هل فعلاً تحتاج إلى تناول مكمّلات المغنيسيوم؟
هل فعلاً تحتاج إلى تناول مكمّلات المغنيسيوم؟
Wednesday, 24-Sep-2025 05:00

يُروَّج للمغنيسيوم كمعدن قادر على حل قائمة طويلة من المشكلات الصحية: الأرق، الصداع النصفي، الاكتئاب، ارتفاع ضغط الدم، التشنّجات العضلية، الإمساك وغيرها. بعض المدربين على وسائل التواصل الاجتماعي ذهبوا إلى حدّ القول، إنّ تناول المغنيسيوم شرط أساسي «لتكون عضواً فاعلاً في المجتمع». لكن، هل هذا صحيح علمياً؟ وهل يعاني معظم الناس أصلاً من نقص في هذا المعدن؟

مدى انتشار النقص

 

بحسب جامعة تافتس، النقص الحاد في المغنيسيوم نادر نسبياً، ولو كان شائعاً لظهرت أعراض واضحة مثل الغثيان، التشنّجات، وخفقان القلب غير المنتظم.

 

مع ذلك، تشير الدراسات الغذائية في الولايات المتحدة إلى أنّ نصف السكان تقريباً لا يُلبّون الحدّ الأدنى من التوصيات اليومية (310-320 ملغ للنساء و400-420 ملغ للرجال، بحسب العمر). هذا النقص غير الظاهر قد يرتبط على المدى الطويل بأمراض مثل السكّري من النوع الثاني، السكتة الدماغية، أمراض القلب، هشاشة العظام والصداع النصفي، وإن لم يَثبُت وجود علاقة سببية مباشرة.

 

المشكلة أنّ فحوص الدم لا تعكس بدقة مخزون الجسم من المغنيسيوم، ما يجعل من الصعب تحديد ما إذا كان الشخص يحصل على كفايته، فأصبح المغنيسيوم من بين العناصر الغذائية الأكثر إهمالاً.

 

دور المكمّلات

 

الأبحاث السريرية حول فعالية مكمّلات المغنيسيوم ما زالت محدودة وصغيرة النطاق، ونتائجها متباينة. لذلك، لا يمكن الجزم بأنّها علاج ناجع لكل المشكلات المذكورة. ومع ذلك، بعض المؤشرات العلمية تعطي أدلة أولية على فائدتها في مجالات محدّدة:

 

الصداع النصفي: اعتبرت الجمعيّتان الأميركيّتان للأعصاب والصداع، أنّ مكمّلات المغنيسيوم «فعّالة على الأرجح» في تقليل تكرار نوبات الصداع النصفي، بناءً على تجارب سريرية صغيرة أظهرت أنّ تناول 600 ملغ يومياً يُقلّل من عدد النوبات.

 

النوم: وجدت مراجعة علمية، أنّ كبار السن الذين تناولوا 320-729 ملغ يومياً ناموا أسرع بنحو 17 دقيقة من غيرهم، لكن لم يُثبَت تحسّن نوعية النوم أو مدّته.

 

الصحة النفسية: أظهرت مراجعة لـ7 تجارب أنّ المكمّلات قد تُقلّل من أعراض الاكتئاب، وإن كان التأثير متفاوتاً وقد يرتبط بجزء منه بتأثير الدواء الوهمي. وأشارت مراجعات أخرى إلى احتمال المساعدة في حالات القلق.

 

ضغط الدم وسكّر الدم: بيّنت بعض الدراسات قصيرة الأمد أنّ المكمّلات تخفّض ضغط الدم بدرجة طفيفة لدى المصابين به، كما تساعد مرضى السكّري من النوع الثاني في تحسين مستويات السكّر ومؤشرات مقاومة الأنسولين.

 

الإمساك: أظهرت تجارب محدودة أنّ مكمّلات أكسيد المغنيسيوم قد تزيد من حركة الأمعاء لدى المصابين بإمساك مزمن.

 

المغنيسيوم عنصر أساسي يدخل في مئات التفاعلات الحيَوية، منها عمل الخلايا العصبية، انقباض العضلات، تنظيم ضغط الدم وسكّر الدم وإنتاج الطاقة. أفضل وسيلة لتأمينه تبقى عبر الغذاء الغني به مثل المكسرات، البذور، الخضروات الورقية، البقوليات والحبوب الكاملة.

 

المكمّلات قد تكون خياراً مناسباً لمَن لا يتناول هذه الأطعمة بانتظام، لكن مع الحذر. بعض الأنواع تسبّب آثاراً جانبية مثل الإسهال والتقلّصات، فيما تُعتبر أشكال أخرى أكثر لطفاً على المعدة.

theme::common.loader_icon