شكوك ترامب توحد الاستخبارات الأوروبية
شكوك ترامب توحد الاستخبارات الأوروبية
Saturday, 25-Oct-2025 16:47

في مفارقة لافتة، بات الرئيس الأميركي دونالد ترامب سببًا في توحيد أجهزة الاستخبارات الأوروبية بعد عقود من التوجس المتبادل، إذ دفعت قراراته الأخيرة المتعلقة بوقف تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، دول الاتحاد الأوروبي إلى إعادة النظر في علاقاتها الأمنية عبر الأطلسي، وبناء تعاون استخباراتي أوروبي غير مسبوق في تاريخه الحديث.

 

بحسب تقرير نشره موقع POLITICO، فإن حالة "الارتباك الأميركي" في الالتزامات الأمنية، خاصة بعد قرار إدارة ترامب في آذار الماضي وقف تبادل المعلومات الميدانية مع كييف، سرّعت من جهود بناء شبكة أوروبية موحدة لتبادل المعلومات ومواجهة التهديدات الروسية المتزايدة.

 

ونقل التقرير عن مسؤول استخباراتي غربي قوله إن "ترامب يستحق جائزة نوبل للسلام لأنه وحّد أجهزة استخبارات أوروبا"، في إشارة ساخرة إلى حجم التغير الذي أحدثه انسحاب واشنطن من بعض ترتيباتها التقليدية.

 

ويشير التقرير إلى أن تراجع الثقة في آليات التعاون عبر الأطلسي دفع الأوروبيين إلى بناء قنوات جديدة بينهم، حيث بدأت دول مثل فرنسا وألمانيا وهولندا وبولندا في تطوير آليات تبادل مباشر للبيانات الاستخباراتية، بعيداً عن واشنطن.

 

ووفق تصريحات أنطونيو ميسيرولي، الأمين العام المساعد السابق في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فإن هناك "شعورًا متزايدًا بأن الولايات المتحدة قد تقلّص من التزامها بمشاركة المعلومات، سواء داخل الناتو أو خارجه".

 

وفي الوقت نفسه، كشفت هولندا أن أجهزتها الأمنية أوقفت مشاركة بعض المعلومات الحساسة مع نظيراتها الأميركية بسبب مخاوف من التدخل السياسي.

 

من بين الهياكل التي استعادت زخمها مؤخرًا ما يُعرف بـ"نادي برن"، وهو شبكة سرية لتبادل المعلومات بين أجهزة الاستخبارات الأوروبية تأسست منذ نحو 50 عامًا في العاصمة السويسرية.

 

ولا يملك النادي مقرًا أو سكرتارية دائمة، ويجتمع مرتين سنويًا لتبادل المعلومات حول التهديدات الأمنية، وقد توسّع تدريجيًا ليضم دولاً غير أعضاء في الاتحاد الأوروبي مثل المملكة المتحدة والنرويج وسويسرا.

 

لكن طبيعة هذا النادي تبقى محدودة مقارنة بما يسعى إليه الاتحاد الأوروبي اليوم، إذ يعتمد على التنسيق الطوعي بين الأجهزة دون نظام مؤسسي شامل.

 

وأعادت التطورات الجيوسياسية الأخيرة، خصوصًا الحرب في أوكرانيا، طرح فكرة إنشاء وكالة استخبارات أوروبية مركزية، والتي كان قد دعا إليها الرئيس الفنلندي السابق ساولي نينيستو في تقرير رسمي بطلب من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

 

ويقترح التقرير إنشاء جهاز قادر على تلبية "الاحتياجات الاستراتيجية والعملياتية" للاتحاد، مع شبكة مضادة للتخريب لحماية البنى التحتية الحيوية.

theme::common.loader_icon