أخصائية تغذية
لطالما كان التركيز منصّباً على تقليل الملح (الصوديوم) لحماية القلب من ارتفاع ضغط الدم، وهي نصيحة سليمة ومهمّة، لكن هل يكفي ذلك؟ تشير أبحاث جديدة إلى أنّ هناك سلاحاً أقوى وأكثر فاعلية يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً، وهو البوتاسيوم.
البوتاسيوم في مواجهة الصوديوم
لم يَعُد الأمر مجرّد تقليل الصوديوم، بل أصبح يتعلّق بإعادة التوازن بينه وبين البوتاسيوم. ففي دراسة حديثة، استخدم باحثون نماذج حاسوبية متقدّمة لمحاكاة تأثير هذَين العنصرَين على الجسم.
ركّزت الدراسة تحديداً على فهم كيفية تأثير زيادة البوتاسيوم على وظائف الكلى وإدارة السوائل في الجسم، خصوصاً مع الأخذ في الاعتبار الفروقات الفسيولوجية بين الرجال والنساء.
أظهرت النتائج أنّ زيادة البوتاسيوم تعمل على تقليل امتصاص الصوديوم في الكلى، ما يزيد من طرحه في البول. بعبارة أخرى، كلما زاد البوتاسيوم، زادت قدرة جسمك على التخلّص من الصوديوم الزائد والسوائل المحتبسة، ممّا يؤدّي مباشرةً إلى خفض ضغط الدم.
لماذا قد يكون البوتاسيوم أكثر فاعلية من تقليل الملح؟
يكمن السبب في الآلية المزدوجة التي يعمل بها البوتاسيوم. فهو لا يكتفي بمساعدة جسمك على طرد الصوديوم فحسب، بل يُنشّط أيضاً عملية التبادل بين الصوديوم والبوتاسيوم في خلايا الكلى، ما يساهم في ضبط ضغط الدم.
اللافت في الدراسة، هو أنّ النماذج أظهرت أنّ مضاعفة كمية البوتاسيوم في الغذاء يمكن أن تؤدّي إلى انخفاض ملحوظ في ضغط الدم الانقباضي بمقدار 14 ملم زئبق لدى الرجال و10 ملم زئبق لدى النساء، حتى مع استمرار تناول كمّيات عالية من الصوديوم.
هذه النتائج تذكّرنا بـ»النمط الغذائي التطوري» لأسلافنا الذين كانوا يعتمدون بشكل كبير على الفواكه والخضروات الغنية بالبوتاسيوم، وقليلاً على الصوديوم.
نصائح عملية لزيادة البوتاسيوم في نظامك الغذائي
لتحقيق هذا التوازن، لا تحتاج إلى مكمّلات، بل يمكنك ببساطة دمج المزيد من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم في وجباتك اليومية:
• الفواكه والخضروات: الموز، الأفوكادو، البروكلي، السبانخ، البطاطا الحلوة، الطماطم.
• البقوليات: العدس، الفول، الحمص.
• منتجات الألبان: الزبادي قليل الدسم.
• المكسرات والبذور: اللوز، بذور عباد الشمس.
• الأسماك: سمك السلمون.
نصيحة سريعة
بدلاً من رش الكثير من الملح على البطاطا المقلية، اختر بطاطا مشوية أو مسلوقة، وتناولها مع قشرتها الغنية بالبوتاسيوم. أضف شرائح الأفوكادو إلى سلطتك أو شطيرتك، وتناول موزة كوجبة خفيفة.
هل يجب أن أتوقف عن تقليل الملح؟
بالطبع لا. تقليل الصوديوم وزيادة البوتاسيوم هما وجهان لعملة واحدة. بينما تشير هذه الدراسة إلى أهمية البوتاسيوم، فإنّها لا تلغي أهمية الحذر من الملح. فالحقيقة تكمن في أن تحقيق التوازن بين الاثنين هو المفتاح.
