يخيّم الهدوء على المشهد الداخلي اللبناني، في وقت تشهد فيه الساحة السياسية نشاطًا حكوميًا ملحوظًا. وقد توالت الترحيبات بقرار مجلس الوزراء الأخير المتعلق بإنشاء الهيئتين الناظمتين لقطاعي الاتصالات والكهرباء.
في موازاة ذلك، يستمر العمل على معالجة الملفات الساخنة، وفي مقدمتها ملف السلاح غير الشرعي. وقد أعلن رئيس لجنة الحوار اللبناني–الفلسطيني رامز دمشقية، أن عملية تسليم السلاح في مخيم البداوي ستنطلق غدًا وتستمر لمدة ثلاثة أيام، لتنتقل لاحقًا إلى مخيم عين الحلوة. وأوضح أن الفصائل المنضوية تحت منظمة التحرير الفلسطينية ستبدأ عملية التسليم، في حين يتواصل الحوار مع حركة "حماس" بهذا الشأن. وتوقعت اللجنة طي هذا الملف بالكامل مع نهاية الشهر الجاري.
معيشيًا، طمأن رئيس الحكومة نواف سلام، خلال استقباله وفد رابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية برئاسة العميد شامل روكز في السراي الحكومي، بأن الهبة التي كانت تصرف للعسكريين بشكل غير منتظم، ستُصرف شهريًا بصورة دائمة ومن دون أي عراقيل.
في السياق المالي، أعلن مصرف لبنان أن احتياطات البلاد من النقد الأجنبي ارتفعت إلى 11.3 مليار دولار حتى منتصف عام 2025، فيما بلغت قيمة احتياطات الذهب 30.28 مليار دولار، مدعومة بارتفاع أسعار المعدن الأصفر عالميًا.
إقليميًا، استدعت دولة الإمارات نائب السفير الإسرائيلي دايفيد هورساندي، حيث أبلغته وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، إدانة أبوظبي الشديدة لـ"الاعتداء الإسرائيلي السافر" على قطر، وللتصريحات "العدوانية" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وفي تطور لافت، وبعد الضربة الإسرائيلية الأخيرة التي طالت قيادات من "حماس" في قطر، أعلنت حركة "حماس" أن خليل الحية، رئيس الحركة في قطاع غزة، أدى صلاة الجنازة على نجله وضحايا الهجوم في الدوحة. ويعتبر الإعلان تأكيدا رسميا من حماس على أن الحية لا يزال على قيد الحياة، بعد الأنباء المتضاربة التي جرى تداولها بشأن مصيره خلال اليومين الماضيين.
وفي خطوة دولية بارزة، تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة "إعلان نيويورك"، الداعي إلى خطوات ملموسة وزمنية لا رجعة فيها نحو حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين، مع استبعاد واضح لحركة "حماس".
وجاء الإعلان، المؤلف من سبع صفحات، نتاج مؤتمر دولي نظمته السعودية وفرنسا في تموز الماضي بالأمم المتحدة. وقد حصل القرار الداعم للإعلان على 142 صوتًا مؤيدًا، مقابل 10 معارضة، وامتناع 12 دولة عن التصويت.
إسرائيل رفضت القرار واعتبرته "مشجعًا لحماس على الاستمرار في الحرب"، فيما رحب به نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ، واعتبره "تعبيرًا عن الإرادة الدولية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني"، كما أيده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مؤكدًا على منصة "إكس" أن الإعلان "يمهد لمسار لا رجعة فيه نحو السلام"، مشيدًا بدور بلاده والسعودية في دفع المبادرة.
دوليًا، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير ماركو روبيو سيتوجه إلى إسرائيل السبت، للقاء القادة الإسرائيليين وبحث عملية "عربات جدعون 2"، إضافة إلى التأكيد على التزام واشنطن بأمن إسرائيل، ومنع عودة "حماس" إلى السيطرة على غزة. وتشير تقارير إسرائيلية إلى أن رئيس الوزراء نتنياهو قد يعرض على روبيو خطة لتهجير الفلسطينيين من القطاع.
وفي سياق آخر، صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهجته تجاه موسكو، مؤكدًا أن "صبره بدأ ينفد" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومهددًا بفرض عقوبات إضافية على القطاعين المصرفي والنفطي الروسيين، إضافة إلى زيادات جمركية محتملة.
من جهته، أعلن الكرملين أن محادثات السلام مع أوكرانيا "متوقفة"، مشيرًا إلى أن جهود ترامب لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف لم تحقق تقدماً يُذكر.