فانس: لم آتِ لمراقبة الهدنة كما لو كانت طفلاً
فانس: لم آتِ لمراقبة الهدنة كما لو كانت طفلاً
تايلر بايجر وآرون بوكسرمان- نيويورك تايمز
Thursday, 23-Oct-2025 06:24

صرّح نائب الرئيس الأميركي جاي. دي. فانس، أنّ الزيارات الأخيرة التي قام بها كبار المسؤولين الأميركيِّين، كانت بهدف متابعة اتفاق وقف إطلاق النار، لكن ليس "بالمعنى الذي تراقب فيه طفلاً صغيراً"، مؤكّداً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنّ علاقتهما تقوم على التعاون الوثيق.

بعد لقائه بنتنياهو في القدس، خلال زيارة تأتي بعد أكثر من أسبوع بقليل على زيارة الرئيس دونالد ترامب لإسرائيل، أوضح فانس، أمس: "نحن لا نريد دولة تابعة، وهذا ليس ما تُمثله إسرائيل. نحن لا نُريد دولة زبونة، وهذا أيضاً ليس ما تمثله إسرائيل. ما نُريده هو شراكة".

 

وأعلنت متحدّثة باسم مكتب نتنياهو، أنّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو سيصل إلى البلاد اليوم، وسيلتقي برئيس الوزراء غداً. كما أنّ ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، وجاريد كوشنر، صهر الرئيس، كانا أيضاً في إسرائيل هذا الأسبوع.

 

وأوضح فانس، أنّ هذه الزيارات رفيعة المستوى تأتي ضمن جهود الولايات المتحدة لحماية اتفاق الهدنة: "الأمر لا يتعلّق بالمراقبة بالمعنى الذي تراقب فيه طفلاً صغيراً، بل بالمراقبة بمعنى أنّ هناك الكثير من العمل والكثير من الأشخاص الجيّدين الذين يقومون به، ومن المهمّ أن يواصل كبار المسؤولين في الإدارة التأكّد من أنّ فريقنا يقوم بما هو مطلوب منه". لكنّه حذّر من أنّ تنفيذ الخطوات التالية في اتفاق الهدنة "لن يكون سهلاً".

 

وبناءً على أجزاء من اقتراح قدّمه ترامب في أيلول، اتفقت إسرائيل وحركة "حماس" هذا الشهر على هدنة في حربهما المستمرة منذ عامَين. غير أنّ الهدنة بدأت تواجه ضغوطاً متزايدة في الأيام الأخيرة، وسط تجدُّد أعمال العنف في غزة.

 

وأقرّ عدد من مسؤولي إدارة ترامب، تحدّثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم لمناقشة محادثات خاصة، أنّ هناك قلقاً داخل الإدارة من احتمال أن يتراجع نتنياهو عن الاتفاق. ووفقاً للمسؤولين، فإنّ الاستراتيجية الحالية تتمثل في أن يعمل فانس، ويتكوف وكوشنر على منع نتنياهو من استئناف هجوم شامل ضدّ "حماس".

 

وأكّد فانس أنّ إدارة ترامب ملتزمة بتحويل الهدنة إلى سلام دائم، إذ "تُصبح الولايات المتحدة أقل انشغالاً بالشرق الأوسط، لأنّ حلفاءنا في المنطقة ينهضون بمسؤولياتهم ويمسكون بزمام أمور منطقتهم من العالم".

 

وفي هذا السياق، أوضح نائب الرئيس، أنّ الإدارة تسعى إلى توسيع نطاق اتفاقيات أبراهام، وهي سلسلة من الاتفاقات التي أُبرمت خلال ولاية ترامب الأولى، وأقامت علاقات دبلوماسية بين إسرائيل ودول عربية عدة، مضيفاً أنّ خطة السلام الخاصة بغزة تُعدّ جزءاً أساسياً من هذا المسار.

 

ولا تزال العديد من القضايا الشائكة التي تحول دون تحقيق سلام دائم غير محسومة، من بينها كيفية إقناع "حماس" بالتخلّي عن سلاحها.

 

وقد شدّد نتنياهو مراراً على أنّ الجماعة المسلحة يجب أن تنزع سلاحها لتنتهي الحرب، لكنّ "حماس" تعتبر هذا المطلب بمثابة استسلام، لأنّ "الكفاح المسلّح ضدّ إسرائيل" يُعدّ عنصراً جوهرياً في أيديولوجيّتها.

 

وعندما سُئل فانس عن كيفية إقناع "حماس" بنزع سلاحها، رفض تقديم أي تفاصيل، قائلاً: "سنواصل العمل على ذلك". وفي اليوم السابق، لم يُحدِّد فانس مهلة زمنية لـ"حماس" لنزع سلاحها، ولم يوضّح كيف ستتأكّد الجهات الرسمية من التزام الحركة بهذا الجزء من اتفاق الهدنة.

 

وتبقى مسألة أخرى بالغة الأهمية، وهي الدور الذي تتصوّره الولايات المتحدة وحلفاؤها للسلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، إذ استبعد نتنياهو باستمرار السماح للسلطة بالسيطرة على غزة بعد الحرب.

 

علماً أنّ نائب رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس جهاز الاستخبارات ماجد فرج، كان متوقعاً أمس أن يسافرا إلى القاهرة لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريِّين حول مستقبل غزة بعد الحرب.

 

كما التقى فانس بالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، وعدد من الرهائن الذين أُفرج عنهم من غزة. ومن المتوقع أن يعود إلى واشنطن اليوم، معرباً عن تفاؤله بشأن استمرار الهدنة قائلاً: "أعتقد أنّ أمامنا فرصة لتحقيق شيء تاريخي فعلاً، لذلك سنواصل العمل على ذلك مع جميع أصدقائنا في الحكومة الإسرائيلية".

theme::common.loader_icon