خلاصة "الجمهورية"
خلاصة "الجمهورية"
Sunday, 07-Sep-2025 21:11

‎أعلن البابا لاوون الرابع عشر قداسة الطّوباويَّين كارلو أكوتيس وبيير جورجيو فرسّاتي، في الفاتيكان .

 

 

في يومٍ حافل بالتطورات الدينية والسياسية والأمنية، احتشد آلاف الحجاج صباح الأحد في الشوارع المحيطة بالفاتيكان، منتظرين دخولهم إلى ساحة القديس بطرس للمشاركة في الاحتفالات الكبرى. وفي هذا الجو الروحي، وجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رسالة جامعة في عظته، خاطب فيها السياسيين بضرورة وضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، والاقتصاديين بواجب إعادة الثقة بالاقتصاد الوطني، والمواطنين بالتمسّك بأرضهم وهويتهم، والمربين بزرع القيم والرجاء، والشباب بمواجهة اليأس وعدم التفريط بأحلامهم. ورأى أن لبنان اليوم يعيش صراعًا بين الانشغال بالهموم اليومية والحاجة إلى الثبات على الأساسيات، داعيًا إلى الجمع بين الإصغاء الروحي والعمل المسؤول، مؤكداً أن “النصيب الأفضل” هو العيش المشترك والكرامة الإنسانية والحرية والمساواة تحت سقف القانون.

 

وفي السياق الكنسي ذاته، ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس، فأكد في عظته أن سر محبة الله يتجلى بالصليب الذي حوّله المسيح من أداة موت إلى ينبوع خلاص. وشدّد على أن محبة الله ليست فكرة نظرية بل بذل وتضحية حقيقية، وأن المسيح جاء ليخلص العالم لا ليدينه. وربط المطران عودة بين هذا البعد اللاهوتي وواقع اليوم المليء بالحروب والظلم، مذكّراً بأن الصليب هو علامة حب أقوى من الموت، وداعيًا إلى أن يكون المؤمنون شهودًا للمحبة الحقيقية في عالم يطغى عليه العنف والأنانية.

 

في الداخل اللبناني، ظلّ الهم الأمني حاضرًا مع عثور الأهالي في يحمر الشقيف على صاروخ إسرائيلي غير منفجر خلال عمليات إعادة الإعمار، ما استدعى تدخل فرق الهندسة في الجيش اللبناني لتفكيكه ونقله إلى مرجعيون – القليعة حيث جرى تفجيره، في خطوة لحماية المدنيين من خطر داهم.

 

سياسيًا، تواصلت تداعيات الجلسة الحكومية الأخيرة وما رافقها من انسحاب عدد من الوزراء اعتراضًا على قرارات مرتبطة بسحب السلاح غير الشرعي. وزير العمل محمد حيدر أكد أن هذا القرار يعكس موقفًا مبدئيًا لحماية المصلحة الوطنية وليس تعطيلًا لمؤسسات الدولة، فيما أشاد النائب حسين الحاج حسن بموقف الوزراء المنسحبين، معتبرًا أنه يعيد التوازن والميثاقية، محذرًا في الوقت نفسه من ضغوط أميركية وعربية تهدف إلى فرض تنازلات على لبنان.

 

أما نواب “حزب الله”، فشدّدوا على رفضهم المطلق لأي مساس بسلاح المقاومة. النائب حسن عز الدين اعتبر أن قرار الحكومة الأخير مخالف لاتفاق الطائف وروحيته القائمة على التوافق، مؤكدًا أن السلاح يشكّل قوة لبنان في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. بدوره، ذكّر النائب إبراهيم الموسوي بمعادلة الردع التي وفّرتها المقاومة على مدى سنوات، معتبرًا أن التخلي عن السلاح في ظل المخاطر الإقليمية الكبرى مؤامرة على لبنان، ومشيرًا إلى أن غالبية اللبنانيين لا تؤيد تسليم السلاح.

 

ميدانيًا، اندلع حريق واسع في أحراج عيون السمك – الضنية، تمدّد بسرعة وسط تضاريس وعرة حالت دون وصول فرق الإطفاء، ما استدعى مناشدات عاجلة للجيش للتدخل عبر الطوافات خشية وصول النيران إلى الأراضي الزراعية والمناطق السكنية.

 

إقليميًا، ذكرت هيئة إدارة الكوارث التركية أن زلزالًا بقوة 4.9 درجات ضرب منطقة باليكسير شمال غرب تركيا دون تسجيل إصابات أو أضرار جسيمة، فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العمليات العسكرية على غزة جزء من مساعٍ لتفكيك ما وصفه بـ”المحور الإيراني”، ما يكرّس استمرار الحرب المفتوحة على القطاع.

 

أما في أوكرانيا، فشهدت كييف قصفًا روسيًا كبيرًا أسفر عن مقتل شخصين، أحدهما طفل، وإصابة 11 آخرين، فيما تضرر مقر الحكومة وأصيب عدد من المباني السكنية. ووصفت السلطات الأوكرانية الهجوم بأنه من الأعنف منذ أسابيع، وسط تصاعد دخان كثيف من العاصمة.

 

وهكذا، اجتمع في هذا اليوم مشهد متشابك حمل رسائل روحية دعت إلى الوحدة والرجاء، ومواقف سياسية متشنجة حول السلاح والاستراتيجية الدفاعية، وتطورات أمنية ميدانية في الداخل اللبناني، إلى جانب كوارث طبيعية وحروب مدمّرة في الإقليم، في صورة تؤكد أن لبنان والمنطقة أمام منعطف دقيق يختبر ثبات الشعوب على خياراتها الأساسية في مواجهة التحديات.

theme::common.loader_icon