هل يمكن لبوستيكوغلو أن يقلب الأمور في فورست؟
هل يمكن لبوستيكوغلو أن يقلب الأمور في فورست؟
بول تايلور- نيويورك تايمز
Friday, 17-Oct-2025 06:32

يواصل أنج بوستيكوغلو سعيه إلى تحقيق فوزه الأول كمدير فني لنوتنغهام فورست، عندما يستضيف تشلسي غداً. لكن بعد مرور شهر واحد فقط (7 مباريات) على تولّيه المهمّة، يَجد المدرب الأسترالي نفسه بالفعل في سباق مع الوقت.

في الوقت الذي يُجهّز فيه بوستيكوغلو فريقه لمباراة الغد، تُطرح أسئلة حول ما يُفكِّر فيه مالك فورست، إيفانغيلوس ماريناكيس، وما يشعر به اللاعبون، وكَم سيكون حجم الرهان على هذه المباراة. وكل ذلك قبل الوصول إلى الجوانب الفنية على أرض الملعب وموقف الجماهير.

 

إلى أي مدى ستؤثر نتيجة الغد؟

 

الشعور العام هو أنّ المباراة، أو نتيجتها، قد يكون لها تأثير حاسم على مستقبل بوستيكوغلو. لكن في النهاية، سيعتمد كل شيء على مزاج ماريناكيس الذي كان يُفكِّر في خياراته. وهذا ليس بالأمر الغريب، فمالك السفن اليوناني اعتاد أن يحتفظ دائماً بخطة بديلة جاهزة. ومن الناحية التاريخية، غالباً ما يعرف مسبقاً مَن يُريد تعيينه، أو حتى يكون قد أعدّ البديل، قبل أن يُقرِّر إجراء أي تغيير.

 

وجود خيارات لا يعني دائماً أنّ ماريناكيس سيستعملها، لكنّه كان يسعى إلى استشارة المقرّبين منه لقياس مزاج الجماهير وغرفة الملابس. وإذا قرّر إجراء تغيير، تؤكّد مصادر مطّلعة على طريقة عمل ماريناكيس أنّه سيُفضّل تعيين مدرب يمتلك خبرة راسخة في الـ«بريميرليغ» ويمكنه إحداث تأثير فوري.

 

ما زال يحظى ماركو سيلفا، الذي عمل سابقاً في أولمبياكوس اليوناني المملوك لماريناكيس، بإعجابه. وعلى رغم من أنّ عقده مع فولهام ينتهي هذا العام، فإنّ أي تعويض مالي سيكون مكلفاً.

 

أمّا شون دايش، المدرب السابق لبيرنلي وإيفرتون، فهو حالياً بلا عمل، بالتالي فإنّ مسألة التعويض لن تكون مصدر قلق. قاد دايش بيرنلي إلى المركز السابع، وأعاد الاستقرار إلى إيفرتون في وقت كان مهدّداً بالهبوط. مثل هذه الصفات قد تكون ذات قيمة كبيرة الآن، بينما يجد فورست نفسه في «مياه عاصفة».

 

ما هو مزاج اللاعبين؟

 

كان اللاعبون مقرّبين من المدرب السابق نونو إشبيريتو سانتو، وما زالوا يتأقلمون مع رحيله. لكنّ الحزن على رحيل نونو لا يعني وجود مشاعر سلبية تجاه بوستيكوغلو.

 

وفقاً لمصادر قريبة من الفريق، فإنّ اللاعبين لا يعرفون ما الذي ينتظرهم بشأن مستقبل بوستيكوغلو. ومع ذلك، يُركّزون على التحضير لمباراتَين كبيرتَين، ضدّ تشلسي ثم بورتو في الدوري الأوروبي.

 

كيف سيكون ردّ فعل الجماهير؟

 

حتى مساء أمس، كانت تذاكر المباراة أمام تشلسي لا تزال متاحة للبيع العام. كما لا تزال هناك تذاكر متاحة لمباراة بورتو، التي طُرحت للبيع العام منذ الثلاثاء.

