Swiped: امرأة في عالم الرجال
Swiped: امرأة في عالم الرجال
أليسا ويلكينسون- نيويورك تايمز
Friday, 10-Oct-2025 06:34

دراما عن صعود وسقوط ثم صعود جديد لمؤسِّسة تطبيقَي Tinder
وBumble، تعاني بعض الهشاشة.

عام 2010، أطلق فيلم The Social Network نوعاً شبه أوبرالياً من الأفلام: الملحمة الخاصة بالشركات الناشئة، التي تتمحوَر حول تأسيس لمنتج أو تطبيق يكاد الجمهور يكون قد استخدمه بالتأكيد.
خلال السنوات الـ15 التالية، شاهدنا أفلاماً ومسلسلات قصيرة متفاوتة الجودة عن تأسيس وسقوط، وأحياناً بعث، شركات مثل WeWork وUber وTheranos وBlackBerry وNike وApple، بل ويمكن القول أيضاً Fyre Festival.
يقع فيلم Swiped، من إخراج رايتشل لي غولدنبرغ، بسهولة ضمن هذا الخط السينمائي الخاص بالملحمة الناشئة، حتى وإن كان هذا النوع، شأنه شأن الجيل الألفي الذي يروي قصصه غالباً، قد بدأ يُصبح طويل العمر بعض الشيء.
يُركّز الفيلم على بزوغ عصر المواعدة عبر التطبيقات، وتحديداً على «عرّابته» ويتني وولف هيرد. كانت وولف هيرد المديرة التنفيذية في Tinder وغادرت الشركة عام 2014 بعد اتهامها زملاء بالتحرّش الجنسي. ثم أسست التطبيق المنافس Bumble، الذي قدّم نفسه كخيار أكثر أماناً للنساء في المواعدة.
وبحسب النص الذي يظهر في نهاية الفيلم، فإنّ وولف هيرد لم تشارك في صناعته، لأنّها لا تزال خاضعة إلى اتفاقية عدم إفصاح. لذلك اعتمدت غولدنبرغ، التي كتبت السيناريو مع بيل باركر وكيم كاراميل، على مقالات ووثائق قضائية ومنشورات على وسائل التواصل لتشييد القصة.
تؤدّي ليلي جيمس دور ويتني، وتجسّدها كشابة حديثة التخرّج من الجامعة، مرحة ومثالية، خبرتها في صفوف علوم الحاسوب المهَيمن عليها من الذكور جعلتها معتادة على التمييز الجنسي المنتشر في الشركات الناشئة أوائل العقد الثاني من الألفية. لكنّ لقاءً عابراً مع مؤسس حاضنة (بن شنيتزر) يضعها في قلب ثقافة السرعة والاندفاع «كل شيء أو لا شيء»، فتجعلها غرائزها نجمة.
جيمس ممثلة جذابة، ابتسامتها العريضة وتعابيرها المنفتحة يمكن أن توحي بعفوية محبّبة: تحتاج ويتني أن تبدو بريئة وقريبة من السذاجة عند دخولها الحاضنة، لكنّها في الوقت عينه ذكية وقادرة.
ومع مرور الوقت نرى هشاشتها: فبينما يُصوّرها الفيلم كمحرّكة رئيسة لنجاح Tinder، تُهمَّش وتتعرّض إلى التحرّش والإساءات اللفظية من حبيبها (جاكسون وايت)، الذي يعمل معها، إلى أن تُدفع خارج الشركة نهائياً. تمتلك جيمس قدرة كبيرة على الجمع بين القوّة والهشاشة، وأداؤها هو العمود الفقري للفيلم.
لكنّ الفيلم نفسه أكثر اهتزازاً وسطحياً. يسعى Swiped إلى استكشاف صعوبة أن تكون امرأة في عالم الرجال، من بيئة العمل إلى فضاء الإنترنت. يفعل ذلك بخطوط عريضة وشخصيات متوقعة.
على ويتني أن تتعلّم بالطريقة القاسية أنّ صورة «الفتاة الرائعة» لن تنقذها حين يتكاتف الرجال ضدّها. يعرض السيناريو سلسلة من الإهانات المألوفة للنساء في أماكن العمل: الرجل الذي ينسب أفكارها لنفسه، الرجل الذي يغضب من نجاحها، الرجل الذي يُضلّلها نفسياً، والرجل الهائج الذي يتهمها بمقاطعة حديثه أو يأمرها بـ»الهدوء».
