تحمل عودة دوري أبطال أوروبا معها فرصة للاعبين الذين لا يتصدّرون العناوين عادةً ليَسطعوا. ومع تقديم المرحلة الأولى من البطولة لـ8 مباريات مضمونة، يتمكّن اللاعبون في الأندية الصغيرة من اعتلاء المشهد في المسابقة الأهم على مستوى القارة.
هذا الموسم، يجد بعضهم أنفسهم في بيئات جديدة، مثل الإيراني مهدي طارمي (33 عاماً)، وصيف النسخة الماضية مع إنتر وقائد هجوم أولمبياكوس حالياً، فيما يرث آخرون، مثل جان أوزون (19 عاماً) وجان-ماتيو باهويا (20 عاماً)، شابَي أينتراخت فرانكفورت، أدواراً أكبر.
فرانيو إيفانوفيتش (بنفيكا)
إنتهز المهاجم فانجيليس بافليديس فرصته الموسم الماضي لصناعة اسمه بـ7 أهداف في دوري الأبطال، أبرزها ثلاثية خلال 30 دقيقة ضدّ برشلونة.
ما زال يشكّل بافليديس النقطة المحوَرية لبنفيكا في منطقة الجزاء، لكنّ الاهتمام الآن يتركّز على زميله الكرواتي الجديد، فرانيو إيفانوفيتش (21 عاماً)، المنضم من يونيون سانت-جيلواز بعد تسجيله 20 هدفاً وصناعته 5 تمريرات حاسمة في بلجيكا.
لمسته للكرة نقية، ما يتجلّى في حقيقة أنّ قيمة أهدافه المتوقعة على المرمى (xGO) بلغت 20,3، أعلى من قيمة أهدافه المتوقعة (xG) البالغة 17,7. وهذا يعني أنّ دقة تسديداته رفعت جودة فرصه، وهو مؤشر على مهاجم حاسم من الطراز العالي في طَور التكوين. لكنّه أهدر 19 فرصة كبيرة، ما يعكس كلاً من كثافة الفرص المتاحة له وحاجته إلى مزيد من الصقل. قادر على التسديد والتمرير بالقدمَين، يراوغ بسرعة في المساحات الضيّقة، ويمزج بين تحرّكات قصيرة لتسلّم الكرة وانطلاقات مفاجئة نحو الأمام. معاً، أصبح لدى بنفيكا مهاجمان مميّزان: كلاهما يستخدم القدمَين، لكن مع خصائص مختلفة، ما يجعلهما مثيرَين للمشاهدة وضامنَين لإرباك الدفاعات.
كاسبر هوغ (بودو/غليمت)
يعتمد نموذج التعاقد في بودو على اكتشاف المواهب الشابة من الدوريات الأقل تقديراً، والمهاجم الدنماركي كاسبر هوغ (22 عاماً)، القادم من ستابيك النروجي، أحدث نجاحاته إذ سجّل 12 هدفاً في 23 مباراة الموسم الماضي خلال فوز غليمت باللقب، ثم واصل التألق بإحراز 16 هدفاً وصناعة 5 تمريرات حاسمة في 20 مباراة بالدوري. كان تقدّمه واضحاً من خلال تحرّكاته الأذكى داخل منطقة الجزاء، وثقته الأكبر في التعامل مع العرضيات، وتحسّن لعبه كمحطة لزملائه.
يوفّر هوغ (1,88 م) حضوراً قوياً في الهواء، وهو متحرّك في التحوّلات، قادر على تثبيت المدافعين وربط الوسط بالهجوم. وعلى رغم من أنّ إصابة في الفخذ ما زالت تؤرقه، فإنّه عندما يكون لائقاً يُصبح ركيزة أساسية في الحملة الأوروبية لغليمت الذي يعتمد على الإيقاع والإمداد من الأطراف، ممّا يجعله نقطة ارتكاز طبيعية، هدفاً ومسهّلاً للعب في آنٍ.
