بعد حديثه عن الهواتف.. أبعاد خطيرة يحملها تصريح نتنياهو
بعد حديثه عن الهواتف.. أبعاد خطيرة يحملها تصريح نتنياهو
Thursday, 18-Sep-2025 15:27

في تصريح أثار جدلاً واسعاً، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائه وفداً من الكونغرس الأميركي:"هل لديكم هواتف محمولة؟ أنتم تحملون قطعة من إسرائيل بين أيديكم".


واعتبر أن الكثير من الهواتف مصدرها إسرائيل، مشيداً بقدرة بلاده على صناعة الأدوية والأسلحة والتقنيات الحديثة.


رغم أن التصريح قد يبدو للوهلة الأولى تفاخرًا بالتقدم التكنولوجي، إلا أن مختصين وخبراء أمنيين في مصر والمنطقة قرأوا هذه العبارة بوصفها إعلانًا استراتيجيًا يحمل أبعادًا خطيرة، تتجاوز حدود الاقتصاد إلى الأمن القومي والسيطرة الرقمية.


تصريحات نتنياهو تكشف عن محاولة متعمدة لترسيخ صورة إسرائيل كقوة تكنولوجية عظمى. لم تعد إسرائيل تعتمد فقط على تفوقها العسكري، بل أصبحت تسعى إلى فرض نفوذ غير مباشر على الأفراد والدول عبر التكنولوجيا الذكية.

هذا النمط الجديد من السيطرة، الذي يعتمد على اختراق الحياة اليومية للمستخدمين، يُعد امتدادًا لنفوذ قد لا يكون مرئيًا، لكنه أكثر عمقًا وتأثيرًا.


وفق تحليل الدكتور محمد محسن رمضان، رئيس وحدة الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني بمركز العرب للأبحاث والدراسات في مصر، في مقابلة مع "العربية"، ان هذا التصريح يُثير تساؤلات جوهرية حول مدى تغلغل المكونات الإسرائيلية في الهواتف الذكية.

ولفت الى إمكانية وجود "أبواب خلفية" في العتاد أو البرمجيات، تتيح التجسس أو التعطيل أو جمع البيانات الحساسة، مشيرا الى خطر الاستغلال في أوقات الأزمات، ما يجعل الهواتف أداة للهيمنة التقنية بدل أن تكون وسيلة تواصل فقط.

واعتبر أن إسرائيل تُعد من أهم المطورين عالميًا في مجال الشرائح الإلكترونية والمعالجات الدقيقة، مما يعزز مخاوف السيطرة على البنية التكنولوجية العالمية.


من جانبه، أكّد اللواء محمود الرشيدي، مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق لأمن المعلومات، في حديث مع "العربية" أن الهواتف المحمولة أصبحت مفتاح الهوية الرقمية للمستخدمين.

ورأى أن وجود مكونات إسرائيلية فيها يعني إمكانية الوصول إلى بيانات حساسة مثل الحسابات البنكية، المواقع الجغرافية، الصور، وجهات الاتصال... إلخ. هذا الأمر يجعل أي دولة تعتمد على هذه التكنولوجيا عرضة للابتزاز الرقمي أو الاختراق السيادي.


وأشار الرشيدي إلى مثال عملي تمثل في تفجير أجهزة "البيجر" في لبنان عبر ثغرات تقنية، ما أسفر عن وقوع ضحايا، مؤكداً أن التكنولوجيا يمكن أن تُستخدم كسلاح في الحروب الرقمية.


وللتعامل مع هذا التحدي، ينصح اللواء الرشيدي بعدة أمور، منها توطين الصناعات التكنولوجية وتطوير بدائل محلية تقلل من الاعتماد على الخارج، وثانيها إجراء مراجعات أمنية دقيقة للمكونات التقنية المستخدمة في الهواتف وأجهزة الاتصالات، وثالثها تنويع مصادر الاستيراد حتى لا تكون أي دولة رهينة لمصدر واحد.


ودعا مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق إلى تطوير استراتيجيات للأمن السيبراني تشمل كشف وإدارة الثغرات المحتملة، والتعاون العربي - الإقليمي لتأسيس بنية تحتية رقمية مشتركة تُغني عن الاعتماد على إسرائيل أو غيرها.

theme::common.loader_icon