في إطار زيارته إلى لبنان، استهل الموفد الفرنسي جان إيف لودريان لقاءاته الرسمية من قصر بعبدا، حيث اجتمع برئيس الجمهورية العماد جوزاف عون. وخلال اللقاء، أعرب الرئيس عون عن امتنانه للدور الذي يلعبه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في التحضير لعقد مؤتمرين لدعم الجيش اللبناني، وإعادة الاعمار. وجدد الرئيس عون شكر لبنان للدور الذي لعبه الرئيس ماكرون والديبلوماسية الفرنسية في التجديد للقوات الدولية سنة وأربعة اشهر كقوة عملانية، وسنة كاملة للمباشرة بالانسحاب من الجنوب، معتبراً ان هذه المدة ستجعل مغادرة القوات المشاركة في "اليونيفيل" منظمة، وتوفر المهل الضرورية للجيش اللبناني لكي يزيد إمكاناته وقدراته لاسيما اذا ما انسحب الإسرائيليون واوقفوا اعتداءاتهم.
وابلغ لودريان خلال استقباله له قبل ظهر اليوم، ان لبنان ماض في انجاز الإصلاحات الاقتصادية والمالية ليس فقط لانه مطلب دولي، بل لقناعة لبنانية راسخة بأن هذه الإصلاحات تشكل مدخلا أساسيا لعملية النهوض الاقتصادي. واكد الرئيس عون للودريان ان الحكومة تعمل على انجاز مشروع قانون الفجوة المالية خلال شهر أيلول الجاري واحالته الى مجلس النواب لدرسه واقراره، وذلك بعد صدور قانون السرية المصرفية وإعادة تنظيم المصارف وغيرها من الإجراءات والتدابير.
وأشار الرئيس عون الى ان الجيش يواصل تطبيق الخطة الأمنية بدءا من منطقة جنوب الليطاني لسحب كل المظاهر المسلحة من جميع الأطراف اللبنانيين والفلسطينيين، لكن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لعدد من الأراضي اللبنانية يحول دون استكمال انتشار الجيش حتى الحدود الدولية. وقال ان لبنان طالب مرات عدة بإلزام إسرائيل بالتقيد بالاتفاق الذي أعلن في 27 تشرين الثاني الماضي، الا ان كل الدعوات لم تلق أي تجاوب من الجانب الإسرائيلي الذي يواصل اعتداءاته على لبنان، ولم يُعِد حتى الساعة أي من الاسرى اللبنانيين، ولم يلتزم تطبيق القرار 1701. واكد ان أي ضغط فرنسي او أميركي على إسرائيل للتجاوب مع إرادة المجتمع الدولي بوقف الاعمال العدائية ضد لبنان، سوف يساعد على استكمال الخطة الأمنية التي وضعها الجيش ورحب بها مجلس الوزراء الأسبوع الماضي.
بدوره، اطلع لودريان الرئيس عون على نتائج الاتصالات المشجعة التي اجراها في المملكة العربية السعودية اول من امس، لافتا الى ان الإجراءات التي اتخذها لبنان في 5 آب و 5 ايلول، ومنها الخطة التي وضعها الجيش لتحقيق حصرية السلاح، وكذلك اصدار قوانين إصلاحية في المجالين الاقتصادي والمالي، شكلت خطوات إيجابية من شأنها ان تساعد في زيادة الدعم الخارجي للبنان في المجالات كافة.
هذا وعقد مجلس الوزراء بعد الظهر جلسة في قصر بعبدا، على جدول اعمالها 11 بنداً.
واقر مجلس الوزراء الترخيص لشركة ستارلينك لبنان لتقديم خدمات توزيع الانترنت على كامل الأراضي اللبنانية عبر الأقمار الاصطناعية المشغلة من قبل شركة Space X. كما عيّن مجلس الوزراء الهيئة النّاظمة لكلّ من قطاعَي الاتصالات والكهرباء.
وبعد الجلسة، اشار وزير الإعلام المحامي بول مرقص، الى ان "رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون أكّد أنّ إقرار مشروع الموازنة أمر أساسيّ، وانه سيشارك في القمّة العربيّة التي أعلن عنها بعد العدوان الإسرائيلي على قطر".
