ألقاب مخطوفة وأحلام تتحقّق في حلبة ساندفورت
ألقاب مخطوفة وأحلام تتحقّق في حلبة ساندفورت
لانا نجدي
Tuesday, 02-Sep-2025 07:18

لم يُخيِّب سباق جائزة هولندا الكبرى 2025 التوقّعات. أجواء متقلّبة، أمطار خفيفة في البداية، وحلبة زاندفورت الضيّقة التي لا ترحم، قدّمت واحداً من أكثر السباقات إثارة هذا الموسم. من انسحاب مزدوج لفريق فيراري زاد من أزمته، إلى فوز جديد يعزّز هيمنة الأسترالي أوسكار بياستري (مكلارين)، وصولاً إلى مفاجأة البوديوم مع الفرنسي الشاب إسحاق حجار (ريد بول)، كل العناصر اجتمعت لرسم لوحة مختلفة في صراع بطولة لا يعرف الاستقرار.

فيراري: اختناق أحمر مزدوج

 

بدأ الألم بعد منتصف السباق بالنسبة إلى الفريق الإيطالي. فَقَد السائق البريطاني لويس هاميلتون السيطرة على سيارته عند المنعطف الثالث تحت المطر الخفيف من دون تحذير، لينهوي بـ DNF مأساوي لا يُنسى، بينما وقف على أعتاب كارثة أخرى، تأكيداً على موسمه المتعثر.

 

دقائق بعد ذلك، اتّجه الإيطالي كيمي أنطونيلي نحو حائط الحلبة أثناء محاولته تجاوز تشارلز لوكلير، من موناكو، عند Hugenholtzbocht؛ فاصطدم الأخير وخرج ضحية الحادث، متخلّياً عن أي أمل في النقاط له ولفريقه.

 

النتيجة؟ انخفاض مزدوج يُنهي مقدّمات التعافي لفريق عريق، ويترجمه بشراسة. كأنّ فيراري تُخنق ببطء، وحضورها يبقى أسير تناقضاتها.

 

الانتصار العظيم... بتوقيع بياستري

 

في المقابل، لم يغلق أوسكار بياستري فمه كثيراً. من البداية وحتى النهاية، كتب سطراً جديداً في موسمه، ممهوراً الفوز السابع الذي جعله يُضيّع فارقاً مضاعفاً من زميله نوريس، بعدما اندفع بالعزم نفسه حتى النهاية.

 

تحكّم الأسترالي بالسباق وقراءة اللفات التي جعلته يخلو من المجازفة الزائدة، جعلاه يتصدّر الترتيب بجدارة وتناغم، كما لو أنّ الحلبة بأكملها تسلّمت رسالته: «أنا هنا، ولن أتراجع».

 

حجار... ظهورٌ فرنسي يُجسّد الحلم

 

أمّا المفاجأة الحقيقية، فقد جاءت بوجه فرنسي شاب يُدعى إسحاق حجار. وللمرّة الأولى في تاريخه القصير، صعد إلى المنصة، محتلاً المركز الثالث الذي أصبح أرفع إنجازاته منذ بدء مسيرته.

 

حجار، الذي بدأ السباق من المركز الرابع، استغل انسحاب البريطاني لاندو نوريس (ماكلارين) بذكاء ودقة لا يعرفان التردّد، ليُسجّل اسمه كخامس أصغر سائق في التاريخ يصل إلى البوديوم.

 

بعد السباق، أكّد ببساطة: «الأمر لا يُصدَّق... لكنّنا لم نرتكب أي خطأ. السيارة كانت مثالية، وأنا فقط استغلّيتها». وسط الفوضى، صعد حجار كرمز للأمل، كحلم يتحقّق بثباتٍ نادر لوجه جديد في البطولات الكبرى.

 

نوريس بين فخ العتاد واللحظة الحرجة

 

كان نوريس، بخبرته وقيادته الحذرة، الأقرب للمنافسة على اللقب في زاندفورت، إذ كان يلاحق زميله أوسكار بياستري من المركز الثاني بثبات يُذكّر بموسم ناضج يطمح للصدر.

 

لكن في الدقيقة التي اشعل فيها الأمل، سرّب العتاد المؤلم تفاؤله: خروج عن السباق بنيران التحمّل الميكانيكي قبل 9 لفات من النهاية، إثر تسرُّب زَيت أُجبره على التوقف على جانب المضمار.

 

بتلك لحظة، لم يُحرم نوريس من النقاط فحسب، بل كُشف الفارق بأنّه صار 34 نقطة لصالح بياستري في الصدارة فجوة أصبحت تحوّلاً حاسماً في صراع اللقب.

 

ساندفورت تُعيد ترتيب أوراق البطولة

 

من حلبة لم ترحم الأبطال، خرجنا بصور متناقضة: خسارة استراتيجية لا تُنسى لنوريس، ودفعة معنوية لبياستري، فبات واضحاً أنّه السائق الأكثر اتساقاً هذا الموسم، ومفاجأة فرنسية شبابية تُزيح الستار عن وجه جديد في حلبة الأضواء.

 

النتيجة: فَرقُ التسارع ثُبِّتَ، وسباق واحد أصبح فصلاً مفصلياً في التحدّي على لقب 2025.

theme::common.loader_icon