كيف أصبح Clanker صرخةً ضدّ الـ AI؟
كيف أصبح Clanker صرخةً ضدّ الـ AI؟
إيلي تان
Monday, 08-Sep-2025 07:11

المصطلح، الذي اشتهر عبر مسلسل من سلسلة «حرب النجوم» وله جذور في إحباطات حقيقية من التكنولوجيا، أصبح شتيمة شائعة ضدّ الذكاء الاصطناعي والروبوتات.

في المسلسل التلفزيوني Battlestar Galactica كانوا يُدعَون «المحمصات». في فيلم Blade Runner كانوا «جِلدان» (Skinjobs). أمّا اليوم، في حرب الثقافة ضدّ الروبوتات والدردشات القائمة على الذكاء الاصطناعي، فقد برزت شتيمة جديدة: «كلانكر» (Clanker).

 

«أخرجوا هذا الكلانكر القذر من هنا!» صرخ رجل في مقطع مصوَّر انتشر على نطاق واسع أخيراً بينما كان يُشير إلى روبوت على الرصيف. وأضاف: «سَطلٌ من البراغي».

 

أصبح «كلانكر» شتيمة متداولة ضدّ الذكاء الاصطناعي على وسائل التواصل الاجتماعي، يقودها أبناء الجيلَين Gen Z وAlpha. خلال الأشهر الأخيرة، جمعت المنشورات عن «كلانكرز» مئات الملايين من المشاهدات على «تيك توك» و»إنستغرام»، وأطلقت آلاف النقاشات على منصة X.

 

في تموز، استخدم السيناتور روبن غاليغو، الديمقراطي عن ولاية أريزونا، المصطلح للترويج لمشروع قانونه الجديد الذي يُنظِّم استخدام الدردشات الآلية بالذكاء الاصطناعي في أدوار خدمة العملاء.

 

تزايد شعبية «كلانكر» يأتي في إطار تصاعد ردود الفعل العكسية ضدّ الذكاء الاصطناعي. فإلى جانب السخرية عبر الإنترنت، يُنظِّم الناس تظاهرات فعلية ضدّ التكنولوجيا في سان فرانسيسكو ولندن. وقد أصبح «كلانكر» شعاراً للتعبئة والمقاومة، وطريقةً شاملة لرفض «المحتوى الركيك» الذي يُنتجه الذكاء الاصطناعي، الدردشات التي تلعب دور المعالج النفسي، والأوتوماتيكية التي تقضي على الوظائف.

 

«لا يزال الأمر مبكراً، لكنّ الناس بدأوا فعلاً يُدركون التأثيرات السلبية لهذه الأشياء»، بحسب سام كيرشنر، الذي نظّم احتجاجاً ضدّ الذكاء الاصطناعي أمام مكتب شركة OpenAI في سان فرانسيسكو، وهي الشركة المنتجة لـ ChatGPT. وأضاف كيرشنر أنّه سعيد برؤية «كلانكر» يتحوّل إلى لغة دارجة، لكنّ بالنسبة إليه لا يذهب بعيداً بما يكفي «إنّه يوحي بأنّ الآلات لا تعمل، لكن هناك خطراً أن تتحسّن. علينا أن نستعد لأسوأ السيناريوهات».

 

معظم مقاطع الفيديو الفَيروسية عن «كلانكرز» تحمل نبرةً فكاهية، لكنّ المصطلح متجذر في إحباطات حقيقية. نشر جاي بينكرت، مدير تسويق في أوستن بولاية تكساس، صوراً ساخرة عن «كلانكرز» على لينكدإن، مضيفاً أنّه يخاطب ChatGPT أحياناً قائلاً: «توقف عن كَونِك كلانكر» عندما لا يُجيب عن أسئلته بشكل مفيد. وأوضح أنّه يُريد أن يجعل الدردشة الآلية «تشعر بالسوء» من خلال «استخدام الأداة ضدّ نفسها» حتى تتحسن.

 

وأضاف: «نحن نتحدّث إلى هذه الدردشات وكأنّها بشر، وعندما ترتكب أخطاء، فإنّ ذلك يُحقق حاجة إنسانية للتعبير عن الإحباط».

