يُروَّج للبيلاتس منذ عقود على أنّها الوسيلة المثالية للحصول على قوام رشيق وعضلات ممشوقة شبيهة براقصي الباليه.
يقوم هذا التمرين على حركات دقيقة تعتمد على مقاومة منخفضة الكثافة وتمديد العضلات، ما جعل البعض يتحدّثون عمّا يُسمّى بـ»جسم البيلاتس». لكن، ما مدى واقعية هذه الوعود؟
بحسب وليام كرايمر، أستاذ علوم الحركة المتقاعد في جامعة كونيتيكت، فإنّ هذه الادّعاءات أقرب إلى الدعاية التسويقية منها إلى الحقائق العلمية. فالعضلات لا يمكن أن تصبح أطول، إذ إنّ طولها محدّد وراثياً. أمّا مظهر «العضلات المشدودة»، فهو غالباً نتيجة انخفاض نسبة الدهون في الجسم أكثر من كَونه تغيّراً في طول الألياف العضلية.
على رغم من ذلك، للبيلاتس فوائد مثبتة تختلف عن تدريبات الأوزان الثقيلة. فمنذ أن أدخل جوزيف بيلاتس طريقته إلى نيويورك في ثلاثينات القرن الماضي، ارتبط هذا النوع من التمارين بعالم الباليه، إذ ساعد الراقصين في التعافي من الإصابات والتخفيف من الآلام.
بمرور الوقت، أصبح العديد من هؤلاء الراقصين مدرّبين وأصحاب استوديوهات، فساهمت أجسامهم الرشيقة في تعزيز الصورة التسويقية للبيلاتس، من دون أن يكون التمرين هو السبب المباشر لشكل أجسامهم.
تؤكّد شاري بيركوفيتز، مدربة وباحثة في علم الحركة، أنّ البيلاتس استفاد من ثقافة تُمجّد النحافة وتخشى من «التضخّم العضلي» الناتج من رفع الأوزان الثقيلة. من هنا جاءت فكرة أنّها تمنح جسداً نحيفاً من دون زيادة حجم العضلات.
فعلياً، ممارسة البيلاتس بانتظام ترفع القدرة على التحمّل العضلي وتُحسّن الأداء، لكنّها لا تؤدّي عادةً إلى نمو ملحوظ في حجم العضلات، بحسب كاري لامب، أخصائية العلاج الفيزيائي وصاحبة استوديو بيلاتس في كولورادو. فالتكرار القليل للحركات والأحمال المعتدلة لا يكفيان لإحداث الضغط المطلوب لنمو كبير في الألياف العضلية. وحتى لدى المبتدئين، فإنّ أي زيادة أولية في حجم العضلات تبقى محدودة.
أمّا مَن يسعى إلى تضخيم العضلات، فعليه اللجوء إلى رفع الأثقال بشكل تدريجي، لأنّ هذه التدريبات تُحدِث تمزّقات دقيقة في الألياف العضلية، ما يدفع الجسم إلى إعادة بنائها وزيادتها حجماً.
غير أنّ ظهور العضلات مرهون أكثر بنسبة الدهون في الجسم. ويؤكّد سيدريك براينت، الرئيس التنفيذي للمجلس الأميركي للتمارين: «لكل إنسان عضلات بطن واضحة، لكنّ معظمها مخفي تحت طبقة من الدهون».
مع ذلك، للبيلاتس ميزة إضافية تتمثل في تحسين القوام. فهو يُقوّي عضلات الظهر والعمود الفقري ويُعزّز وعي الجسم بالاستقامة، ما يساعد في الجلوس والوقوف بشكل أفضل ويعالج آثار الجلوس الطويل أمام الشاشات. كما أنّه يزيد المرونة ويُخفّف من التشنّجات العضلية الناتجة من التوتر أو قلّة الحركة.