تعرض أحد مراكز الجيش اللبناني في منطقة الشراونة – بعلبك لهجوم بقذيفة صاروخية من نوع "آر بي جي"، تلاه إطلاق نار من مسلحين على مراكز أخرى. لم تُسجَّل إصابات بين العسكريين الذين ردّوا على مصادر النيران، فيما تستمر عمليات ملاحقة المهاجمين لتوقيفهم.
وفي سياق موازٍ، أكّد وزير العدل اللبناني عادل نصار، خلال مداخلة في "المؤتمر الوطني اللبناني"، أن استقلالية القضاء شرط أساسي لبناء دولة حديثة، مشددًا على أن التشكيلات القضائية أُنجزت بعيدًا عن المحسوبيات، وأن القضاة يعملون بجدّية وسط متابعة دقيقة لملف انفجار مرفأ بيروت. وأوضح نصار أن صاحب سفينة "روسوس" إيغور غريتشوشكين موقوف حاليًا وتجري متابعة إجراءات استرداده للتحقيق معه، مشيرًا إلى التزام وزارة العدل بدعم المحقق العدلي ضمن الصلاحيات المتاحة.
كما تطرّق نصار إلى الاجتماع اللبناني–السوري، مبيّنًا أن المباحثات شملت تسليم مطلوبين فارّين إلى سوريا، مثل حبيب الشرتوني، إضافة إلى ملفات الاغتيالات السياسية والمخفيين قسرًا. أما في ما يخص الموقوفين السوريين في لبنان، فأكد وجود مقاربة إيجابية بين الطرفين، دون أن يكون الحل على حساب دم الشعب اللبناني.
من جهة أخرى، اعتبر نصار أن "حصر السلاح" بيد الدولة هو مطلب داخلي يشكّل أساسًا لبناء الدولة اللبنانية، وعرقلته تعني عرقلة المشروع الوطني، مشيدًا بدور الجيش اللبناني في تنفيذ هذه المهمة بعيدًا عن الإعلام. وشدّد على أن بناء الدولة ليس مواجهة مع أي طرف داخلي، بل ضمانة للجميع.
وفي معرض حديثه عن قضية إضاءة صخرة الروشة، انتقد نصار هذا التصرف، معتبراً أنه مخالفة لقرار إداري، ورسالة سياسية وجهها حزب الله لجمهوره. وأوضح أن دور القضاء ليس حل المشاكل السياسية، بل تطبيق القانون.
رأى الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن ما يحدث في غزة والمنطقة هو امتداد لمشروع "إسرائيل الكبرى" المدعوم أميركيًا، مؤكدًا أن خطة ترامب بشأن غزة هي "نسخة إسرائيلية" بهوية أميركية. وفي ذكرى استشهاد القائدين نبيل قاووق وسهيل الحسيني، أشار قاسم إلى أن التراجع الإسرائيلي الظاهري هو تراجع تكتيكي يُستغل لتحقيق أهداف مرحلية.
وأكد الشيخ قاسم أن العدوان المستمر على غزة منذ عامين هو جزء من مشروع إقليمي شامل، داعيًا إلى مواجهة جماعية، لأن الجميع مستهدف، وليس الفلسطينيون وحدهم. كما أشار إلى أن خطة ترامب تعكس الرؤية الإسرائيلية لإنهاء الحرب وتحقيق أهداف سياسية كانت مستحيلة عسكريًا، مؤكدًا أن توقيت الخطة مرتبط بمحاولات تحسين صورة إسرائيل عالميًا.
وفي الشأن اللبناني، شدد قاسم على أن لبنان يتعرض لضغوط هائلة، وأن العدوان الإسرائيلي مدعوم بالكامل من الولايات المتحدة، فيما يحاول الأميركيون الاستفادة من الوضع بعد وقف إطلاق النار لعزل حزب الله سياسيًا، لكنهم فوجئوا بتمثيل شعبي كبير للحزب.
وأشاد قاسم بحكمة الجيش اللبناني في عدم الانجرار إلى الفتنة، مؤكدًا أن التنسيق بين الجيش والمقاومة مستمر، وأن الفتنة "ملعونة". كما انتقد الطروحات المتعلقة بتمثيل المغتربين في الانتخابات بشكل غير متوازن، مشددًا على ضرورة احترام مبدأ المساواة الدستوري وعدم تفصيل قوانين انتخابية لمحاصرة أي طرف سياسي.
وطالب قاسم الحكومة بالإيفاء بالتزاماتها الواردة في البيان الوزاري، لا سيما إعادة الإعمار ووضع برامج واضحة لتنفيذها، مؤكدًا أن استعادة السيادة يجب أن تكون أولوية يومية.
في تطور بارز، رحّب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف الحرب في غزة، مشيدًا بالتصريحات الإيجابية الصادرة عن حركة "حماس" بشأن الإفراج عن الأسرى وتعاطيها البنّاء مع المبادرة. كما ثمّن عباس جهود الدول العربية والإسلامية، مؤكداً أن السيادة على قطاع غزة هي لدولة فلسطين، ولا بد من الربط المؤسسي بين غزة والضفة الغربية.
وأشار إلى استعداد دولة فلسطين للتعاون مع جميع الشركاء الدوليين، لضمان وقف إطلاق النار، الإفراج عن الرهائن، إدخال المساعدات، وبدء عملية إعادة الإعمار.
أعلنت حركة "حماس" موافقتها على الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات، وتسليم إدارة غزة لهيئة فلسطينية مستقلة. ورغم أنها لم توافق على جميع بنود خطة ترامب، إلا أنها أكدت أن قضايا السيادة ومستقبل غزة ستُناقش ضمن إطار وطني شامل.
في غزة، لاقى هذا التطور ترحيبًا شعبيًا واسعًا، حيث شهدت مخيمات النازحين احتفالات عفوية. وأعرب كثير من المواطنين عن أملهم في أن تثمر هذه الخطوة عن وقف نهائي للحرب وتحسين الوضع الاقتصادي والإنساني المتدهور في القطاع.
وأفاد مسؤول كبير في حماس بأن مصر ستستضيف مؤتمرًا فلسطينيًا موسعًا لمناقشة مستقبل غزة، في حين سيتوجه مبعوثو الرئيس ترامب إلى القاهرة للتفاوض على تفاصيل الخطة، بما يشمل إطلاق سراح الرهائن وإنشاء حكومة انتقالية ومجلس دولي للسلام.
أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن تفاؤله، معتبرًا أن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى باتا في متناول اليد، داعيًا حماس إلى ترجمة التزاماتها بخطوات ملموسة. كما أعلن أن فرنسا ستواصل جهودها بالتنسيق مع الأمم المتحدة، والولايات المتحدة، وإسرائيل، وفلسطين، وجميع الشركاء الدوليين لتحقيق سلام دائم.
في المقابل، أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها رحّلت 137 ناشطًا من أسطول المساعدات إلى تركيا، واصفة إياهم بـ"المحرّضين"، مشيرة إلى مساعي تسريع عمليات الترحيل القانونية.
وشددت الفصائل الفلسطينية، بما فيها الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، على أن رد حماس يعكس موقفًا وطنيًا مسؤولًا، يفتح الباب لإنهاء العدوان، ويشكّل نقطة انطلاق لمسار سياسي يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني.