كيف نجح سيتي بتمزيق يونايتد؟
كيف نجح سيتي بتمزيق يونايتد؟
Monday, 15-Sep-2025 07:07

سجّل النروجي إرلينغ هالاند هدفَين، فيما هيمن مانشستر سيتي على مانشستر يونايتد، المُبعثَر بقيادة روبن أموريم، في دربي المدينة على ملعب «الاتحاد»، ضمن منافسات الدوري الإنكليزي الممتاز.

في ظهوره الأول مع سيتي، أنقذ الحارس الإيطالي جانلويجي دوناروما تسديدة في الشوط الأول لبنيامين شيشكو، الذي خاض مباراته الأولى في الـ«بريميرليغ»، فيما تجنّب الحارس التركي ألتاي بايندير الإحراج بصعوبة، إثر لمسة ثقيلة من تمريرة خلفية، على رغم من احتفاظه بمكانه على حساب الوافد الجديد سين ليمنس.

 

لكنّ بايندير وجد نفسه يلتقط الكرة من شباكه عندما اخترق جيريمي دوكو الدفاع ومرّر عرضية لفيل فودن الذي سجّل ثالث أهدافه فقط بالرأس في الدوري (د18). وضاعف هالاند النتيجة إثر بناء هجمة ذكية (د53)، وكان بإمكانه تسجيل هدف آخر حين راوغ بايندير لكنّه اصطدم بالقائم.

 

لم يهمّ الأمر، إذ عاد هالاند وانفرد بالمرمى وسجّل الثالث بانطلاقة من نصف ملعبه (د68). كما أتيحت فرصة مشابهة لتياجني ريندرز لكنّه أضاعها بتسديدة جانبية. هذا الفوز رفع سيتي إلى المركز الثامن، فيما تراجع يونايتد إلى المركز الـ14 بفوز واحد فقط في 4 مباريات.

 

كيف أضاع هالاند وكَم سيُسجّل بعد؟

 

لأي لاعب آخر، تسديد الكرة في القائم من فرصة هائلة في دربي مانشستر قد تكون كافية لزعزعة ثقته بنفسه. لكنّ هالاند ليس من هذا النوع من المهاجمين. كانت فرصة ضائعة كارثية من مسافة 5 أمتار (د55)، لكنّه لم يتأثر. لماذا؟ لأنّه ببساطة واحد من أكثر المهاجمين غزارة للأهداف في أوروبا، ولأنّه سجّل هدفاً قبل دقائق فقط.

 

إنهاء رائع بكرة ساقطة من الجهة اليسرى داخل منطقة الجزاء وضع سيتي في المقدّمة بهدفَين، لكنّ هالاند كان متعطّشاً للمزيد. وفي هجمة مرتدّة، تلقّى تمريرة من برناردو سيلفا وانفرد من الجهة اليمنى ليسدّد الكرة ببرودة في مرمى بايندير، مسجّلاً ثنائيته الثانية هذا الموسم. أخذ وقته في التفكير قبل التسديد، لكنّ اللمسة كانت مثالية لترتدّ من القائم إلى الشباك، معلنةً الهدف الثالث لسيتي.

 

ورفع هالاند رصيده إلى 5 أهداف في أول 4 مباريات، وإلى 7 أهداف هذا الأسبوع وحده، بعد أن دكّ شباك مولدوفا بخماسية مع منتخب النروج. الفرص قد تأتي وتذهب، لكنّ هالاند سيبقى دائماً في حالة صَيد للفرصة التالية، كما يفعل جميع المهاجمين من الطراز العالمي.

 

هل نجحت رهانات أموريم في التشكيلة؟

 

على رغم من أنّه كشف الكثير عن تشكيلته في المؤتمر الصحافي، فإنّ أموريم فاجأ الجميع عند إعلان التشكيلة. بدأ مانويل أوغارتي، الذي خرج بين الشوطَين ضدّ غريمسبي تاون، في خط الوسط. فجلس كاسيميرو، برفقة كوبي ماينو كما كان متوقعاً، على مقاعد البدلاء.