 

قد تُباع التذاكر كلّها قبل انطلاق المباراتَين، لكنّ بطء المبيعات (حتى لمباراة أوروبية على أرض النادي للمرّة الثانية فقط خلال 30 عاماً) قد يعكس مزاج الجماهير تجاه بوستيكوغلو، ما يمكن وصفه بتأثير «أنج» السلبي المحتمل.

 

لم يُدر بوستيكوغلو سوى مباراتَين على أرضه، وفي الثانية، خلال الخسارة 3-2 أمام ميتيلاند، اضطرّ إلى الاستماع إلى هتافات: «ستُقال صباحاً». على الأسترالي أن يبذل جهداً كبيراً لكسب دعم الجماهير.

 

كان ينبغي أن تكون أول مباراة لفورست في «يوروباليغ» على أرضه ليلة احتفال؛ لحظة تاريخية. كانت ليلة لا تُنسى، لكن ليس للأسباب الصحيحة.

 

5 من أصل 7 مباريات أشرف عليها بوستيكوغلو كانت خارج ملعبه، كما خسر فورست أيضاً مباراته المنزلية الوحيدة الأخرى أمام سندرلاند (1-0). وعلى مدى السنوات الأخيرة، قدّمت الجماهير دعماً رائعاً على ضفاف نهر ترِنت. لكنّ المزاج يمكن أن يتبدّل بسرعة إذا لم يبدأ فورست بداية إيجابية.

 

كيف سيقارب بوستيكوغلو المباراة؟

 

في الخسارة 2-0 أمام نيوكاسل، كان النهج أقرب إلى ما اعتاد عليه مشجّعو توتنهام في الدوري الأوروبي، حين اتّبع بوستيكوغلو أسلوباً أكثر براغماتية، فقلّص من نزعته الهجومية لصالح صلابة دفاعية أكبر. ولما يقارب الساعة في ملعب «سانت جيمس بارك»، بدا أنّ الخطة تعمل.

 

فقط مانشستر سيتي (15 هدفاً) وأرسنال (14) سجّلا أكثر من تشلسي (13) خلال 7 مباريات. لكنّ فريق إنزو ماريشكا ليس محصّناً دفاعياً، إذ لم يحافظ على شباكه نظيفة في الدوري منذ آب، وتلقّى 9 أهداف. وبلغ متوسط الأهداف المتوقعة (xG) لخصوم تشلسي 9,7، وهو خامس أعلى رقم في الدوري.

 

الضغط على بوستيكوغلو لتحقيق فوزه الأول يُضيف مزيداً من الغموض. فهل يواصل سعيه لغرس هويّته الكروية الخاصة، أم يتخذ مجدّداً نهجاً أكثر حذراً وتروّياً؟

 

هل يعرف تشكيلته الأفضل؟

 

خلال 7 مباريات، لم يعلن بوستيكوغلو عن تشكيلة ثابتة مرّة واحدة.

 

في المباريات الـ6 منذ خسارته الأولى أمام أرسنال، أجرى في المتوسط 5,6 تغييرات في كل مباراة، على رغم من أنّ هذا الرقم يتأثر بتبديله 10 لاعبين في مباراة كأس الرابطة ضدّ سوانزي سيتي، ثم إجراء 7 تغييرات عند عودتهم إلى الدوري.

 

قبل مباراة نيوكاسل، أوضح بوستيكوغلو: «لم أفكر يوماً في الأمر على أساس مَن هو فريقي الأفضل، لأنّ طبيعة كرة القدم تقوم على التغيير المستمر. نحن بالتأكيد في مرحلة اكتشاف. بعض التدوير طبيعي، ويجب أن يحدث (لحماية اللاعبين بدنياً)».

 

هل سيستمر بخطة الدفاع بثلاثة لاعبين أمام تشلسي أم يعود إلى رباعي؟ هل سيُغريه إشراك موريلو مجدّداً؟ وهل ستعني مشكلة وود في الركبة أن يحصل إيغور خيسوس على فرصة أخرى في الهجوم؟

 

من الصعب التنبّؤ بشكل الفريق، أو الخطة، أو حتى الذهنية العامة التي سيعتمدها. فحديث نونو المعتاد عن «الروابط» والتفاهم بين اللاعبين يبدو الآن ذكرى بعيدة.

theme::common.loader_icon