عرض قائد الجيش العماد رودولف هيكل خطة حصر السلاح أمام مجلس الوزراء الذي التأم اليوم في القصر الرئاسي في بعبدا فيما انسحب وزراء حزب الله وحركة أمل والوزير الشيعي المستقل فادي مكي الذي وضع استقالته شفهيًّا بتصرّف رئيس الجمهورية، ويأتي انسحاب الوزراء انسجاماً مع موقفهم الرافض للورقة الأميركية.
من جهته، أعلن وزير العمل محمد حيدر أنه «وصلنا إلى بند خطة الجيش بعد مناقشة البنود الأربعة الأخرى ثم انسحبنا»، مشدداً على أنه «أيّ قرار يُتخذ من دون ممثلي الطائفة الشيعية هو غير ميثاقي».
وفي تفاصيل ما آلت اليه الجلسة الوزارية، اعلن وزير الإعلام المحامي د. بول مرقص، ان "مجلس الوزراء، استمع الى خطة الجيش لحصر السلاح ورحب بها، وقرر الابقاء على مضمون الخطة ومداولاته سرية".
اشار الى أن "رئيس الجمهورية جدد إدانته للاعتداءات الإسرائيلية ونوّه بالدبلوماسية اللبنانية التي واكبت التجديد لقوات اليونيفيل، واعتبر القرار بمثابة انتصار للبنان".
اضاف: "إنّ رئيس الجمهورية تطرق إلى التطورات الاقتصادية الايجابية، وشدد على وجوب أن تتم الانتخابات النيابية في وقتها".
وكشف أنّ رئيس الحكومة نواف سلام أشار إلى أنّه "لا استثمارات ما لم تتوافر شروط الأمن والأمان في البلاد وهذا ما تأكدت منه خلال زياراتي إلى فرنسا ومصر".
اضاف مرقص: "الجيش سيباشر بتنفيذ خطة حصرية السلاح لكن وفق الإمكانات المتاحة لوجستياً ومادياً وبشرياً، والحكومة تلتزم إعداد استراتيجية أمن وطني وذلك في سياق تحقيق مبدأ بسط سيطرة الدولة على كامل أراضيها وحصر السلاح بيدها".
ولفت الى ان "لبنان اتخذ خطوات أساسية على صعيد الورقة الأميركية لكن إسرائيل لم تُقدم على أي خطوة في المقابل، واستمرار إسرائيل في الخروقات يؤكد تنصلها من الالتزامات ويعرض الأمن الإقليمي لمخاطر جسيمة، والتنفيذ الكامل لاتفاق وقف الأعمال العدائية يمثل الآلية العملانية لتطبيق القرار 1701، والحكومة تؤكد تمسك لبنان بتطبيق القرار 1701 بكامل مندرجاته، والحكومة أكدت تمسك لبنان الثابت بتحقيق الأمن والاستقرار على حدودها الجنوبية".
واشار الى ان "القوات المسلحة اللبنانية أظهرت التزاماً وتنفيذاً كبيراً لإتفاق وقف الأعمال العدائية ما يعكس التزام لبنان للحفاظ على أمنه واستقراره".
وأعلن أنّ "مجلس الوزراء وافق على طلب وزارة الطاقة والمياه للموافقة على العرض الكويتية".
وفي اول تعليق لرئيس الحكومة نواف سلام بعد جلسة اليوم كتب على منصة "أكس": "رحبنا في مجلس الوزراء بخطة الجيش لحصر السلاح على كامل الأراضي اللبنانية وتنفيذها ضمن الإطار المقرر في جلسة 5 آب ٢٠٢٥.
كما قررنا الطلب من قيادة الجيش تقديم تقرير شهري إلى مجلس الوزراء في شأن التقدّم في تنفيذ هذه الخطة".
كما أصدر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، بيانا، توجه فيه الى "من يهمه الأمر": "المقاومة درع لبنان التاريخي وقوته الضامنة وشرعيته المُحرِّرة والشريك السيادي القوي مع الجيش، ولا مصلحة بشطب المقاومة إلا لإسرائيل، واللعبة السياسية مقبولة إلا الإنتحار السيادي".
اقتصادياً، أعلن المكتب الإعلامي لوزارة الطاقة والمياه أنّ الوزارة أعطت الإذن بتفريغ الباخرة Hawk III المحمّلة بالفيول أويل (B) لمصلحة مؤسسة كهرباء لبنان، وذلك بعدما تبيّن أنّ الفحوصات الثلاثة التي أُجريت على عينات من حمولتها جاءت مطابقة للمواصفات المطلوبة.
اقليمياً، نشرت كتائب القسام مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين مؤكدة وجود 8 أسرى أحياء في مدينة غزة، شمال القطاع.
وقال الأسير الإسرائيلي غاي دلال: "كنا نظن أننا أسرى لدى حماس، لكننا في الحقيقة أسرى لدى حكومتنا ولدى بنيامين نتنياهو وإيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش".
وعقب نشر الفيديو علق زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد قائلا: "إن إشارة الحياة التي نشرت هذا الصباح تذكرنا مرة أخرى بضرورة عودة إسرائيل إلى المفاوضات لإعادة المختطفين ومحاولة إبرام صفقة".
في السياق، أعلنت إسرائيل اغتيال قيادي في حركة حماس في قطاع غزة، يعمل في قسم المالية، مشيرة إلى أنه مرتبط بعمليات التمويل للحركة.
وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أنه: "تمكن سلاح الجو بتوجيه من الشاباك في وقت سابق من هذا الأسبوع من تصفية، نور الدين دبابش، الذي كان يعمل في قسم المالية في الجناح العسكري لحماس".
هذا وكان الجيش الإسرائيلي، قد طالب السكان بإخلاء عدد من المناطق في مدينة غزة، فيما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ما وصفه بـ"فتح أبواب الجحيم على غزة".
كذلك، نددت القاهرة، بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشأن تهجير الفلسطينيين عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، مشددة على أنها لن تكون "بوابة للتهجير".
دولياً، لجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى وسائل التواصل الاجتماعي مجددا للرد على العرض العسكري رفيع المستوى في بكين، الذي استضافه الرئيس الصيني شي جينبينغ، والذي شهد ظهورا بارزا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، كاتباً: "يبدو أننا خسرنا الهند وروسيا أمام الصين الأعمق والأكثر ظلمة. أتمنى لهم مستقبلا طويلا ومزدهرا معا!".
بدوره، حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال منتدى اقتصادي في فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي الدول الغربية من أنه "إذا انتشرت قوات، أيا كانت هناك (في أوكرانيا)، وخصوصا الآن فيما تجري معارك، سننطلق من مبدأ أنها ستكون أهدافا مشروعة" للجيش الروسي.