الدربي يبتسم للنجمة... وبداية قوية للعهد والحكمة
الدربي يبتسم للنجمة... وبداية قوية للعهد والحكمة
Monday, 22-Sep-2025 07:09

في موسم انطلاقة الدوري اللبناني لكرة القدم، حملت الجولة الأولى عدداً من المؤشرات المبكرة حول شكل المنافسة المقبلة، بين فرق تملك خبرة وثقلاً فنياً اعتدناه في المواسم السابقة، وأخرى تسعى إلى تثبيت حضورها في دوري الأضواء، وسط زخم جماهيري لافت وأسماء بارزة صنعت العناوين.

النجمة يربك الأنصار في القمة

 

شكّلت القمة التي جمعت الأنصار، حامل اللقب، بالنجمة، في طرابلس، ذروة الإثارة في الجولة الأولى. ظهر النجمة بقيادة مدربه الجديد راضي الجعايدي بروح مختلفة، فافتتح التسجيل عبر علي الفضل بعد ضغط مبكر، وردّ الأنصار بهدف التعادل بواسطة الجزائري هشام خلف الله بعد تمريرة سحرية من نادر مطر.

 

في الشوط الثاني، سيطر الأخضر لكنّ تألّق الحارس مصطفى مطر حرمه من التقدّم، قبل أن يخطف علي قصاص هدف الفوز للنبيذي (د74). منح الانتصار النجمة دفعة معنوية هائلة، فيما شكّل جرس إنذار مبكر للأنصار الذي بدا بحاجة لإعادة تنظيم الخطوط الثلاثة على رغم من الأداء الهجومي الغزير.

 

العهد: قوّة استعراضية ورسالة مبكرة

 

منذ مباراته الأولى، أكّد العهد أنّه يدخل البطولة بنيّة واضحة: الحفاظ على موقعه كقوة أولى في كرة القدم اللبنانية، بفوز مقنع على الرياضي العباسية بثلاثية نظيفة كشف عن جودة اللاعبين وخبرة المدرب جمال الحاج، على رغم من غياب 3 من عناصره الأساسية (علي الحاج، نور منصور ومحمود زبيب) بداعي الإصابة.

 

وأعاد محمد حيدر التأكيد أنّه لاعب استثنائي، بتوقيع هدف افتتاحي تحوّل إلى لوحة فنية كروية نادرة. وأضاف الكاميروني جيروم إيتامي هدفاً من ركلة جزاء، فيما ختم بلال الصباغ بثالث الأهداف من تسديدة صاروخية، لترتسم صورة فريق منظّم يعرف كيف يُسيطر على مجريات اللعب ويبعث برسالة واضحة لمنافسيه.

 

الحكمة: دربي الأشرفية بلون أخضر

 

على ملعب الرئيس فؤاد شهاب في جونية، كان دربي الأشرفية بين الحكمة والراسينغ مناسبة ليُظهر «الأخضر» أنّه قادم بخيارات هجومية وبتعاقدات صنعت الفارق سريعاً. حمل الفوز 2-0 توقيع لاعبين جدد: المالي ساكو تراوريه افتتح التسجيل بعد تمريرة من إدمون شحادة القادم من الراسينغ نفسه، ثم عزّز المدافع حسين الدر النتيجة برأسية مُحكَمة.

 

لعب الحكمة بأريَحية بعد طرد مدافع الراسينغ أديبايو (د24)، وسيطر بشكل شبه كامل على اللقاء، لكنّه خرج بنقاط 3 من دون استغلال كل الفرص. وبدت إصابة السنغالي بابا ديوب بسيطة ولن تمنعه عن مواجهة الأنصار في الجولة المقبلة.

 

جويّا: الحُلم الجنوبي يبدأ بانتصار تاريخي

 

المفاجأة السارة للجولة جاءت من جويا، الفريق الجنوبي الذي يخوض موسمه الأول في دوري الأضواء. فكان ظهوره الأول مثالياً بفوز كبير على البرج 3-0 في بحمدون.

 

بدا الشوط الأول متكافئاً، لكنّ خبرة وحضور حسن معتوق وزين فرّان قلبت الكفة في الثاني. وسجّل معتوق هدفَين، أحدهما من ركلة جزاء والثاني بانفراد مميّز، فيما اختتم فران بهدف ثالث جميل بعد تبادل كروي.

 

حمل الفوز قيمة مضاعفة لمعتوق شخصياً، إذ انفرد بصدارة الهدافين التاريخيِّين للدوري برصيد 122 هدفاً، متقدّماً على فادي علوش، في لحظة رمزية تؤكّد أنّه ما زال حجر زاوية في كرة القدم اللبنانية.

 

التضامن والصفاء: تعادل اللحظات الأخيرة

 

في ملعب عباس ناصر، انتهت مواجهة التضامن صور والصفاء بتعادل مثير 1-1، بعدما افتتح قاسم حايك التسجيل للصفاء (د82)، قبل أن يردّ إيشاكا ديارا سريعاً بهدف التعادل للتضامن (د84). وأكّدت المباراة أنّ الفريقَين يملكان عناصر قادرة على صناعة الفارق في اللحظات الحرجة.

 

المبرة والساحل: تعادل بارد

 

في المقابل، لم يُقدِّم لقاء المبرة وشباب الساحل ما يُرضي الجماهير، إذ انتهى بالتعادل السلبي على ملعب العهد. وكشفت المباراة عن حاجة الفريقَين إلى المزيد من الانسجام والوقت، خصوصاً على مستوى اللاعبين الأجانب.

 

وأظهر محمد كونيه، محترف المبرة، إمكانيات جيّدة، لكنّه لم يجد المساندة الكافية لترجمة حضوره إلى أهداف. قد تُعدّ النقطة الواحدة بداية مقبولة، لكنّها لا تُلبِّي طموحات أي من الفريقَين.

 

الغلبة للمدرب المحلي

 

على مستوى الأجهزة الفنية، بدا واضحاً الطابع المحلي الغالب، إذ يقود 9 مدربين لبنانيِّين فرق الدوري الـ12، مقابل 3 أجانب فقط: الصربي دراغان يوفانوفيتش (الأنصار)، التونسي راضي الجعايدي (النجمة)، والسوري حسين عفش (الراسينغ). فيما يمنح استمرار 6 مدربين مع أنديتهم من الموسم الماضي قدراً من الاستقرار، لكنّه يضعهم أيضاً أمام تحدّيات أكبر في مواصلة التطوير.

 

بداية مشجّعة

 

النتائج عكست صورة متباينة: فرق كالعهد والحكمة وجويا بدأت بثبات ووجّهت رسائل قوة، فيما فرق أخرى لا تزال تبحث عن إيقاعها كالمبرة والساحل.

 

اللافت أنّ الأسماء المخضرمة كحيدر ومعتوق كانت حاضرة بقوة، مانحةً البطولة قيمة مضاعفة من حيث المتابعة والجاذبية. أمّا على المستوى الفني، فإنّ مَيل الكفة نحو المدرّبين المحليِّين يضع الدوري أمام تجربة ستكشف لاحقاً إن كان الرهان على الكوادر الوطنية سيحمل الاستمرارية والنجاح.

theme::common.loader_icon