الكومبوتشا، أو الشاي المخمّر، بات مشروباً واسع الانتشار بفضل طعمه المميّز وارتباطه بالحديث عن الفوائد الصحية، غير أنّ الأبحاث العلمية حوله ما زالت محدودة.
تؤكّد غابرييلا فرايز، طالبة دكتوراه في البرازيل، أنّها لاحظت تحسناً في صحة أمعائها منذ بدأت تتناول القليل من الكومبوتشا مع وجبة الغداء، إذ أصبحت أقل انتفاخاً وأكثر انتظاماً.
وهي تُحِبّ المذاق الفوّار المائل إلى الحموضة والحلاوة الذي تعدّه في منزلها. لكن على مواقع التواصل الاجتماعي، تذهب الادّعاءات أبعد من ذلك، إذ يُروَّج للمشروب كوسيلة لإنقاص الوزن، وضبط السكّري من النوع الثاني، والوقاية من أمراض القلب والسرطان.
ما هي الكومبوتشا؟
تُحضَّر الكومبوتشا من الشاي والسكر و«مستعمرة تكافلية» من البكتيريا والخميرة تُعرف باسم (SCOBY). أثناء التخمير، تُحوِّل الخميرة السكّر إلى كحول وغاز ثاني أوكسيد الكربون فيُصبح المشروب فوّاراً، فيما تُحوِّل البكتيريا معظم الكحول إلى أحماض تُكسِبه مذاقاً خلّياً.
يحتوي الشراب الناتج من الكافيين، ومركّبات نباتية مفيدة تُعرف بالبوليفينولات، بالإضافة إلى نسبة بسيطة من الكحول (-0,5% في النسخ التجارية).
وعلى رغم من أنّ الكومبوتشا بطبيعتها منخفضة السكّر، إلّا أنّ بعض المصنّعين يُضيفون السكّر أو عصائر فاكهة لجعلها أكثر حلاوة، أو يُطعّمونها بالأعشاب والتوابل.
غالبية الأنواع تحتفظ بالخمائر والبكتيريا الحية، لكنّ بعض المنتجات تُبستَر أو تُصفّى لضمان صلاحية أطول، وهو ما قد يُقلّل من نشاطها الميكروبي.
الفوائد الصحية المحتملة
في تجربة سريرية شملت نحو 60 شخصاً يعانون زيادة الوزن، لم يُحقّق مَن شربوا الكومبوتشا يومياً لمدة 10 أسابيع انخفاضاً أكبر في الوزن مقارنةً بغيرهم، وإن أفادوا بتحسّن في مشكلات مثل الحموضة والانتفاخ.
دراسة أخرى شملت 16 مشاركاً، لم تُظهر تحسناً في ضغط الدم أو الكولسترول أو مؤشرات الالتهاب. كما انخفضت استجابات السكّر في الدم بنسبة 20% لدى أشخاص تناولوا وجبة مع الكومبوتشا مقارنةً بمشروبات أخرى. وسجّل مرضى السكّري من النوع الثاني انخفاضاً في معدّلات السكر الصائم بعد 4 أسابيع من شرب كوب يومياً.
يعتقد الخبراء أنّ الأبحاث غير كافية للحسم، لكنّ تناول مجموعة متنوّعة من الأطعمة المخمّرة، بما فيها الكومبوتشا واللبن والكفير والكمتشي، يرتبط عادةً بميكروبيوم أكثر صحة وبانخفاض الالتهابات.
توصيات الخبراء
يشدّد الأطباء على تجنّب المبالغة في تقدير فوائد الكومبوتشا، لكنّهم يرَون أنّ الأنواع منخفضة السكّر قد تكون بديلاً صحياً عن المشروبات الغازية أو الكحولية.
أمّا التحضير المنزلي فيحتاج إلى عناية شديدة لتجنّب التلوّث بالبكتيريا أو العفن، وذلك عبر شراء SCOBY من مصدر مَوثوق، والحفاظ على بيئة نظيفة. في حال ظهور العفن، يُنصح بالتخلّص من الكمية كاملة.