وذكر مرقص بان "رئيس الحكومة نواف سلام لفت إلى أنّ اللقاء مع الموفد الرئاسيّ الفرنسيّ جان إيف لودريان تركّز على مؤتمر دعم الجيش ومؤتمر إعادة الإعمار والتعافي ومؤتمر الإستثمار "بيروت 1".
واشار الى انه تم ارجاء البتّ في مطمر الجديدة. واوضح ان "ملف الجمارك لم يكن مطروحا على طاولة مجلس الوزراء".
وردا على سؤال، اكد مرقص ان "مجلس النواب هو المسؤول عن تعديل قانون الإنتخابات، ووزير الداخليّة أكّد ضرورة إجراء الإنتخابات في موعدها".
اقتصادياً، اشار صندوق النقد الدولي، الى أنّه "سيتعين على لبنان إجراء برنامج إصلاح شامل، وسيحتاج إلى دعم كبير من الشركاء الخارجيين، ويفضّل أن يكون هذا الدعم بشروط ميسّرة للغاية". وتابع: "المناقشات مستمرة بشأن القطاع المالي في لبنان وحل المشكلات جزء مهم من برنامج الإصلاح".
كما أكد وزير المالية ياسين جابر "أهمية التنسيق مع الشركاء الدوليين لمواكبة الاصلاحات التي تقوم بها الحكومة، وبخاصة وزارة المالية"، مشيرا أمام وفد زاره من مركز المساعدة الفنية للشرق الأوسط METAC والذي ضم: المديرة الجديدة للمركز Monique Newiak والمدير السابق Holger Floerkemeier والخبيرة الاقتصادية Christel Hanna، في حضور مدير المالية العام جورج معراوي والمستشارة كلودين كركي، إلى "أن الدعم الذي يقدمونه ضروري في مستوياته الإدارية والمالية لتسهيل عمل الخبراء المختصين".
إلى سوريا، حيث أشارت وزارة الداخلية السورية الى انها ألقت القبض على خلية تابعة لـ"حزب الله" بريف دمشق الغربي، تدربت في لبنان وخططت لتنفيذ عمليات في البلاد. وأوضحت أنّها ضبطت مع الخلية منصات إطلاق صواريخ و19 صاروخ غراد وذخائر.
في المقابل، صدر عن العلاقات الإعلامية في "حزب الله"، بيان، تعليقاً على بيان وزارة الداخلية السورية. وجاء في نص البيان:
"تنفي العلاقات الإعلامية في حزب الله جملة وتفصيلًا ما أوردته وزارة الداخلية السورية من اتهامات بشأن انتماء عناصر جرى اعتقالهم في ريف دمشق الغربي إلى حزب الله. واذ تؤكد مجددًا على ما أعلنته سابقًا بأن حزب الله ليس لديه أي تواجد ولا يمارس أي نشاط على الأراضي السورية، وهو حريص كل الحرص على استقرار سوريا وأمن شعبها".
وبعد الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، رفضت قطر ما جاء بتقرير لموقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي، تحدث عن إعادة تقييم الدوحة لشراكتها الأمنية مع الولايات المتحدة، ووصفته بأنه "خاطئ تماما". ووفقا لبيان أصدره مكتب الإعلام الدولي القطري، أكدت الدوحة أن علاقاتها الأمنية والدفاعية مع واشنطن "أقوى من أي وقت مضى، وتستمر في النمو".
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده تعمل "بلا خوف وتقف في وجه جميع أعدائها". وذكر نتنياهو، خلال حضوره الحفل السنوي لمعاهد "نتساح يهودا" والمعاهد الدينية الحريدية: "ليعلم جميع أعدائنا أننا نقف في وجههم، كما فعلنا أمس أيضا في اليمن". وأضاف: "في اليمن هناك بعض من لن يعلموا، لأنهم لم يعودوا بيننا، كثير منهم".
في السياق، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات جديدة مرتبطة بالحوثيين. وفي التفاصيل، فإن هذه العقوبات تستهدف 32 فردًا وكيانًا و4 سفن مرتبطة بجماعة الحوثي.
وبشأن الحرب في أوكرانيا، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إنه لم يتم الاتفاق حتى الآن على ترتيب مكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ويجدر بالذكر ان ترامب كان قد أكد أمس أنه سيجري مكالمة قريباً مع بوتين.