ليفربول مخترق بلعبه المفتوح ولاعبوه يعانون
ليفربول مخترق بلعبه المفتوح ولاعبوه يعانون
جيمس بيرس- نيويورك تايمز
Tuesday, 21-Oct-2025 06:38

المرّة الأخيرة التي عانى فيها ليفربول من سلسلة نتائج سيّئة بهذا الشكل، كانت فترة بريندان رودجرز في «أنفيلد» قد دخلت مرحلة الانهيار النهائي. في تشرين الثاني 2014، كان الفريق يدفع ثمن فشله الذريع في تعويض رحيل لويس سواريز إلى برشلونة. وظهرت حماقة استثمار العائد المالي من بيعه في أسماء مثل ماريو بالوتيلي، ريكي لامبرت، ألبرتو مورينو، ولازار ماركوفيتش.

بعد نحو 11 عاماً، الوضع في ميرسيسايد ليس قاتماً بالدرجة عينها، لكن بعد سلسلة مشابهة من 4 هزائم متتالية جعلت المشكلات تتراكم أمام المدرب أرنيه سلوت.

 

اللاعبون الجدد الذين يمكن للهولندي الاعتماد عليهم اليوم، هم من طراز مختلف تماماً، إثر الإنفاق القياسي هذا الصيف الذي بلغ 450 مليون جنيه إسترليني، لكنّ تشكيلهم في وحدة منسجمة ما زال أمراً يتجاوز قدرته حتى الآن.

 

بعد الخسارة المؤلمة 1-2 أمام مانشستر يونايتد لأول مرّة في «أنفيلد» منذ عام 2016، اشتكى سلوت قائلاً: «لو أخبرني أحد أنّنا سنكون متأخّرين 1-0 أمام فريق مثل يونايتد يلعب بهذا الأسلوب، وأنّنا سنخلق 8، 9 أو 10 فرص مفتوحة، لما صدّقتُ ذلك. لكن من كل هذه الفرص سجّلنا هدفاً واحداً فقط. أضعنا الكثير من الفرص للفوز بمباراة كرة قدم».

 

بالفعل، إنّ سوء استغلال الفرص مشكلة واضحة. كان ليفربول ليفلت بنقطة واحدة لو لم يُهدر كودي خاكبو رأسية سهلة من مسافة 5 أمتار، بعد أن وضع هاري ماغواير يونايتد في المقدّمة 2-1 في الدقائق الأخيرة. وأصاب خاكبو القائم 3 مرّات قبل أن يُسجّل أخيراً هدف التعادل من عرضية منخفضة من البديل فيديريكو كييزا، الذي ألغى هدف الافتتاح لبرايان مبيومو.

 

أمّا ألكسندر إيزاك، ففشل في هزيمة الحارس سين لامينز في انفراد صريح، بينما يمرّ محمد صلاح بأسوأ فتراته في ليفربول، إذ فشل في التسجيل من اللعب المفتوح في 7 مباريات متتالية في الدوري الممتاز، لأول مرّة منذ انضمامه للنادي، بعدما أضاع فرصة ذهبية سدّدها بعيداً من المرمى.

 

على رغم من ذلك، فإنّ الاعتقاد بأنّ ما ينقص الفريق هو الهدوء أمام المرمى مجرّد وهم. فقد استحوذ ليفربول على الكرة بنسبة 64% وسدّد 19 كرة مقابل 12 لخصمه، ولمس الكرة 52 مرّة داخل منطقة جزاء يونايتد مقابل 16 فقط للأخير، ومع ذلك بدا أداؤه غير مقنع حتى في فترات تفوّقه.

 

هذه قصة الموسم حتى الآن: غياب كامل للسيطرة فريق سلوت مفتوح جداً، وسهل الاختراق للغاية، وهَش دفاعياً إلى حدٍّ مقلق. التوازن مفقود تماماً.

 

لم يحقق يونايتد أي فوز خارج ملعبه في الدوري منذ آذار، لكنّه، بحسب شركة «أوبتا»، صنع العدد عينه من الفرص الخطيرة التي صنعها ليفربول (5 فرص). لم يكن هذا انتصاراً بالحظ أو بضربة خاطفة.

 

الإحصاءات مقلقة: ليفربول تلقّى هدفَين في 7 من أصل 12 مباراة. بعد مرور 8 مباريات من الموسم الماضي في الدوري، كان قد استقبل 3 أهداف فقط، أمّا الآن فعددها 11.