 

اعتبر أموريم إنّ إشراك أوغارتي جاء من منظور «تكتيكي»، لأنّه أراد من لاعبيه أن يُغطّوا المساحات ويضغطوا. وللإنصاف، قدّم الأوروغوياني ذلك عندما بدا يونايتد نشيطاً ومندفعاً.

 

لكنّ التغيير لم ينجح. حتى صلابة أوغارتي في الافتكاك لم تستطع سدّ الفجوات التي تتسع أسبوعاً في خط الوسط الذي أصبح مستهدفاً دوماً ويُتجاوز ويُتفوَّق عليه عددياً من الخصوم.

 

ارتكب برونو فرنانديش الخطأ عينه مجدّداً، إذ غفل عن متابعة خصمه في الهدف، كما فعل أمام فولهام. الإصابات منحت أموريم الفرصة لإعادة قائده إلى مركز صانع الألعاب، لكنّه أصرّ على إشراكه في العمق، وظلّت مشاكل يونايتد كما هي.

 

أمّا القرارات الأخرى فكانت متوقعة: تأكيد أموريم أنّ بايندير سيبدأ في المرمى، على رغم من طبيعته المتوتّرة التي لم يتخلّص منها حتى في الدربي.

 

بالنسبة إلى إشراك شيشكو أساسياً لأول مرّة في الدوري، فقد كان حاضراً بدنياً في الأمام، لكنّه غالباً معزول. راهن أموريم في كل هذه القرارات، ولم ينجح أي منها.

 

ما سرّ الأداء المميّز لفودن؟

 

عندما سُئل بيب غوارديولا عن مدى أهمّية استعادة فيل فودن لمستواه الذي منحه جائزة أفضل لاعب في إنكلترا قبل موسمين، كان حاسماً: «إنّه الأول. يبحث عن الروح والشعور بالسعادة والبهجة في كل حصة تدريبية».

 

في أول مباراة له أساسياً، لم يستغرق الأمر سوى 18 دقيقة لتعلو البهجة وجه فودن. بلعبه في دور مركزي فيما تحوّل برناردو سيلفا إلى الجهة اليمنى، وجد نفسه في المكان المثالي داخل منطقة الجزاء.

 

انطلق إلى الركن، ممسكاً بقميصه ومشيراً إلى الشعار قبل أن ينزلق على ركبتَيه. بعد موسم صعب عانى فيه ذهنياً، كما اعترف، بدا الارتياح واضحاً.

 

بقية المباراة لعب فودن بعفوية. عادت الحماسة الطفولية. أمتعَ بتدويرة خلفية في الشوط الأول، ثم صنع تمريرة سحرية بمهارة «إلاستيكو» في الهدف الثاني.

 

كيف فتح سيتي دفاع يونايتد؟

 

إحدى أبرز الانتقادات لنظام أموريم التكتيكي أنّه يمكن التنبّؤ به بسهولة. إلى درجة أنّ مدرّبي الخصوم باتوا يتحدّثون علناً عن كيفية تفكيك شكل يونايتد بعد مواجهتهم.

 

بعد التعادل 1-1، أقرّ ماركو سيلفا، مدرب فولهام: «كنّا نعرف كيف يدافعون ونعرف أنّهم يُحبّون الضغط من خط الدفاع الخماسي. إذا لم نمنحهم أجساداً يضغطون عليها، يمكننا خلق تفوّق عددي في الوسط. نعرف أنّهم يلعبون بلاعبَي وسط فقط، فحاولنا أن نضغط بـ3 ولاعب إضافي (أليكس إيووبي). الأمر كان بهذه البساطة».

 

لينجح سيتي في كسر دفاع يونايتد (د18)، كانت الخطة بتلك البساطة: وضع لاعبين بين الخطوط وثبّت قلب الدفاع الجانبي لمنعه من التقدّم. أظهر دوكو مهارة مذهلة في المراوغة، لكنّ الفضل يُمنح أيضاً لريندرز الذي أشغل لوك شو ليفتح المجال أمام البلجيكي لتلقّي الكرة بحرّية.

 

الغريب أنّ يونايتد كان يلعب بكامل لاعبيه الـ11 خلف الكرة، عندما مرّر رودري الكرة إلى دوكو، ما يوضّح مدى سهولة تجاوز شكلهم الدفاعي.

theme::common.loader_icon