على مستوى الداخل، حضر الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت وغادر، تاركاً في جعبة اللبنانيين تأكيداً متجدداً على حضور فرنسي فاعل وبزخم في الملف اللبناني بتوجيه مباشر من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وتعويلاً على المؤتمر الموعود لحشد الدعم للبنان في تشرين المقبل.
وإذا كان لودريان قد اكّد على جدّية باريس في مساعدة لبنان على تجاوز أزمته وترسيخ أمنه واستقراره، والدفع قدماً بالخطوات الإصلاحية إلى الأمام، إلّا أنّ مصدراً على اطلاع وثيق على مهمّة لودريان، قدّر عبر «الجمهورية»، «الدور الفرنسي والرعاية التي يوليها الرئيس ماكرون للبنان»، إلّا أنّه أكّد في المقابل «أنّ ما يهمّنا هو ان تكون زيارات الموفدين مجدية ومنتجة، وليست زيارات عاطفية لملء الفراغ أو لمحاولة البحث عن دور أو إحياء دور متراجع».
ولفت المصدر إلى «انّ لبنان، عبّر من خلال كل مستوياته الرسمية عن استعداده للتجاوب مع كلّ مسعى من الدول الصديقة، وتحديداً من قبل فرنسا، يمكّنه من تجاوز أزمته، ولفرنسا تاريخ مشهود لها في هذا المجال منذ سنوات طويلة في مؤتمر باريس 1 وباريس 2 وباريس 3، لتوفير شبكة أمان سياسي واقتصادي ومالي واجتماعي في لبنان، والرئيس ماكرون نفسه زار لبنان أكثر من مرّة، ولودريان حضر إلى لبنان بزيارات ومهام مشابهة لا تُعدّ ولا تُحصى؛ عشر مرّات وربما اكثر. وثبت بالملموس انّها وعود لم تدخل حيز التنفيذ الحقيقي، ولو عُمِل بها لكان وضع لبنان مختلفاً بصورة جذرية عمّا هو عليه الآن. لكن التجربة مع كل هذه المساعي، أكّدت بما لا يقبل أدنى شك، انّ فرنسا ليست اللاعب الوحيد في لبنان، بل هناك لاعبون آخرون وأساسيون يتقّدمون على الفرنسيين، أي الأميركيون الذين لهم مقاربتهم المختلفة للملف اللبناني في كافة جوانبه».