 

ارتبط هدف مبيومو المثير للجدل، الذي سُجّل بعد 62 ثانية فقط، بقرار الحكم مايكل أوليفر، بعدم إيقاف اللعب، بينما كان أليكسيس ماك أليستر ممدّداً على الأرض مصاباً في الرأس بجُرح احتاج إلى 4 غُرَز. لكنّ الطريقة التي سُمح بها للكاميروني بالانطلاق بين قلبَي الدفاع من دون رقابة كانت عبثية، كما أنّ الحارس جيورجي مامارداشفيلي لم يُغطِ نفسه بالمجد في تلك اللقطة.

 

كادت الأمور أن تسوء أكثر قبل أن تتحسن، إذ انعكست حالة القلق المتزايدة في المدرجات على اللاعبين، واستمرّت الأخطاء الفادحة في التزايد. يؤكّد سلوت أنّ معنويات اللاعبين لم تتأثر، لكنّ الأدلة تقول عكس ذلك.

 

وأوضح القائد فيرجيل فان دايك: «بشكل عام، كنّا متسرّعين جداً. اتخذنا قرارات خاطئة، وفي تلك اللحظات كنّا مكشوفين عندما نفقد الكرة. كان يوماً مُخيِّباً للآمال. يونايتد كان صبوراً جداً. لم يضغط علينا عالياً وترك لنا الكرة. أعتقد أنّنا تصرّفنا بعصبية، في أوقات كان علينا أن نتحلّى فيها ببعض الهدوء».

 

الثقة التي يمنحها سلوت لبعض اللاعبين لا تُقابل بالمردود نفسه. ميليوش كيركز عانى مجدداً، وكان من الغريب أن يتركه المدرب على أرض الملعب، على رغم من وجود نائب القائد آندي روبرتسون على مقاعد البدلاء.

 

أمّا هوغو إكيتيكي، تمّ تجاهله قسراً لصالح إيزاك، لكنّ دخوله ضدّ يونايتد أضفى فوراً حيَوية وسرعة افتقدها الفريق بوجود السويدي غير الموفّق.

 

صلاح يمثل صداعاً آخر لسلوت بسبب تراجع مستواه، فجلس محبطاً يشاهد الدقائق الأخيرة، بينما كان جيريمي فريمبونغ يصنع الفارق الإبداعي. أمّا كييزا فقدّم عرضاً مفعماً بالنشاط مجدّداً، ما يعزّز الاعتقاد بأنّه لا يحصل على دقائق اللعب التي يستحقها.

 

الهزائم الثلاث في الدوري أمام كريستال بالاس، تشلسي ويونايتد، تشترك في خيط واحد: عندما تفشل «الخطة أ»، يلجأ سلوت إلى المغامرة القصوى بينما يكون فريقه متأخّراً. في كل مرّة، يُعادل ليفربول النتيجة، ثم يتلقّى هدفاً قاتلاً في اللحظات الأخيرة.

 

الأمر ليس مصادفة. إدخال فلوريان فيرتز، إكيتيكي وكورتيس جونز بدلاً من رايان خرافنبرخ (الذي التوى كاحله)، ماك أليستر، وكونور برادلي كان قراراً جريئاً. فلعب الفريق بـ4 مهاجمين في النصف ساعة الأخيرة، مع فيرتز الذي كان له تأثير جيّد خلفهم مباشرة.

 

لكن لم يكن هناك أي هيكل أو خطة واضحة. هكذا لا يتصرّف فريق يسعى للدفاع عن لقب. بدا الأمر أشبه برمي النرد وانتظار الحظ.

 

ومع وجود هذا العدد الكبير من المهاجمين، يُصبح خطر التعرّض إلى هجمات مرتدة قاتلة أمراً محتوماً، وهو ما حصل تماماً عندما سُدّدَت كرة مبيومو من ركنية وارتدّت، فأعادها برونو فرنانديش نحو القائم البعيد، فتسلّل ماغواير خلف إبراهيما كوناتي وسجّل. والأسوأ أنّ ماتياس دي ليخت وباتريك دورغو كانا أيضاً من دون رقابة خلفه، بينما فشل خاكبو، جونز ودومينيك سوبوسلاي في إدراك الخطر.

theme::common.loader_icon