عندما يسافر ريال مدريد لمواجهة خيتافي في أول مباراة له بعد فترة التوقف الدولي، سيكون قد مرّ على إندريك 154 يوماً، أي أكثر من 5 أشهر، من دون أن يخوض مباراة كرة قدم واحدة.
آخر ظهور للمهاجم البرازيلي (19 عاماً) كان ضدّ إشبيلية في 18 أيار، في الجولة ما قبل الأخيرة من الموسم الماضي للدوري الإسباني. ومنذ ذلك الحين، شهد رحيل مدرب الفريق كارلو أنشيلوتي وتعيين تشابي ألونسو بدلاً منه، وتعرّض إلى إصابتَين عضليّتَين، وتناولته الشائعات حول احتمال رحيله في سوق الانتقالات الصيفية، كما حصل على القميص رقم 9 الأسطوري في النادي.
كما أنّها فترة التوقف الدولية الثالثة توالياً، التي لا يُستدعى فيها إندريك إلى منتخب البرازيل، فكان آخر ظهور له في الهزيمة 4-1 أمام الأرجنتين في آذار، يوم أُقيل المدرب دوريفال جونيور، ثم رحل أنشيلوتي عن مدريد لتدريب «سيليساو».
كشف مطّلعون على وضعه في مدريد، أنّ ألونسو شرح لإندريك أنّ حصوله على دقائق لعب منتظمة سيكون أمراً صعباً هذا الموسم، لكنّه قرّر البقاء في «سانتياغو برنابيو» بأي حال.
قبل مباراة فياريال (3-1) التي أُدرج فيها إندريك ضمن القائمة، من دون أن يشارك دقيقة واحدة، أوضح ألونسو: «هناك الكثير من المنافسة الآن، في مركزه وفي المراكز المحيطة به أيضاً. سيَحين وقته».
فكيف يتعامل مع هذا الوضع؟ وما الخطة الموضوعة له من قبل النادي الذي تعاقد معه مقابل 35 مليون يورو بالإضافة إلى 25 مليون يورو محتملة كحوافز؟
موسم التأقلم الأول
ترك الموسم الأول لإندريك في مدريد انطباعاً إيجابياً داخل أروقة النادي، وكان يُنظر إليه منذ البداية كمرحلة تأقلم وتعلّم. خلال ذلك العام الأول، خصوصاً عندما شعر بأنّه قادر على لعب دور أكبر، استخدم مسؤولو النادي إحصاءات من المواسم الأولى لنجوم شباب آخرين، لإقناعه بأنّه يَسير في الاتجاه الصحيح.
في نهاية الموسم، خاض 37 مباراة رسمية في مختلف البطولات، مقارنةً بـ31 و26 مباراة للبرازيليَّين فينيسيوس جونيور ورودريغو في أول موسمَيهما مع الفريق. ومع أنّه لعب دقائق أقل (847 دقيقة مقابل 1,742 و1,428 لهما توالياً)، فقد سجّل 7 أهداف، معادلاً عدد أهداف رودريغو في موسم 2019-2020، و3 أهداف أكثر ممّا سجّل فينيسيوس في موسمه الأول قبلها بعام.
وكان هناك إجماع داخل النادي على أنّ تحفّظات أنشيلوتي بشأن منح الفرص للاعبين الشباب كانت عاملاً حاسماً في قلة دقائق لعب إندريك. وعندما سُئل الإيطالي عن إندريك والتركي أردا غولر، ردّ بأنّهما في عمرهما «يجب أن يُسخّنوا مقاعد البدلاء» إلى أن يصبحوا أساسيِّين بلا منازع.
جاءت مغادرة أنشيلوتي في نهاية ذلك الشهر وتعيين تشابي ألونسو، فرصة جديدة للاعبين الشباب، لكن يبدو أنّ ذلك لم يتحقق بالنسبة إلى إندريك.
