K2 حارس الدماغ المزدوج ضدّ الخَرَف وتكلّس الشرايين
K2 حارس الدماغ المزدوج ضدّ الخَرَف وتكلّس الشرايين
ساندي بو يزبك

أخصائية تغذية

Thursday, 09-Oct-2025 06:31

لطالما عرفنا فيتامين K (ميناكينون) كبطل حيَوي في عملية تخثر الدم والمحافظة على قوّة العظام.

لكنّ الأبحاث الحديثة تكشف عن دور آخر أكثر أهمية، وهو دوره المحتمل في الوقاية العصبية وتأخير التدهور المعرفي والخَرَف، بما في ذلك مرض ألزهايمر. إذ يعمل فيتامين K كحارس صامت يُعزّز دفاعات الدماغ الداخلية على مستوى الخلايا والأوعية الدموية.

 

كيف يحمي الدماغ؟ الأدلة والآليات

 

تؤكّد الدراسات وجود علاقة قوية بين مستويات فيتامين K والحماية من التدهور المعرفي. فقد أظهرت دراسة تحليلية لأنسجة الدماغ بعد الوفاة، أنّ الأشخاص الذين كانت لديهم كميات أكبر من ميناكينون-4 (MK-4)، وهو الشكل الأكثر نشاطاً في الدماغ، كانوا أقل عرضةً للإصابة بالخرف والتدهور المعرفي.

 

كما ارتبط ارتفاع مستويات MK-4 بانخفاض تراكم البروتينات الضارة المرتبطة بمرض ألزهايمر.

 

كما أظهرت الدراسات أنّ مَن يتناولون كميات كافية من هذا الفيتامين لديهم مستويات أقل من مؤشرات تلف الأعصاب، مثل انخفاض سلسلة الألياف العصبية الخفيفة، وهو بروتين يُعدّ مؤشراً حيَوياً لصحة الخلايا العصبية. وقد أشارت هذه الأبحاث إلى أنّ التأثير الإيجابي يبدأ بالثبات عند جرعة يومية تبلغ حوالى 200 ميكروغرام.

 

الحماية التي يُقدّمها الدماغ متعدّدة الجوانب، بدءاً من الأوعية الدموية وصولاً إلى الخلايا العصبية:

 

• أولاً، ضروري للحفاظ على شرايين مرنة وسليمة، إذ يمنع تراكم الكالسيوم وتكوّن «الصدأ» داخل الأوعية الدموية الصغيرة في الدماغ، ممّا يضمَن تدفّق الدم بكفاءة ويُحافظ على الأوكسجين والمواد الغذائية.

 

• ثانياً، يحمي الميتوكوندريا (محطات الطاقة داخل الخلايا العصبية) من التلف الناتج من الإجهاد والشيخوخة، ويعمل كمضاد أكسدة يُقلّل من الأضرار الناتجة من الجذور الحرّة، وبالتالي يُبطئ التدهور العصبي.

 

الغذاء والاستهلاك: أين تجد هذا الفيتامين؟

 

بما أنّ فيتامين K قابل للذوبان في الدهون، يحتاج الجسم إلى وجود مصدر دهني لامتصاصه بفعالية. لذا يُنصح بتناوله مع وجبة تحتوي على دهون صحية مثل زيت الزيتون أو المكسّرات. يختلف فيتامين K2 عن الشكل الموجود في الخضروات الورقية (K1)، إذ يُنتج بشكل أساسي عن طريق التخمير البكتيري، ويأتي من مصادر محدّدة:

 

أغنى المصادر: الناتو الياباني، وهو طبق من فول الصويا المخمّر، يُعدّ أغنى مصدر على الإطلاق لفيتامين K2.

 

منتجات الألبان والأجبان: الأجبان المعتقة مثل جبنة غودا وإيمنتال تحتوي على كمّيات ممتازة، ومنتجات الألبان كاملة الدسم مثل الزبدة والسمن من حيوانات تتغذى على العشب تحتوي على كمّيات جيدة.

 

المصادر الحيَوانية: صفار البيض واللحوم العضوية، وخصوصاً كبد البقر، توفّر الشكل عالي الفعالية من MK-4 الذي يمتصّه الدماغ بكفاءة.

 

مَن يجب أن يُركّز على فيتامين K2 ومَن يجب أن يكون حذراً؟

 

زيادة استهلاك فيتامين K2 خطوة وقائية مفيدة لمعظم الناس، لكن يجب أن يُركّز عليه كبار السنّ للوقاية من التدهور المعرفي وهشاشة العظام، وكذلك الأشخاص المعرّضون وراثياً للإصابة بالخَرَف أو ألزهايمر.

 

تحذير هام بخصوص السلامة: يُعتبر فيتامين K آمناً جداً عند الاستهلاك اليومي، إلّا لفئة واحدة: الأشخاص الذين يتناولون أدوية سيولة الدم المضادة لفيتامين K. يجب على هؤلاء الحفاظ على كمّية ثابتة جداً من فيتامين K في نظامهم الغذائي، واستشارة الطبيب قبل أي تغييرات كبيرة في النظام الغذائي أو المكمّلات، لأنّ التغيّر المفاجئ قد يؤثر على فعالية الدواء ويزيد خطر التجلّط أو النزيف.

theme::common.loader_icon