في النهاية تعترف قائلةً: «صدّقتُ فكرة أنّ هناك مكاناً لامرأة واحدة فقط في الغرفة، وتأكّدتُ أن تكون تلك المرأة أنا». قد يكون ذلك مطهِّراً للمشاعر بطريقته، لكنّه يبدو أحادي البُعد.
وكما هو الحال مع بيانات ملف المواعدة، من الصعب أحياناً تمييز ما إذا كانت بعض التفاصيل قد صُقِلت لخدمة السرد القصصي، وما إذا كان لذلك أهمية. في مشهد معيّن، تروي ويتني قصة رائعة لآندري أندريف (دان ستيفنز)، مؤسس منصة المواعدة Badoo: خلال دراستها الجامعية دخلت قاعة صف علوم الحاسوب لتجد «صورة ضخمة لامرأة عارية على جهاز العرض». كانت المرأة الوحيدة في الصف، واعتقدت أنّ الطلاب يسخرون منها.
لكنّها اكتشفت لاحقاً أنّ ذلك لم يكن مقلباً، بل كان درساً من الأستاذ. كانت الصورة لعدد تشرين الثاني 1972 من مجلة Playboy، وكانت أول صورة “تُنقَل رقمياً” على الإطلاق. وتشرح لآندري، أنّه درس في «أسس تاريخ الحوسبة»، حيث «القواعد التي تحكم السلوك على الإنترنت كُتبت بالكامل من قِبل الرجال». ومن هنا، تقول إنّها خطرت لها فكرة Bumble فوراً. إنّها لحظة مؤثرة وإيقاع قصصي رائع.
لكنّني توقفتُ عند هذه النقطة لأنّ القصة، على رغم من صحّتها في العموم، ليست دقيقة بالكامل. هي تشير إلى حادثة معروفة في تاريخ علوم الحاسوب: باحثون في جامعة جنوب كاليفورنيا عام 1973 كانوا يعملون على خوارزمية لمعالجة الصور، فاحتاجوا صورة اختبار جديدة. وجدوا عدد Playboy، واقتطعوا الجزء العلوي من الصفحة، من كتفَي عارضة المنتصف فما فوق. أي أنّها كانت عارية، لكن ليس بالضرورة أن يعرف المشاهِد ذلك. لاحقاً رُفعت الصورة على Arpanet، النسخة الأولى من الإنترنت، وأصبحت أشهر صورة اختبار رقمية على الإطلاق.
جادل كثيرون بأنّ استمرار استخدام هذه الصورة بالذات يوضّح مدى تغلغل التمييز الجنسي في تشكيل هذا التخصّص، وهو بالضبط ما يحاول الفيلم قوله أيضاً. لكن ثمة تفاصيل مفقودة في رواية ويتني. من المشكوك فيه، وإن لم يكن مستحيلاً، أن يعرض أستاذها الصورة الكاملة غير المقتطعة لمركزية Playboy في صف طلاب سنة أولى. كما أنّه ليس واضحاً ماذا تعني بـ»نُقلت رقمياً». هذا النوع من التبسيط قد يخدم قصة هوليوودية أفضل، لكنّه يتركك تتساءل عمّا قد يكون جرى تبسيطه أيضاً.
وضوح الدروس الملقّنة وعدم الدقّة في الحقائق يجعلان Swiped يبدو أكثر هشاشة ممّا يجب. يُضاف إلى ذلك أنّ Bumble تحاول أخيراً التكيّف مع تفضيلات الجيل Z المختلفة جداً في المواعدة والعلاقات، وهو أمر لا يحاول الفيلم حتى الإشارة إليه، ما يجعل العمل يبدو قديماً منذ البداية. إلى حدٍّ ما، قد يكون ذلك نتيجة حتمية لهذا النوع. فالإعجاب غير المشروط بعباقرة التكنولوجيا و»المديرات المُلهمات» في طريقه للانحسار منذ فترة، خصوصاً بين الشباب.

theme::common.loader_icon