جان-ماتيو باهويا (فرانكفورت)
على مدى نافذتَي انتقالات، باع فرانكفورت عمر مرموش (مانشستر سيتي) وهوغو إيكيتيكي (ليفربول)، ما يعكس نموذجه القائم على البيع بأعلى سعر، لكنّه يُسلّط الضوء أيضاً على حاجته إلى نواة هجومية جديدة. يعتمد نظام دينو توبمولر (3-4-2-1)، ويتحوّل أحياناً إلى (4-2-3-1)، على صانعَي لعب خلف المهاجم، والمؤشرات الأولى توحي بأنّ جان-ماتيو باهويا وجان أوزون هما الثنائي المطلوب.
انضمّ باهويا من أنجيه العام الماضي، وقضى موسمه الأول على الهامش. هذا العام، انفجر، مسجّلاً هدفَين في الفوز على فيردر بريمن. بعد عام من التكيّف، كان صعوده سريعاً، مع إشادة المدربين بنضجه واستعداده لتحمّل المسؤولية في الثلث الأخير، إذ يدخل من الجهة اليسرى ويرتبط بشكل طبيعي مع أوزون.
جان أوزون (فرانكفورت)
التركي أوزون، صانع ألعاب متقدّم، انضمّ من نورنبرغ الصيف الماضي وانتقل من لاعب دَور إلى لاعب أساسي. بعد 20 مشاركة الموسم الماضي، 6 منها كأساسي (سجّل خلالها 4 أهداف وصنع هدفاً)، بدأ العام بـ3 أهداف وتمريرتَين حاسمتَين (ضدّ بريمن) في 3 مباريات، بينها تسديدة صاروخية.
أُوكِل إليه القميص رقم 10 بعد ماريو غوتزه، فتألّق في المساحات النصفية، ممرّراً الكرات إلى باهويا أو مسدّداً مبكراً. معاً، يمنحان فرانكفورت فرصة جديدة جريئة، بفضل سرعتهما ومباشرتهما، ممّا يناسب مواجهات دوري الأبطال المليئة بالهجمات المرتدة، مع انضمام الياباني ريتسو دوان لإضفاء مزيد من الإبداع.
ماغنيس أكليوش (موناكو)
التدفّق المستمر للمواهب الهجومية في موناكو لا يُظهر أي تباطؤ، وماغنيس أكليوش (23 عاماً) بات أحدث صانع لعب أساسي في القائمة، فسجّل 7 أهداف وصنع 12 الموسم الماضي، متصدّراً الفريق في خلق الفرص، ومثبِّتاً نفسه على الجهة اليمنى، حيث يقطع إلى الداخل للارتباط بإلييس بن صغير وفولارين بالوغون.
بدأ أكليوش الموسم بالنسق عينه، مسجّلاً هدفَين وصانعاً هدفاً في أول 3 مباريات، بينها أداء حاسم ضدّ ستراسبورغ منحه أول استدعاء إلى المنتخب الفرنسي، ليشارك ضدّ أوكرانيا.
مهدي طارمي (أولمبياكوس)
يقيس أولمبياكوس نفسه أوروبياً، وطارمي يمتلك الخبرة المناسبة لذلك، إذ انضمّ من إنتر ولدَيه ما يُثبته.
بنى طارمي سمعته في بورتو، بتسجيله باستمرار وتصدُّر ترتيب هدافي الدوري البرتغالي في 2022-2023، قبل أن يساعد إنتر في بلوغ نهائي دوري الأبطال. بدأ بقوّة في اليونان بثنائية خلال 21 دقيقة ضد بانسيرا، مبرزاً مهارته في إيجاد المساحات والإنهاء السريع.
أمام أولمبياكوس مجموعة صعبة، لكنّ المواجهات السهلة تمنحه فرصاً. ومع أكثر من 50 هدفاً في 80 مباراة مع إيران، يُقدِّم طارمي حدّة هجومية مَوثوقة قادرة على حسم الليالي الأوروبية المتكافئة.