة الإعادة أنّ فينيسيوس اصطدم بيامال، وليس العكس. ومع ذلك، فقد رأينا حالات مشابهة تُحتسب. بعد نحو 10 دقائق، بدا أنّ كيليان مبابي سجّل هدفاً رائعاً بتسديدة قوية من خارج المنطقة إثر تمريرة بالكعب من أردا غولر لقطع الكرة. لكن لسوء حظ مدريد مجدّداً، كان الفرنسي متسلّلاً بفارق طفيف جداً.

 

لكنّ برشلونة لم يُحرَم طويلاً. من تمريرة مذهلة تخترق الدفاع من جود بيلينغهام، سجّل مبابي هدفاً بلمسة منخفضة ذكية. كان مدريد في القمة تماماً، بينما بدا برشلونة وكأنّه بالكاد يتمسك بالبقاء، قبل أن يسمح خطأ من غولر للضيوف بخطف التعادل، حين سجّل فيرمين لوبيز إثر عرضية من ماركوس راشفورد.

 

كان هذا أول كلاسيكو في تاريخه الممتد 123 عاماً يضمّ لاعباً إنكليزياً في كل فريق، ولم يكن بيلينغهام قد انتهى بعد، إذ أعاد التقدّم لمدريد قبل نهاية الشوط الأول، عندما أنهى الكرة من مسافة قريبة إثر رأسية إيدير ميليتاو عبر مرمى برشلونة.

 

كان لتقنية الفيديو دور جديد مباشرة بعد الاستراحة. إذ تدخّلت مجدّداً لتوصي بركلة جزاء، بعدما لمست الكرة يد إريك غارسيا داخل المنطقة. تقدّم مبابي لتنفيذها، لكنّ فويتشخ تشزني تصدّى لها ببراعة.

 

ربما توقّع البعض أنّ ذلك سيمنح برشلونة دفعة معنوية، لكن في الحقيقة أنّ أداء فريق هانسي فليك كان مخيِّباً للغاية. علماً أنّ المدرب الألماني كان يشاهد من المدرّجات بسبب الإيقاف.

 

تلقّى بيدري بطاقة حمراء في الوقت بدل الضائع لحصوله على الإنذار الثاني، ما أشعل مواجهة بين الجهازَين الفنيَّين وتطلّب تدخل الشرطة. لكنّ بالنسبة إلى مدريد، كانت الملاحظة السلبية الوحيدة هي انفعال فينيسيوس جونيور بعد استبداله في الشوط الثاني.

 

انتصار فريق تشابي ألونسو وسّع فارق الصدارة إلى 5 نقاط أمام برشلونة بعد مرور 10 مباريات.

 

مدريد ودوّامة الـ VAR

 

الدراما التحكيمية باتت سمة دائمة في نُسَخ الـ«كلاسيكو» الأخيرة، والمفاجأة الوحيدة هذه المرّة كانت أنّها جاءت مبكراً جداً.

 

عند إلغاء ركلة الجزاء الأولى لمدريد، انطلقت الهتافات المعتادة في الـ»برنابيو»: «نيغريرا! نيغريرا! فساد في الاتحاد!». وبعد 10 دقائق، جاء جدل جديد لإلغاء هدف مبابي قبل أن يسجّل هدفاً احتُسِب، وكان لدى جماهير مدريد سبب إضافي للاحتفال. وزفرة ارتياح جماعية سُمعت في الـ«برنابيو» عندما أطلق سوتو غرادو صافرة استئناف اللعب.

 

كان المشجّعون أكثر سعادة عندما حصل فريقهم على ركلة جزاء مثيرة للجدل (د51) لكنّها ضاعت.

 

تصريحات يامال ترتد عليه

 

قبل انطلاق المباراة، مازح يامال خلال بث مباشر لمسابقة «كينغز ليغ» التي ينظّمها جيرارد بيكيه قائلاً، إنّ ريال مدريد «فريق متذمّرون ولصوص»، ثم نشر في الليلة التي سبقت اللقاء صوراً على «إنستغرام» لجماهير مدريد الغاضبة تهاجمه بعد تسجيله في الـ«برنابيو» الموسم الماضي.

