تعود كرة القدم الدولية الليلة، وقد اختار المدرب الألماني توماس توخيل قائمته لمنتخب إنكلترا استعداداً لتصفيات كأس العالم أمام أندورا في «فيلا بارك» وصربيا في بلغراد.
تحدّث توخيل إلى وسائل الإعلام بعد ظهر الجمعة خارج ملعب «ويمبلي»، ليشرح فكره وراء الاختيارات. والأكثر إثارة للاهتمام كان قراره باستدعاء لاعبَي الوسط الشابَّين آدم وارتون وإليوت أندرسون، بالإضافة إلى دجد سبنس، ظهير توتنهام.
ترنت أمام عمل كثير
قبل عام واحد فقط، بدا وكأنّ ترنت ألكسندر-أرنولد قد ضَمَن مركز الظهير الأيمن في منتخب إنكلترا. بعد يورو 2024، حين لعب أكثر في خط الوسط منه في مركز الظهير، كان لي كارزلي مصمِّماً على إعادته إلى مركزه المفضّل. وعندما اعتزل كيران تريبيير اللعب دولياً، زادت حظوظ ألكسندر-أرنولد في الاحتفاظ بالمركز. كان أحد نجوم فترة كارزلي القصيرة، وأظهر جودة بالكرة بدت إنكلترا بحاجة إليها.
لكن الآن، قبل أقل من عام على انطلاق كأس العالم في حزيران، يجد ألكسندر-أرنولد نفسه خارج الحسابات. حتى بعد انتقاله الكبير إلى ريال مدريد.
لم يظهر توخيل يوماً أنّه مقتنع تماماً بجميع جوانب لعب ألكسندر-أرنولد. ففي أيار أوضح: «إذا كان ألكسندر-أرنولد يُريد أن يكون له هذا التأثير في المنتخب، فعليه أن يأخذ الجزء الدفاعي على محمل الجدّ، وبشكل جدّي جداً». وقد شارك بديلاً فقط في الفوز 1-0 على أندورا.
الآن، مع غياب ألكسندر-أرنولد عن المباراتَين المقبلتَين، ستتاح الفرصة لريس جيمس وتينو ليفرامنتو لإثبات أحقيّتهما بمركز الظهير الأيمن في الصيف المقبل.
المعركة على مركز الظهير الأيسر تحتدم
في حين أنّ إنكلترا مكتظة بالمواهب في مركز الظهير الأيمن، لدرجة أنّ ألكسندر-أرنولد لم يجد مكاناً في القائمة، فإنّ المنافسة على مركز الظهير الأيسر أكثر انفتاحاً. ما زال مايلز لويس-سكِلي ضمن القائمة، ولديه فرصة لإثبات نفسه هناك. ولفرامنتو لعب في هذا المركز أيضاً. لكن هناك أيضاً أول استدعاء لسبنس إلى المنتخب الأول، مكافأةً على تألقه الرائع مع توتنهام العام الماضي.
في منتصف الموسم الماضي، كان سبنس على الهامش في سبيرز، من دون أن يبدأ أي مباراة في الـ«بريميرليغ». لكن عندما استُدعيَ إلى الفريق وسط أزمة إصابات، كان استثنائياً سواء في مركز الظهير الأيمن أو الأيسر، بفضل لياقته الطبيعية ومهاراته الدفاعية الفردية، وقدرته على التقدّم بالكرة وتجاوز المنافسين.
ومع أنّ سبنس فَقدَ مكانه لصالح ديستيني أودوجي في نهاية الموسم الماضي، لكنّه استعاد موقعه مع بداية هذا الموسم. فاعتبر توخيل: «إنّه استحق ذلك تماماً. أنهى الموسم بشكل قوي جداً، وبدأ هذا الموسم مع توتنهام بشكل قوي أيضاً. إنّه لاعب عدواني، يُحبّ المواجهات الفردية، ولا يخشاها حتى أمام أسرع اللاعبين على الجناح الأيمن. والجميع يخبرنا أنّه يُركّز بشدّة في الوقت الحالي، ويُريد أن يتطوّر، ونحن نرى ذلك».
ملامح جديدة لخط الوسط
عندما اختار توخيل قائمته الأولى لإنكلترا في آذار، اعترف بأنّه «من الصعب جداً» استبعاد أندرسون أو مورغان غيبس-وايت، على رغم من تألّقهما مع نوتنغهام فورست. شارك غيبس-وايت بديلاً في مباراتَي حزيران، والآن جاء الدور على أندرسون أيضاً. هذا يعني أنّ خط الوسط الإنكليزي بات يبدو أكثر شباباً. غيبس-وايت لديه فقط 4 مباريات دولية، أرتون مباراة واحدة فقط، وأندرسون في أول قائمة له على الإطلاق. حتى مورغان روجرز، الموجود منذ فترة أطول، لديه 6 مباريات دولية فقط.