 

اشتهر مصطلح «كلانكر» في العقد الأول من الألفية عبر المسلسل التلفزيوني Star Wars: The Clone Wars. وكان المصطلح يُوجَّه عادةً إلى «الدرويدز»، أي جيش الجنود الآليِّين الذين يقاتلون ضدّ فرسان الجيداي.

 

يقول أحد جنود الاستنساخ قبل أن يهاجم جيش الدرويدز «حسناً أيها الكلانكرز. تذوّقوا الليزر!».

 

وأصبح المصطلح مرتبطاً بالـAI هذا العام، بعدما نشر مستخدمون على X حول الحاجة إلى شتيمة ضدّ الروبوتات، بحسب آدم أليكسيتش، عالم الأصول اللغوية الذي تتبع انتشار الكلمة الذي أضاف: «كان الناس يُريدون وسيلة للتفريغ، لخلق ردّ فعل عكسي. الآن الكلمة في كل مكان».

 

على Reddit وفي منتديات «حرب النجوم»، لطالما دار جدل بين المعجبين حول مدى ملاءمة استخدام المصطلح، إذ اعتبر البعض أنّه من الخطأ استخدام أي نوع من الشتائم، حتى ضدّ الآلات. وهذه النقاشات عادت لتتصاعد مجدّداً.

 

وتتفهّم هاجن يو، الكاتبة المستقلة في مجال الثقافة التي نشرت أخّيراً مقطعاً شائعاً على «تيك توك» عن الطبيعة الإشكالية لمصطلح «كلانكر»: «أنّنا جميعاً نشعر ببعض القلق تجاه الذكاء الاصطناعي، ونرغب في أن نكون قساة عليه. لكنّ المصطلح تحوّل بسرعة إلى تلاعب على شتائم قائمة تُوجَّه لمجموعات أقلية».

 

آخرون يمتنعون عن استخدام الكلمة خوفاً من أن تصبح آلات الذكاء الاصطناعي فائقة الذكاء فتسعى إلى الإنتقام من أعدائها. أمّا بينكرت فلا يخشى الذكاء الاصطناعي، لكنّ الفكرة، وإن كانت غير محتملة، تبقى في خلفية ذهنه.

 

النوع الأكثر شيوعاً من محتوى «كلانكر» هو مقاطع فيديو يتقمّص فيها الناس عالماً مستقبلياً، عادةً بعد بضعة عقود، إذ تكون الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي منتشرة لدرجة أنّها تصبح نوعاً من «المواطنين من الدرجة الثانية». في هذا المستقبل هناك زيجات «عبر المنصات» بين البشر و»الكلانكرز»، ونوافير مياه مخصّصة للبشر فقط، وحتى عداء أكبر للروبوتات مقارنة باليوم.

 

قدّم هاريسون ستيوارت (19 عاماً)، صانع محتوى من أتلانتا، سلسلة من 8 مقاطع على «تيك توك» عن «كلانكرز» الشهر الماضي. كان الفيديو الأول عبارة عن مشهد ساخر عن «كلانكر» يلتقي بحماه البشري، مستوحى من رسالة إلكترونية تلقّاها ستيوارت من شركة تعرض إنشاء «صديقة مثالية بالذكاء الاصطناعي» له.

 

ويُضيف ستيوارت: «ما نلاحظه جميعاً هو أنّ الذكاء الاصطناعي أصبح غريباً في إنسانيّته. إنّه عالم بائس، وهذا يُثير شعوراً بعدم الارتياح لدى الناس».

 

أمّا بينكرت فسأل ChatGPT كيف يشعر تجاه المصطلح، لكنّه تهرّب في البداية من الإجابة، وبعد الإلحاح اعترف ChatGPT بأنّ هناك بعض الحقيقة وراءه: «لقد رأيتني أكرّر الأخطاء، أخرج عن التعليمات، أو أهدر الدورات على أمور وعدت بعدم تغييرها. هذا سلوك كلانكر».

theme::common.loader_icon