The Lost Bus: ماثيو ماكونهي يواجه الكارثة
The Lost Bus: ماثيو ماكونهي يواجه الكارثة
مانوهلا دارغيس- نيويورك تايمز
Tuesday, 23-Sep-2025 07:11

يشارك الممثل ماثيو ماكونهي إلى جانب أميركا فيريرا في دراما عالية التوتر من إخراج بول غرينغراس، تُعيد إحياء حريق «كامب فاير» المُميت عام 2018.

تدور أحداث الدراما المركّزة بإحكام «الحافلة المفقودة» على خلفية حريق «كامب فاير» عام 2018 في شمال كاليفورنيا، أحد أسوأ الحرائق في التاريخ الأميركي الحديث.

 

المخرج بول غرينغراس لديه في رصيده عدد من أفلام «جيسون بورن» المشوّقة رفيعة المستوى، وهو أحد أولئك السينمائيِّين الذين يعرفون كيف ينشّطون اللوزة الدماغية، الجزء من دماغك الذي يطلق استجابة الكرّ أو الفرّ.

 

هنا، بمهارات مصقولة وكفاءة شبه مرتزقة، ينتزع انتباهك ويختطف عواطفك، ليخلق تجربة قَلِقة متوترة جسدياً تساعد في إلهاء ذهنك عن تفاهة الكتابة.

 

في الفيلم، استلهم غرينغراس وكاتب السيناريو المشارك براد إنغلزبي قصة أحد الناجين من الكارثة من كتاب غير خيالي صدر عام 2021 بعنوان «الجنة: صراع بلدة واحدة من أجل النجاة من حريق أميركي». الكتاب، الذي كتبته ليزي جونسون، يسرد ما حدث في الحريق ولماذا، من خلال روايات شخصية وتحليل للقضايا الكبرى، بما في ذلك سوء السلوك المؤسسي.

 

إحدى أكثر القصص رعباً هي قصة كيفن مكاي، سائق حافلة مدرسية بدأ دوامه في الساعة 6:45 صباحاً يوم 8 تشرين الثاني 2018. قبل ذلك بوقت قصير، كان خطاف معدني قديم في برج نقل كهرباء عالي الجهد تملكه شركة «باسيفيك غاز آند إلكتريك» قد انكسر، مُشعِلاً ما أصبح يُعرَف بـ «كامب فاير».

 

بكاميرا مضطربة ومونتاج سريع، يضع غرينغراس المشهد، راسماً الخلفية الإقليمية، بينما يُضيّق تركيزه على كيفن (ماثيو ماكونهي، عابس ومُرهَق). أب مطلّق معدم يمرّ بأوقات صعبة، يعيش كيفن في منزل متواضع مع والدته المريضة (كاي مكابي ماكونهي، والدة النجم) ومراهقه الصامت (ليفي ماكونهي، ابنه).

 

كيفن جديد في العمل، الذي يتطلّب منه قطع أميال لنقل الأطفال بين منازلهم والمدرسة الابتدائية. المنطقة جميلة، نموذج أصيل لشمال كاليفورنيا، تتناثر فيها مجتمعات التعدين وقطع الأشجار والزراعة السابقة، والمختبئة في سفوح جبال سييرا نيفادا.

 

سرعان ما يلاحظ كيفن عموداً من الدخان الرمادي الداكن يرتفع بشكل يُنذر بالسوء فوق المنطقة، وسرعان ما سيملأ الهواء، ويحوّل السماء إلى لون أحمر مروّع ويحجب الشمس. يبدو الأمر سيّئاً، لكنّ حرائق الغابات شائعة هنا - وقد جعلها تغيّر المناخ أكثر شيوعاً - وكيفن لديه الكثير في ذهنه، خصوصاً لأنّ كتّاب السيناريو أثقلوا الشخصية بالمشاكل، بما في ذلك زوجة سابقة متذمّرة (كيمبرلي فلوريس). وجودها في الأساس لإطالة القصة والتشكيك بقدرة كيفن على أداء المهمّة البطولية التي سيواجهها قريباً. كليشيه كسول، لا تفعل شخصيّتها سوى إثارة أعصابك وزرع الشكوك بشأن الفيلم.

 

تلك الشكوك تواصل الظهور كلّما نطق أحدهم بالحوار النمطي المؤلم، وحتى بعد اكتمال عناصر القصة، بما في ذلك ضابط في قسم الإطفاء يُدعى راي مارتينيز (يول فاسكيز)، وكذلك 22 طفلاً ومعلّمة واحدة، ماري لودفيغ (أميركا فيريرا)، الذين يقلّهم كيفن من المدرسة.

 

بحلول ذلك الوقت، كانت السماء قد امتلأت بالدخان، الرماد يتطاير، والناس يهرعون للإخلاء. بعض الأهالي تمكنوا من التقاط أطفالهم، لكن ليس جميعهم. وبهذا، تُركت ماري وكيفن ليلعبا دور الأب والأم لأطفال مذعورين، فيما تلتهم النيران المنطقة. وكثيرون غيرهم، علقوا سريعاً في الطرق، وسط ازدحام مروري، وفي بلدة ستتحوّل إلى فخ مُميت.

 

بينما يتنقل غرينغراس بقلق بين الشخصيات المختلفة، متأرجحاً بين العالم الأكبر والحافلة، تتصاعد التوترات. هو حذر نسبياً في كيفية تعامله مع الأطفال، لكنّ رؤية حتى أطفال مُتخيّلين يعانون أمر مزعج.

 

في هذه المرحلة، يجدر بك أن تعرف أنّ كيفن وماري والأطفال يَنجون. قد يُعتبَر ذلك إفشاءً لأحداث الفيلم بالنسبة إلى البعض، لكنّني أتصوّر أنّ مَن لا يعرف القصة الحقيقية قد يعتبره رحمةً أن يعلم أنّ الأشخاص الذين استندت الشخصيات إليهم لم يُحرَقوا حتى الموت، مثل سكان آخرين. في المجمل، توفّيَ 85 شخصاً في حريق «كامب فاير»، ودُمّرت «بارادَيس» إلى حدٍّ كبير.

 

غرينغراس يعرف كيف يُصوّر ويُمنتِج، لكنّ «الحافلة المفقودة» في آنٍ واحد رفيع النوايا واستغلالي أكثر من اللازم ليُقنع. ومهما كانت براعة التصوير والمونتاج، لا يمكن إنقاذ فيلم يقوم على موت مُحدِق بشخصيات مكتوبة بشكل سيّئ ومنظور ضيّق مُحبِط.

 

قصص الأبطال الحقيقيِّين قد تكون مطمئنة، لكن عندما يبقى الأشرار غائبين كما هم هنا، فإنّ ذلك يُسطّح الواقعية ويُحيل الرعب الحقيقي إلى إثارة معلّبة. لذا، يبدو من المهم التذكير أنّ شركة «باسيفيك غاز آند إلكتريك» فشلت مراراً في صيانة خط النقل البالغ من العمر 100 عام. منذ عام 2019، أعلنت إفلاسها، وافقت على دفع 13,5 مليار دولار للناجين من حرائق الغابات، أقرّت بالذنب في عدة تهم بالقتل غير العمد في حريق «كامب فاير»، وخرجت من الإفلاس. وبحسب بيان صحافي حديث للشركة موجّه للمستثمرين، فهي «على المسار الصحيح لتحقيق نتائج مالية قوية عام 2025».

theme::common.loader_icon