جميعهم لديهم فرصة، مع غياب اللاعبين الأكثر خبرة، لإثبات أنفسهم في وسط الملعب. الجميع يتوقع أن يبدأ ديكلان رايس في كأس العالم، وبالتأكيد بيلينغهام أيضاً. السؤال هو: مَن سيكون التوازن معهما في خط الوسط؟
أوضح توخيل عن أندرسون وأرتون: «نعتقد أنّ كليهما يستحق ذلك. لقد لعبا أدواراً كبيرة في موسمَين ناجحَين جداً مع ناديَيهما الموسم الماضي. إليوت أقرب لأن يكون لاعب محور هجومي (8)، وآدم أقرب لأن يكون لاعب ارتكاز دفاعي (6). كلاهما استحق دوريهما. حان وقت المنافسة، ووقت ضخ دماء جديدة».
قائمة «أكثر تنافسية»
مع اقتراب كأس العالم، يُريد توخيل أن يشعر المعسكر الإنكليزي بمزيد من التنافسية. لذلك، سيجتمع اللاعبون في «سانت جورج بارك»، حتى لا تكون هناك فترة تحضير طويلة قبل مباراة أندورا مساء السبت في «فيلا بارك». وسيعطي هذا لتوخيل «إحساساً أكثر انسيابية» وهو يدخل أول معسكر من 3 هذا الخريف. كما يُريد توخيل قائمة «أكثر إحكاماً وأكثر تنافسية» هذه المرّة، فاختار 24 لاعباً بدلاً من 26.
رودري وكارفاخال يعودان إلى القائمة
استُدعيَ رودري، لاعب وسط مانشستر سيتي، إلى قائمة منتخب إسبانيا للمرّة الأولى منذ تعرّضه إلى إصابة في الرباط الصليبي الأمامي في ركبته اليمنى قبل 12 شهراً. عاد رودري (29 عاماً) من الإصابة في أيار، وشارك مع سيتي في كأس العالم للأندية. لكنّه غاب عن الجولة الافتتاحية من الدوري الإنكليزي بسبب ما وصفه المدرب بيب غوارديولا بأنّه انتكاسة، لكنّه شارك بديلاً أمام توتنهام السبت الماضي.
كما عاد داني كارفاخال، قائد ريال مدريد، إلى تشكيلة لويس دي لا فوينتي بعدما غاب عن معظم الموسم الماضي بسبب إصابة في الرباط الصليبي. وكانت آخر مشاركة دولية له في التوقف الدولي في أيلول 2024.
لكن لا مكان لجوان غارسيا، حارس برشلونة، القادم من إسبانيول هذا الصيف، ولا للظهير أليخاندرو بالدي. فيما حصل الشاب خيسوس رودريغيز (19 عاماً)، مهاجم كومو الإيطالي المنضم من ريال بيتيس هذا الصيف، على أول استدعاء دولي له.
ستواجه إسبانيا كلاً من بلغاريا وتركيا خارج أرضها يومي 4 و7 أيلول في تصفيات كأس العالم. وتضمّ مجموعتها أيضاً جورجيا. وباتت خُطَط دي لا فوينتي واضحة بعد أكثر من عامَين على تولّيه قيادة المنتخب، مع عودة رودري وكارفاخال، وهما من أبرز الأسماء.
لم تكن هناك شكوك كبيرة في أنّه، بمجرّد تعافيهما من الإصابتَين الخطيرتَين اللتَين تعرّضا لهما الموسم الماضي، سيُستدعَيان مجدّداً. فرودري يُعدّ الأفضل في العالم في مركزه، فيما لم يستطع دي لا فوينتي إيجاد بديل حقيقي لكارفاخال في غيابه، على رغم من محاولاته مع بيدرو بورّو وأوسكار مينغويزا، ظهيرَي توتنهام وسيلتا فيغو توالياً.
كما عاد فيرّان توريس بعدما أبعدته عملية الزائدة الدودية عن نهائي دوري الأمم، ويجب مراقبته، إذ قد يُصبح المهاجم الصريح المقبل لإسبانيا. إنّه يلعب حالياً كمهاجم مركزي مع برشلونة، متصدّراً ترتيب الهدافين بعد جولتَين برصيد هدفين. ومع غياب مهاجم أساسي واضح، إذ يُعتبر ألفارو موراتا وميكيل أويارزابال الخيارَين الآخرَين، ينبغي أن يأخذ دي لا فوينتي توريس في الاعتبار.
وأخيراً، كانت هناك مفاجأة باستدعاء رودريغيز. فبعد انتقاله إلى كومو مقابل 22,5 مليون يورو من بيتيس، قرّر دي لا فوينتي منحه الفرصة لإثبات نفسه كلاعب قادر على إحداث الفارق. بالتالي، سيكون هذا التوقف الدولي بمثابة اختبار له لإظهار قدرته على أن يكون بديلاً جيداً للمهاجمَين لامين يمال ونيكو ويليامز.
أمّا الحارس غارسيا فبقيَ خارج القائمة، إذ حافظ دي لا فوينتي على ثقته في الحراس نفسهم الذين ساعدوا إسبانيا على الفوز بكأس أوروبا العام الماضي.