 

لم يكن في كلامه شيء خطير فعلياً، لكنّه منح النادي الملكي ذريعة إضافية، ولم يبدُ الأمر ذكياً حين بدأت المباراة.

 

كانت صافرات الاستهجان تتكرّر من الجماهير كلّما لمس الكرة، وتصفيق حار كلما فقدها أو أخطأ تمريرة. كونه أفضل لاعب في منتخب إسبانيا الفائز بيورو 2024، وأحد المرشحين للقب المونديال المقبل، لم يشفع له أمام ولاءات الأندية.

 

لم يكن له تأثير يُذكر هجومياً. في الشوط الأول، سدّد كرة واحدة خرجت بعيداً. فَقدَ الاستحواذ 8 مرّات ونجح في مراوغة واحدة فقط، بينما تعامل معه الظهير الأيسر ألفارو كارّيراس، بامتياز. ومرّر فقط 4 كرات في الثلث الهجومي. وفي الشوط الثاني، جاءت تسديدته من خارج المنطقة بعيدة جداً من المرمى، لتثير فرحة إضافية.

 

هل عاد بيلينغهام؟

 

لم يكن بيلينغهام ليجد مسرحاً أفضل لاستعادة بريقه مع ريال مدريد. إنصافاً له، فإنّ موسمه الماضي المخيِّب كان جزءاً من تراجع عام في أداء الفريق الذي كان يقوده كارلو أنشيلوتي حينها. لم يكن من المتوقع أن يحافظ على معدّله التهديفي المذهل من موسمه الأول، الذي سجّل فيه أهداف الحسم في كلا الـ«كلاسيكوَين».

 

بعد افتتاحه سجله التهديفي في فوز دوري الأبطال على يوفنتوس، تألّق بيلينغهام مجدّداً أمام برشلونة. هدفه كان نتاج انتهازية خالصة. وكان هو مَن قاد الهجمة التي انتهت بركلة الجزاء المثيرة للجدل التي تصدّى لها تشزني.

 

وقدّم دليلاً إضافياً على ثقته بنفسه عندما سدّد كرة بهدوء في الشباك، بعد مراوغته باو كوبارسي، لكنّ راية التسلل أنقذت برشلونة هذه المرّة.

 

وسط مدريد الذكي بقيادة ألونسو

 

طوال الشوط الأول، تمركز أحد لاعبي مدريد بين خطَّي دفاع برشلونة ووسطه. أمامهم، كان مبابي يشغل قلب الدفاع، بينما حافظ فينيسيوس جونيور على عرضه في الجهة اليسرى، وبدأ بيلينغهام من الجهة اليمنى. وغالباً ما كان غولر ينضمّ للهجوم ليمنح الفريق الملكي أكثر من خيار.

 

في الهدف الأول، تحرّك كامافينغا إلى اليمين، وتراجع بيلينغهام إلى المساحة بين الخطَّين. كان دورانه السريع تحت الضغط وتمريرته لمبابي مثاليَّين تماماً.

 

مشاكل برشلونة في التحوّل الدفاعي ظهرت مجدّداً، كما في بداية الموسم. كان المضيف يستغل تقدّم أليخاندرو بالدي من الجهة اليسرى، إمّا بمهاجمة المساحة خلفه أو بنقل اللعب بسرعة لتجاوز 6 لاعبين من برشلونة دفعة واحدة. تمركز فينيسيوس ومبابي وأحد لاعبي الوسط في مناطق متقدّمة، جعلهم يضغطون على دفاع برشلونة قبل أن يتمكن من التمركز.

 

في الشوط الثاني، تراجع مدريد دفاعياً، مفضّلاً امتصاص ضغط برشلونة ومباغتته بالمرتدات، ونجح بذلك. حاول برشلونة كل شيء خلال 9 دقائق من الوقت بدل الضائع، حتى أنّه دفع برونالد أراوخو للهجوم، لكنّ فريق ألونسو استحق الفوز.

theme::common.loader_icon