البابا لاوون سيزور لبنان وتركيا في أوّل رحلة خارجية له
البابا لاوون سيزور لبنان وتركيا في أوّل رحلة خارجية له
إليزابيتا بوفوليدو- نيويورك تايمز
Wednesday, 08-Oct-2025 07:52

يُشير هذا الاختيار، إلى أنّ البابا لاوون الرابع عشر يهدف إلى الدفع باتجاه السلام في الشرق الأوسط وإظهار دعمه للمسيحيِّين في المنطقة.

أعلن الفاتيكان، أمس الثلاثاء، أنّ البابا لاوون الرابع عشر سيزور لبنان وتركيا الشهر المقبل، في أول رحلة له إلى الخارج بصفته زعيم الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.

 

تُشير هذه الوجهات إلى أنّ البابا الأميركي يعتزم متابعة مناشداته المتكرّرة من أجل السلام والديبلوماسية في الشرق الأوسط، ونقلِ قلقه بشأن المسيحيِّين الذين يعيشون هناك.

 

وأشار الفاتيكان أمس إلى أنّ البابا سيزور لبنان من 30 تشرين الثاني إلى 2 كانون الأول، بعد زيارة إلى تركيا. وذكر ماتيو بروني، المتحدّث باسم الفاتيكان، أنّ جدول رحلة البابا «سيُعلن في الوقت المناسب».

 

كما أعلن وليد غياض، المتحدّث باسم الكنيسة المارونية اللبنانية، التي تعترف بالبابا كزعيم لها، في مكالمة هاتفية في وقت سابق من هذا العام، أنّ زيارة لبنان ستوجّه «رسالة إلى العالم بأسره وإلى المسيحيِّين في الشرق الذين يتمّ تهميشهم». وأضاف، أنّها ستكون ذات أهمية خاصة بالنسبة إلى سوريا، حيث يعيش المسيحيّون «في خطر شديد»، وكذلك بالنسبة إلى العراق.

 

كان الرئيس جوزاف عون، رئيس لبنان الماروني وقائد الجيش السابق، قد دعا البابا لاوون إلى زيارة البلاد عندما التقيا في الفاتيكان في حزيران. وخلال ذلك اللقاء، تناول الرجلان «الضرورة الملحّة لتعزيز تهدئة الأوضاع في كامل منطقة الشرق الأوسط»، بحسب بيان صادر عن الفاتيكان.

 

يشكّل المسلمون الغالبية في لبنان، لكنّ البلاد تضمّ 18 طائفة دينية معترفاً بها رسمياً - منها 12 طائفة مسيحية - وهي أعلى نسبة من المسيحيِّين في الشرق الأوسط، ويبلغ عدد سكانها نحو 6 ملايين نسمة، من بينهم حوالى ملاووننَي لاجئ سوري.

 

تُعدّ الكنيسة المارونية أكبر وأقوى الطوائف المسيحية في لبنان. وبحسب العُرف، فإنّ رئيس الجمهورية في البلاد يكون دائماً من الموارنة.

 

منذ انتخابه حَبْراً أعظم، جعل البابا لاوون من السلام والحوار محوراً أساسياً في لقاءاته وخطاباته أمام المؤمنين. كما تعهّد أيضاً بالترويج النشط للروحانية والتقاليد الخاصة بكنائس الطقوس الشرقية، وهي الجماعات الكاثوليكية المتجذّرة في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، التي كافحت من أجل البقاء خلال عقود من الاضطهاد والحروب.

 

وأعلن البابا لاوون لمجموعة من الكاثوليك الشرقيِّين الذين شاركوا في حج الاوونبيل إلى روما هذا العام: «الكنيسة بحاجة إليكم! أشكر الله على هؤلاء المسيحيِّين، سواء الشرقيِّين أو اللاتين، الذين، ولا سيما في الشرق الأوسط، يواصلون الصمود والبقاء في أوطانهم، مقاومين إغراء تركها».

 

وتابع: «يجب أن تُمنح للمسيحيِّين الفرصة - وليس بالكلام فقط - للبقاء في أراضيهم الأصلية مع كل الحقوق اللازمة لحياة آمنة».

 

وفي اللقاء عينه، دعا قادة العالم إلى الاجتماع والتفاوض من أجل إحلال السلام.

 

كان بنديكتوس السادس عشر آخر بابا زار لبنان، وذلك عام 2012. أمّا البابا فرنسيس، سلف لاوون، الذي توفّيَ في 21 نيسان، فقد عبّر مراراً عن أمله في زيارة البلاد لكنّه لم يفعل قط.

 

وفي آب، عبّر البابا لاوون عن تضامنه مع «لبنان الحبيب المتألّم» في الذكرى السنوية لانفجار مرفأ بيروت عام 2020، الذي أودى بحياة أكثر من 220 شخصاً، وأصاب 6000 آخرين، وتسبّب بأضرار بمليارات الدولارات.

 

وأكّد الفاتيكان، أنّ البابا لاوون سيسافر أيضاً إلى تركيا لإحياء الذكرى الـ1700 لمجمع نيقية، أول مجمع مسكوني في المسيحية، الذي وضع الصيغة الأولى للعقيدة المسيحية المشتركة. وسيزور مدينة إزنيق، الاسم الحديث للمدينة القديمة نيقية.

 

وفي تركيا، من المتوقع أن يلتقي بالبطريرك برثلماوس، الزعيم الروحي لـ260 ملاوونن مسيحي أرثوذكسي في العالم. وتُعتبر الذكرى السنوية لمجمع نيقية لحظة مهمّة في العلاقات الكاثوليكية- الأرثوذكسية.

theme::common.loader_icon