الإصابات والانتكاسات
الإصابتان العضليتان اللتان تعرّض لهما كان لهما أثر كبير. الأولى كانت في عضلة الفخذ الخلفية ضدّ إشبيلية، وحرمته من المشاركة في كأس العالم للأندية.
أثناء فترة تعافيه، تألّق مهاجم الأكاديمية غونزالو غارسيا في مركزه في كأس العالم، بفوزه بجائزة الحذاء الذهبي، مسجّلاً 4 أهداف في 6 مباريات، ومستفيداً من غياب كيليان مبابي المريض عن 3 مباريات في دور المجموعات. فقرّر إندريك السفر إلى الولايات المتحدة في نهاية حزيران، ليكون قريباً من المدرب الجديد والجهاز الفني وزملائه.
بدأ بالتدرب بشكل منفصل عن المجموعة في ميامي، حيث كان معسكر ريال مدريد، لكن في أول حصة عاد فيها إلى العمل مع الفريق، تعرّض إلى انتكاسة في الإصابة عينها. لم يُصدِر النادي أي بيان طبي رسمي، وغادر اللاعبون والجهاز الفني في عطلتهم الصيفية بعد الخسارة في نصف النهائي أمام باريس سان جيرمان في 9 تموز.
كانت تلك نكسة كبيرة لإندريك، إذ لم يتمكن من العودة إلى اللعب قبل أيلول، واضطرّ للبدء من الصفر مجدداً تحت قيادة ألونسو.
حياة شخصية متجدّدة وخطة مستمرة
عندما عاد إلى مدريد، تزوّج من شريكته غابرييلي ميرندا. أقاما الزواج المدني في البرازيل ثم احتفلا في مزرعة قرب العاصمة الإسبانية بحضور العائلة والأصدقاء. قضى الزوجان شهر العسل في اليابان، واصطحبا معهما مدربه الشخصي لمواصلة العلاج من إصابته في الفخذ.
في الخلفية، استمرّت الشائعات حول انتقال محتمل، لكنّ المقرّبين منه نفوا تماماً أي مفاوضات مع إدارة النادي أو وجود نية لإعارته إلى ريال سوسيداد.
في آب، تلقّى إندريك خبراً مفرحاً: سيحمل القميص رقم 9 الشهير الذي ارتداه أساطير النادي مثل ألفريدو دي ستيفانو، رونالدو نازاريو، وكريم بنزيمة. على رغم من أنّنا لم نرَه يرتديه في مباراة رسمية بعد. تقارير عدة كانت قد أشارت إلى أنّ الرقم سيُمنح لغونزالو غارسيا الذي كان قريباً من تجديد عقده مع الفريق الأول.
في منتصف أيلول، أكّد موظفون في النادي، إنّ ألونسو وجهازه الفني يُراقبون تطوّره من كثب. لكن عندما سُئلوا عن موعد مشاركته الأولى تحت قيادة ألونسو، أشاروا إلى أنّ غونزالو نفسه بالكاد شارك حتى الآن. وأوضح ألونسو عن إندريك الأسبوع الماضي: «يمتلك حساً تهديفياً عالياً، يحتاج إلى القليل ليُصوّب، إنّه يملك لمسة حاسمة مذهلة، ويُجيد إيجاد المساحات جيداً».
المستقبل القريب
يقضي إندريك حالياً فترة التوقف الدولي في منزله في مدريد، ويؤكّد المقرّبون منه أنّ أنشيلوتي يكنّ له مودة خاصة نظراً للوقت الذي قضياه معاً في مدريد، وإنّ الشاب يعمل بجدّ للحصول على دقائق لعب تُعيده إلى المنتخب قبل كأس العالم.
غياب الفرص في مدريد وابتعاده عن تشكيلة البرازيل جعلا المقرّبين منه يلتزمون بالخطة الأصلية: مراجعة وضعه في كانون الثاني لضمان أفضل فرصة للانضمام إلى قائمة المونديال. وقد يشمل ذلك خروجه على سبيل الإعارة في النصف الثاني من الموسم، إذا تطلّب الأمر، لاكتساب وقت لعب كافٍ.