لماذا يزداد الصداع في فصل الصيف؟
لماذا يزداد الصداع في فصل الصيف؟
Saturday, 06-Sep-2025 07:09

خلال فصل الصيف، يلاحظ كثيرون زيادة في تكرار الصداع أو نوبات الشقيقة، ما يُثير تساؤلات حول دور الحرارة، الرطوبة، الضوء الساطع والتقلّبات الجوية في تحفيز هذه الآلام.

يؤكّد خبراء الأعصاب، أنّ عوامل الطقس قد تؤدي بالفعل إلى تفاقم المشكلة، خصوصاً لدى المصابين بالشقيقة، لكنّ فهم الآليات الدقيقة ما زال موضع نقاش علمي.

 

الأبحاث المتاحة

تُظهر الدراسات أنّ العلاقة بين الطقس والصداع ليست محسومة تماماً. فبعض الأبحاث ربطت بين ارتفاع الحرارة أو الرطوبة وتزايد زيارات الطوارئ بسبب الشقيقة.

 

بيّنت دراسة أُجريت عام 2017 في ولاية نورث كارولاينا الأميركية، أنّ الأجواء الحارة والرطبة ترافقت مع زيادة ملحوظة في الحالات.

 

فيما خَلُصت دراسة يابانية حديثة عام 2023، اعتمدت على بيانات تطبيق ذكي لأكثر من 4400 شخص، إلى أنّ الرطوبة، لا الحرارة، كانت أكثر ارتباطاً بالصداع.

في المقابل، أشارت دراسات أخرى، مثل بحث فيينا عام 2011، إلى غياب علاقة مباشرة بين أنماط الطقس ونوبات الشقيقة.

 

كيف قد يؤدّي الطقس إلى الألم؟

 

على رغم من تضارب النتائج، يعتقد بعض الأطباء أنّ ارتفاع الحرارة أو الرطوبة قد يُحفّز الأعصاب المسؤولة عن الإحساس بالألم، مثل العصب ثلاثي التوائم المتصل بالأوعية الدموية في الدماغ والمرتبط بالشقيقة.

 

وتشير فرضيات أخرى إلى أنّ فقدان السوائل والأملاح بسبب التعرّق الشديد قد يُغيِّر من كيمياء الخلايا العصبية، ما يزيد من قابليّتها للإثارة.

كما أنّ جودة الهواء السيئة خلال المَوجات الحارّة قد تساهم في زيادة نَوبات الصداع، إذ يُحتمل أن تؤدّي الملوّثات كالأوزون إلى تهيّج الأعصاب.

 

بدوره، قد ينشّط الضوء الساطع القشرة البصرية في الدماغ، وهي منطقة حساسة جداً لدى مرضى الشقيقة، ممّا يَزيد من احتمالية حدوث نوبة.

وربطت بعض الدراسات بين الانخفاض المفاجئ في الضغط الجوي، خصوصاً خلال العواصف الصيفية، وحدوث نوبات الشقيقة، إذ تؤثر على الضغط في الجيوب الأنفية أو على الأوعية الدموية الدماغية بطريقة تحفّز الألم.

 

كيف يمكن تقليل المخاطر؟

 

يُنبّه الخبراء إلى أنّ بعض الأشخاص قد يربطون صداعهم بالطقس بينما يكون السبب مختلفاً. ففي المراحل الأولى من نوبة الشقيقة، قد يصبح المريض أكثر حساسية تجاه الضوء أو تغيّرات الطقس قبل ظهور الألم، ممّا يعطي انطباعاً بأنّ الطقس هو المُسبِّب المباشر.

 

وغالباً ما تتداخل عوامل عدة، مثل الجفاف، قلة النوم، التوتر أو النظام الغذائي، مع تأثيرات الطقس في تحفيز الصداع.

 

للوقاية، ينصح الأطباء بالحرص على ترطيب الجسم جيداً، وتعويض الأملاح المفقودة عبر المشروبات المخصّصة لذلك عند التعرّق الزائد. كما يُستحسن ارتداء النظارات الشمسية أو القبّعات ذات الحواف العريضة لتقليل أثر الضوء المباشر.

theme::common.loader_icon