تعد العيون أكثر من مجرد وسيلة للرؤية، فهي لغة صامتة تحمل في ألوانها هوية الإنسان وتفاصيل تميّزه. وعلى مستوى العالم، يُعد اللون البني الأكثر شيوعًا، يليه الأزرق، بينما تبقى العيون الخضراء الأندر بنسبة لا تتجاوز 2%.
يكمن سر لون العين في القزحية، التي تحتوي على صبغة الميلانين. العيون البنية غنية بالميلانين، في حين تكاد الزرقاء تخلو منه، أما اللون الأخضر فينتج عن مزيج بين كمية معتدلة من الميلانين وتأثير الضوء. اللون الأزرق تحديدًا ناتج عن ظاهرة تأثير تيندال الفيزيائية، التي تفسر أيضًا زرقة السماء.
على عكس النظرية القديمة التي ربطت لون العين بجين واحد، أثبتت الدراسات الحديثة أن عشرات الجينات تتحكم في هذا التلوين، ما يفسر اختلاف الألوان حتى بين الأشقاء. ويولد بعض الأطفال، خصوصًا في أوروبا، بعيون زرقاء موقتًا قبل أن يتغير اللون مع تراكم الميلانين خلال الطفولة.
من الظواهر النادرة تغاير لون العينين (Heterochromia)، حيث تختلف العينان في اللون أو تظهر ألوان متعددة داخل القزحية الواحدة. وتكون هذه الحالة أحيانًا وراثية أو نتيجة إصابة، وقد اشتهر بها عدد من المشاهير.